محمد عبدالله الشيخ يكتب :..نصف رأي ..والي الخرطوم نموذج لرجل الدولة وتحديات المرحلة

محمد عبدالله الشيخ يكتب :..نصف رأي ..والي الخرطوم نموذج لرجل الدولة وتحديات المرحلة
يعتبر الاستاذ احمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم واحدا من أهم وأعظم رجال المرحلة الحرجة الخانقة التي مر بها السودان عامة والعاصمة الخرطوم خاصة حيث التدهور المريع الي حد انسداد الأفق وانعدام الحلول والخيارات تحت زحف الموت وأمطار الرصاص ودوي الدانات ومحدودية رقعة الأمن وانحسارها في بضع كيلومترات وهي ظروف أصعب مما يمكننا وصف تعقيداته .
شكل الرجل حضورا مستداما في عمق الازمة ولجة المخاطر فلايضمن من يخرج من بيته انه سيعود ولا يكون في طمأنينة علي من تركهم خلفه برغم ذلك كان الوالي حاضرا وليس حضورا صورية ولا ديكوريا بل حضور فاعل يحرك ساكن الخدمات من العدم بلا إيرادات ولا تدفقات مالية من الحكومة الاتحادية . وحتي المنظمات المنوط بها التواجد والمساهمة في الحلول في مثل هذه الظروف تراجع دورها نتيجة المخاطر وانحسر دورها المؤثر في المشهد حين الذروة ولم تعد إلا بعد
حين ليكون حضورها رغم التأخر عاملا إضافيا قدم الكثير للمواطن في أمنه الغذائي وظل الوالي في ظل الظروف المعتمة يقف الي جانب المواطن بالمتاح لتشغيل محطات المياه وتامين خدمات العلاج وتامين الحياة بتجميع المواطنين بعيدا عن المناطق المشتعلة في دور الإيواء والتكايا ويمضي لتطبيع الحياة بعودة بعض المؤسسات فجاءت عودة هيئة نظافة ولاية الخرطوم وظهورها وتحركاتها في الشوراع رسالة باكثر من مدلول النظافة واصحاح البيئة التي لوثتها الحرب .
وبصبر الوالي وجلده مع قلة من موظفي الولاية واللجنة الامنية والمديرين التنفيذيين بدأ تحريك الساكن واستنهاض الهمم لتطبيع الحياة في الرقعة الآمنة من محلية كرري ينفتح كل يوم باب ويتسع رغم أنف التدوين واستهداف المليشيا لمصادر المياه والكهرباء والمشافي والاحياء السكنية لكن كانت العزيمة اقوي والارادة حاضرة عادت مؤسسات فاعلة ببدايات معنوية من أجل الحضور في المشهد دون مقومات ولا أرضية ينطلق منها العمل فكان حضور ديوان الزكاة في بواكر الموقعين في دفتر الحضور بعدد محدود من الفرسان بلا معينات ولا آليات فمضي الحفر بالاظافر في صخور المستحيل
الصلدة الي ان تفجرت الحلول بفضل الله والتوكل عليه فمضي التآزر واليد في اليد فكان الحضور حدثا مقدر استجاب له اصحاب الأموال وجاءوا طوعا واختيارا ورويدا رويد جادت الجباية بما هو فوق الظن من الاموال حتي بلغت ضعف المقدر وزيادة وتقديرا منها للموقف تجاوبت الأمانة العامة لديوان الزكاة مع دواعي الحال وبدات في الدعم عبر قوافل غوث البركات لدعم التكايا ودور الإيواء وارتكازات القوات المسلحة الي ان وصلت قبل عيد الاضحي الي القافلة السابعة وهكذا ارتفعت شرفة الأمل واتسعت نافذة الضوء ومثلت الزكاة سندا
حقيقيا للمواطن والقوات المسلحة ومع صمود القوات المسلحة أمام موجات الهجمات وما صاحبها من ترويج اعلامي عالي السعات محدود الأثر مضي الوالي يدبر الأمر عبر اللجنة العيا للطواري يتحسس اهم مواطن الحاجة للتدخل ومعالجة ما أمكن علي مستوي الشأن الامني والقتالي والمعيشي والخدمي يسد كل الثغرات بمسؤولية فلم يفقده المواطن في حدث ولا ملمة الا وكان اول الحاضرين فكان جزءا اساسيا في كل مشهد ومغرم
منذ أن كان الخطر محدقا والارواح علي الاكف حيث فقد جراء ذلك نفر عزيز من مرافقيه تقبلهم الله شهداء ولم يزيده ذلك إلا عزيمة للمضي قدما واضعا يده في يد القوات المسلحة حاضرا وداعما لكل تحركاتها حتي مضت الأحوال في الانفراج بفضل جهود القوات المسلحة والمشتركة وقوات العمل الخاص والمخابرات وابوطيرة والبراءون ودرع السودان ومستنفري المقاومة الشعبية الي ان رجحت كفة القوات المسلحة وامتلكت زمام
المبادرة وتحررت العاصمة وحسما لما تبقى من تفلتات استشعر الوالي الخطر وجابهه بقرارات حاسمة تزيل كل الدمامل والتشوهات عن وجه العاصمه ويتبعها بحملات أمنية باطشة تشارك فيها كل القوات النظامية تعيد هيبة الدولة في اعلي تجلياتها وتفرض الأمن وتشكم كل متفلت وتضبط وتحتوي آلاف الظواهر السالبة والمظاهر المخلة لا تجامل أحدا ولا تاخذ بالشبهات لم تترك الحملة الأمنية القائمة بولاية الخرطوم مظهرا سالبا في الحياة ولا مهددا لامن المواطن وسلامته الاحسمته ولا بؤرة من بؤر الجريمه إلاّ وضعت يدها عليها وسط ارتياح وترحيب
وإعجاب من المواطن فعادت هيبة الدولة كما ينبغي وتكامل مشهد حضورها في كل شان ومازال الوالي بهمته العالية يوسع في اسباب عودة المواطن واستدامة أمنه وتطبيع حياته من كل المهددات يبدأ بنفسه في كل أمر ليحذو الآخرون حذوه فكانت عودته لإدارة شان الولاية من مقرها الرئيس تحريضا وتحريكا للمؤسسات الدولة الأخري ودعوة للمواطنين لاعمار الحياة وتطبيعها فهذا رجل تتطلبه المرحلة ويحتاجه إلحاح الظرف يعتبر الاستاذ احمد عثمان حمزة أيقونة الضباط الاداريين
ونجاحهم وقدرتهم العالية علي الاضطلاع بمسؤليات الحكم يقدم الانموذج الحي والاسوة والقدوة للدولة في الاعتماد علي رجال السلك الاداري التنفيذي لفئة من مكونات الحكم قدمت تجارب ناضجة في ظل ظروف قاسية وازمة خانقة .
هذا مالدي
والرأي لكم