مقالات

محمد عبدالله الشيخ يكتب :  النيل الازرق بعيدا عن التلاوم والشجب والادانة 

محمد عبدالله الشيخ يكتب :  النيل الازرق بعيدا عن التلاوم والشجب والادانة

 

وكانها علي موعد ان لا تقادرها ولا تدعها الدائرة الجهنمية وسؤ المتقلب في جحيم الحروب وويلاتها فلو طلبت من

اي شاب اوشابة من مواليد الثمانينات ان يكتب عن حياة امنة مستقرة لما استطاع الا ذلك سبيلا بل يسهل علية

ويتيسر له ويبدع ان يرسم لوحة كاملة عن الحرب والياتها واسلحتها وضحاياها وهكذا هي ابسط الاثار

المترتبه علي الحروب فما ان خرجت من حرب ولاحت بشريات للتعافي والانعتاق للمضي نحو الاستقرار الا

وامتدت يد الشوم ووجهه الكالح لواد الاحلام وقبرها في مهدها قبل ان يجف مداد احبار اتفاقاتها التي كتبت بها لتطوي صفحاتها وتمتلي الاضابير بهكذا امال واماني

واحلام شاهقة حتي سئام المواطن مفردات الاتفاق والمبادرات والتعايش والتصالح فبات سلم غنائيه اكبر من الخيبه واقل من الطموح ((اجو عايدين ان شاء الله

فايدين)) وهكذا تتواصل افرازات الحروب وتمتد ظلالها الكثيفة القاتمه لتطل هذه المرة بوجه القبليه بكل لعناتها ونتنها ووجها العبوس المكفهر بما يجعل كل من يعرف

مجتمع النيل الازرق وميزاته ومميزاته في قبول الاخر واحتضانه في حيرة من امره ذلك الانسان المتسامح المضياف الطيب كطيبة ارضه الخصبه التي رضي بان

يعيش عليها يعاني النقص والعدم وهي تجود بخيراتها دون بخل او شح فكانما هو محسود علي خصبها الذي يضاهي سهول لمبارديا ودلتا النيل ومزارع القح في

اوكرانيا ومولدوما فهل لذلك اسباب وارتباطات بهذه الدائرة الجهنمية وسلسلة الحروب وهل هنالك ايادي خفية تمسك بخيوط اللعبة وتتحكم في المسرح لتختار

بعناية فائقة توقيت الاحداث والياتها دون ان يترك لابناء الاقليم فرصه في قراءة الاسباب ومسببات الحروب والنزاعات في مراتها ودوراتها المختلفه وتطورتها كما و كيفا بين كل مرة وسابقتها فالمتتبع للرسم اليياني

للحروب والنزاعات القبليه ومنحياتها يلحظ بجلاء ودون عناء اتساع الرقعة المحروقه وتمددها وازدياد الضحايا فان ّبدات حرب ١٩٨٧ بالاقليم من جنوبه وتوغلت في

التسعينات الي العمق وغرب الاقليم الغني بالموارد وشريان الاقتصاد والانتاج لتبدا بعدها احداث ٢٠١١ من حيث انتهت سابقتها وتعم وتصل ما لم تصله وهكذا

يمضي الحريق دون ان تسلم من اثاره رقعة او تسلم من مرارته وظلاله السالبه اسرة الي ان جاءت الاحداث القبليه الاخيرة اكثر فتكا واشد ضراوة واعمق اثرا

والاوسع فتقا لعري النسيج والحياة الاجتماعية بل وهي الاخطر في الهزيمه النفسية للاجيال فكم من الاوقت والجهد يحتاجه البناء النفسي لطفل او امراة نجا او نجت

من القتل والسحل والحرق كيف لهم ان ينسوا ويتناسوا تراجيديا الماساة ووالده اوشقيقه او زوجها وابنها يقتل حرقا كيف ينام هولاء وفي المخيله اصوات الدانات نعم

كل ما سبق من احداث وحروب شي لكن هذه غير فهيبة الدولة وسلطتها مرغت في الوحل وذهبت وتوارت جراء عجزها المخجل وموقفها المحير تجاه مواطنيها وهي

تقف مكبلة لاتستطيع الوفاء بتعهداتها في توفير الامن والسلامه لهم فاين نحن والفاروق عمر رضي الله عنه يقول (( ولينا علي الناس علي ان نومن روعتهم ونوفر

صنعتهم الا فاعتزلناهم)) فالي متي يظل حال هذه الرقعة العزيزة الغاليه من الوطن وهي تتقلب في الماسي يهجر انسانها ارضه مكره مكسور الخاطر ماواه واسباب

عيش بسيط قوامه النقص والعدم والكد يفلح ارضه ببدائيه وامكانات شحيحة ثقة في الله يحطتب ليوفر قيمة كساء بسيط يواري السواة و الكراس لابن ينظر اليه

هو حاضره ومستقبله المنتظر انسان رضي بهكذا واقع يستكثر عليه الممسكون بخيوط اللعبة ان يعيش الا ان يمد اياديه بخاطر مكسور لمنظمات الغوث الملوث المسوم

وجراماتها المصورة اذلالا وامتهانا للكرامة وهي لاتسد الرمق ولاتعدو كونها شكل من عرض الحال وادعاء

للانسانية مات ضميرها دون ان يجف لها جفن وهي تدبج التقارير الكذوبه وتنشرها عبر الاثير وفضائيات الغرض الماجورة لميثل كل ذلك وثقائق من الادانة

الانسانيه والاخلاقية محمولا علي هواننا علي الناس ويترك امرنا فاشيا بالزم والتقصير

اما اَن لهذه المعاناة ان تنتهي اما اَن استشعار الخطر الذي يحيط بالاقليم ويجمع امره ويقول المخلصين من ابنائيه كلمتهم دون انتظار للحلول والمبادرات المعلبه اما اَن

تكشفوا نوايا الادنات الشجب والرفض المفخخة هل كانت نبرة التسامح والوعود بالصلح ورتق الفتق وتطبيع الحياة وعود من لا يملك

اما اَن لمتعطشي الدماء البرئيه ان يرتوا

فيا قادة الاقليم وقياداته وشبابه الوثاب الطموح اعملوا جهدكم وابذلو وسعكم من اجل البسطاء دعوا التلاوم

 

والاتهامات وانتم ثقاة كنتم ماوي وملاذ للخائفين وكان وما زال الاقليم سودان مصغر بكل سحناته لكم من التجارب والفرص معكم التاريخ بكل قوته واشراقاته بين

عمارة دنقس وعبدالله جماع لكم مالا يتوفر لغيركم لاتنقصكم الحكمة ولا الحنكة في العودة فتعالوا وتواثقوا من اجل بلدكم واهلكم وترابكم العزيز اعملوا علي

المشتركات وعززوها واتركوا شيطان التفاصيل المقيته

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى