محمد عبدالله الشيخ يكتب:..نصف رأي..دروس وعبر الفوارق والممارسات السلوكيةبين المليشيا والجيش

محمد عبدالله الشيخ يكتب:..نصف رأي..دروس وعبر الفوارق والممارسات السلوكيةبين المليشيا والجيش
المشهد الذي ظهر فيه مجموعة من جنود القوات المسلحة يتقدمهم النقيب عبدالله المالكابي وهم يسلمون عهد بنك السودان ذكرني بالقصة الشهيرة في اروقة القضاء التي تحكي عن اختصام امراتين أمام احد القضاة حول طفل وليد تدعي كل منهن امومته فما كان من القاضي الداهية إلا وان قال نقطع الطفل الي نصفين وتأخذ كل منكن
نصف فما كان من الام الحقيقة إلا ان صاحت رافضة قطع الطفل الي نصفين مع موافقه الام المدعية فما كان من القاضي إلا ان امر بتسليم الام الحقيقة طفلها هذا ذكرني ما تمارسه مليشيا الجنجويد من نهب وسرقة وتدمير للمصارف وكافة ممتلكات الدولة وما قام به الجيش ممثلا سعادة النقيب الكاملابي وجموعته من عهد بنك السودان
فرع الخرطوم لإدارة البنك حيث تم حفظ هذه العهد منذ بداية الحرب واعتداءها عليه ومشهد آخر يمثل الفوارق حيث قامت القوات المسلحة بتسليم مبلغ مالي كبير يخص بنك الخرطوم من قبل اللواء الظافر قائد سلاح المهندسين حيث اوفد الرائد هشام الحاج الي عطبرة وتم تسليم المبلغ الي إدارة البنك هناك بعد احتفظ به سلاح
المهندسين طوال الفترة التي كان محاصرا فيها هذه هي الفوراق الحقيقة بين من يحس ويوقن ان أموال البنوك وكل مؤسسات الدولة هي ملكه وتحت حمايته وبين من يسطو عليها وينهبها ويخربها ويجعلها مستباحة لعصابات السرقة والنهب والانتقام لأنهم يفقدون الاحساس
بالانتماء لهذا البلد فمؤسساته ومقدراته لاتعنيهم في شيء وليس من سلوك ادل علي غربتهم وعدم انتمائهم لهذا البلد من سرقة جهاز طبي عالي الأهمية والقيمة وبيعه بالخرج هذا بجانب محاولات طمس الهوية الثقافية بنهب التراث واتلاف المتحاحف وتخريبها وحرق سجلات الأراضي والقضاء والمصارف ودار الوثائق
والسجل المدني وبيوت الرموز السياسية والشخصيات التاريخية في محاولة لتغيير كامل ومحو لكل ما له علاقة بمورثات وقيم السودان علي مر الحقب والدهور وهذا القدر والشكل من الاستهداف يوضح تماما بلا ريبه ولاشك ابعاد مشروعهم ومنطلاقاته كمشروع استعماري
بامتياز اكبر مما يروجون له وتردده ابواقهم الاعلامية الكذوبه المفضوحة التي لن ولم تستطيع اقناع احد بما لم تكن هي في ذاتها مقتنعة به فالذي يعمل لمصلحة الشعب علي أسس العدالة والديمقراطية لا يشرد الشعب ويهجره ويحتل بيوته وينهب ممتلكاته ويقتل رجاله واطفاله ويسبي ويغتصب نساءه وياتي بكل ما هو ضد مصالح
الشعب هكذا بممارساتها وسلوكها القائم علي الاحراق والاستئصال تبتعد المليشيا آلاف الفراسخ والسنوات الضوئية عن وجدان الشعب وتصنع قطيعة أبدية وحواجز ومتاريس بينها وبينه لن ينساها التاريخ ستظل عالقة متفوقة في فظاعتها علي الهلوكوست ومجازر التتار وميانمار وكل فظائع التاريخ وستلعن متي واينما ذكرت
فالذي يمكن أن ينسي اجتياح مدينته او قريته لن ينسي بيته والذي ينسي ابن حارته وحيه وقبيلته لن ينسي إبنه وبنته وأمه وابيه واخته وأخيه فباي جسر تعود المليشيا وأي مركب لم تحرقها وأي منبر ابقت عليه لتصعد عليه تمارس وعظ الثعالب بعد ان انتزع عنها جلد الثعابين فقد
انتهت المسريحة التنكريه وسقطت أقنعة الممثلين وبان قبح الوجوه وانكشف أمام الشعب وانفض السامر ولن يعود الشعب مرة أخري للعرض السمج حتي بالتذاكر الوجبات المجانية والجوائز المليونية واليانصيب السياسي هكذا يصنع الغباء وعدم الخبرة والحنكة
السياسية لتورد المليشيا موارد الهلاك فقد كفرت بنعمة الرقد وبطر العيش السحت الملطخ بدماء الابرياء فنالت جزاء وفاقا ما اغترفت يداها بما نسوا وعد الله واستهانوا بوعيده فكذلك اليوم ينسوا ليكونوا في مذبلة التاريخ ذكري وللمعتبر عبرة
هذا مالدي
والرأي لكم