
في ورشة تدريب الكوادر والقيادات المجتمعية حول تكوين الجمعيات التعاونية
مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية بكسلا ــ أولويات بناء المجتمعات
كسلا : انتصار تقلاوي
يدخل مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية بولاية كسلا للقطاعين الزراعي والرعوي العام الجديد 2023 وفق رؤية قائمة على بناء المجتمعات المستهدفة بالمشروع في محليات الولاية المختلفة لضمان تحقيق الأسبقية للمشروع على مستوى الولايات في تنفيذ الأنشطة والبرامج والبناء التنظيمي لتأكيد الريادة والسبق والاستمرار في تحقيق النجاحات التي ظل يتصدرها المشروع عاماً بعد آخر بشواهد الانتاج العالية التي ظلت تتحقق في المحاصيل الانتاجية.

وبعد عام حافل بالعطاء يسعى المشروع الى بناء قدرات تنظيمات المزارعين والرعاة من خلال تنظيماتهم عبر تكوين الجمعيات التعاونية فكانت الورشة التي نظمها المشروع كأول ورشة على مستوى الولايات المستهدفة بالمشروع دليل علي حرص المشروع في إيجاد صيغة تشاركية ما بين إدارة المشروع والمجتمعات المستهدفة في القطاعين الزراعي والرعوي والجهات الفنية وتكون في حد ذاتها خطة
وخارطة طريق للعام 2023 في تكوين الجمعيات التعاونية لتعزيز قدرات المنتجين. وشهدت قاعة رفع القدرات بولاية كسلا اقامة الورشة التدريبية للكوادر والقيادات المجتمعية في الجمعيات التعاونية التي نظمها المشروع بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة بتكوين الجمعيات التعاونية واختيار الخبير في مجال التعاونيات المستشار محمد الفاتح العتيبي لمدارستها بحضور مدير عام وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية
الدكتور خضر رمضان عبارة عن حلقة تفاكرية وجلسة للنقاش حول مفهوم الجمعيات التعاونية وكل مايتعلق بتكوينها وأنشطتها وأنواعها وتحدياتها وفوائدها وتجاربها المحققة على مستوى العالم العربي والافريقي والأوروبي والقوانين المنظمة لعمل الجمعيات التعاونية وفق الحركة الدولية للتعاونيات.
مدير مشروع بناء المرونة مع لتغيرات المناخية للقطاعين الزراعي والرعوي بولاية كسلا جمال محمد الأمين قال ان الورشة أتت بعد عام حافل ونجاحات واضحة حققها المشروع وبتنظيم الورشة يأمل المشروع في طرح الأفكار وإدارة نقاشات عبر المشاركين في كيفية تكوين الجمعيات التعاونية في القطاع الزراعي والرعوي رغم وجود التحديات التي تواجه التكوين خاصة في ظل وجود عدد كبير من
الجمعيات التعاونية على مستوى الولاية في مسميات متعددة. وأعرب عن أمله في أن تكون مخرجات الورشة بمثابة بداية وهادية لإيجاد طريق يخدم أهداف المشروع في تكوين الجمعيات الفاعلة التي تستطيع تحقيق الإستدامة في مجتمعاتها وأمن علي ضرورة رفع الوعي للمستويات المختلفة المشاركة في الورشة واشراك المجتمعات والجهات ذات الصلة في وضع الخارطة التشاركية الواقعية لتحقيق التأسيس السليم للجمعيات كأفضل الحلول من وجود عدد كبير للجمعيات.
مدير عام وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية أكد على أهمية الورشة وتكوين الجمعيات التعاونية التي كان لها دور ومردود ايجابي كبير وواضح خلال الفترات السابقة إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة نوعاً من الإهمال والتراجع لتداخل عدد من الإفكار والأعمال التي كانت خصماً علي الجمعيات والنأي بها عن أهدافها الرئيسية. ونوه خضر على أهمية أن يكون تأسيس الجمعيات من القاعدة صعوداً من الأعلى وليس العكس لضمان البناء الجيد لها. وقدم تنويراً حول تأسيس الجمعيات التعاونية خاصة بمحلية حلفا الجديدة.
أما الخبير العتيبي قدم سياحة متكاملة عن الجمعيات التعاونية المفهوم والدور المنتظر للإرتقاء بالقطاع الزراعي والرعوي وغيرها من أعمال يمكن أن تدخل في تكوين الجمعيات التعاونية اضافة الى تكوين الجمعيات التعاونية ووجودها في المجتمع منذ العام 1848 بانجلترا. واستشهد العتيبي بأنواع الجمعيات التعاونية في مختلف الدول وتجاربها وتطورها ونشأتها ومساهمتها في الناتج الاجمالي للدولة والجانب
الاجتماعي علاوة علي امكانية الإنفتاح نحو جمعيات عالمية أخرى وتجربة السودان في تكوين الجمعيات التعاونية. وأعاب العتيبي بعضاً من الممارسات التي أضرت بالحركة التعاونية والطرق الممكنة لإعادة مجدها من خلال القانون الخاص بها .
آراء ومقترحات متعددة واستفسارات طرحت خلال الورشة وضحت كثير من المفاهيم وصححت أخرى وأمنت علي بعضا منها ومنحت الفرصة حول كيفية إيجاد وتكوين جمعيات تعاونية حقيقية شريطة أن تكون خاضعة ومستجيبة للمباديء الأساسية المطلوبة عند تكوين الجمعيات التعاونية. ويبقي السؤال والدور المنتظر من المشاركين في الورشة وهو نقل المعارف وملخص الورشة ومخرجاتها الى المجتمعات لحثها
نحو تحريك هممها لتكوين الجمعيات التعاونية والانفتاح بصورة اكبر مع الجهات المختصة لمزيد من المعرفة التي تضمن تكوين جمعيات تعاونية بصورة حقيقية تحقق أهدافها المرجوة وترفع من مستوى القطاع المعني أو الخدمة المستهدفة والمراد تنفيذها عبر الجمعية التعاونية.
تجدر الإشارة الى أن مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية في القطاعين الزراعي والرعوي يتم تنفيذه بتسعة من الولايات بدعم من صندوق المناخ الأخضر الأمريكي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
وتنفيذ المجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية بالسودان بالتعاون مع وزارات الانتاج والموارد الاقتصادية بالولايات وإدارات الإرشاد ونقل التقانة وهيئات مياه الشرب مدته خمس سنوات ويدخل في العام 2023 سنته الثالثة.