مقالات

محمد طلب يكتب : (القوالات) في الأغنية السودانية(8)

محمد طلب يكتب : (القوالات) في الأغنية السودانية(8)

 

 

نواصل ما انقطع من حديث في المقال السابق عن اغنية المرحوم الفنان ابراهيم عوض *(ما قادر ابوح)* و أود الإشارة إلي أن اللحن له دور كبير في ايضاح المقصد من العبارات الشعرية داخل النص وهذا مجال له أهل

تخصص و لا كثير علم لي به لكن كمتذوق أظن أنه من الضروري ان يتعاون الملحن مع الشاعر للكشف عن مكنونات النص و دلالات الكلام حتي تصل المستمع بوضوح تام.

فقد تطرقت في المقال السابق الي أن :-

*ما قادر ابوح ..أنا ما داير أصرح*
احياناً يقتحمني احساس بأنها تهديد (عديل كدا) وهو احساس تولده نهاية الأغنية:

*حنانك حبيبي وين حنانك*
*سيب الجفا سيب و ارحم كفي*
*أنا قلبي داب من العذاب*
*و انا عمري ضاع مع السراب*

وبعدها مباشرة ترديد (ما قادر اقول أنا ما داير أصرح)
أحسها وكأنها:- *(حنانك..حنانك واللا بقول)* فقد ضاع عمري سراب …الفكرة وصلت؟
و كما أسلفت اللحن و تدوير نص معين قد يحدث خللاً في فهم المتلقي للنص… ربما لعدم ارتباطه بالمقطع الذي يُردد بعده …والله اعلم

وغالباً في بعض الاغاني السودانية احس و كأن هناك انفصال بين كلمات النص واللحن الذي تم تصميمه للأغنية وهذا ليس مجالي اترك ما احسست به للمختصين

أما (القوالة ) و الخوف منها وهو العمود الأساسي لهذه المقالات نراه واضحاً في:-

*ما بقدر اقول أنا الزول داك سباني*
*والشوق كان رسول حرك لي جناني*
*اخاف الناس تقول وتقول عن حناني*
*و لاح يوم يزول وين القاهو تاني*

و نجد الخوف هنا من الناس و (النجيهة) بينما نجد خوف من نوع اخر في اغنية عربية مختلف تماماً اسميته (خوف موضوعي) لانه يرتكز علي حدث قائم بين طرفي العلاقة ولا يرتبط بالاخرين اطلاقاً في كلمات نزار قباني التي تغني بها كاظم الساهر:-

*(فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً… فالصمت فى حرم الجمال جمال كلماتنا فى الحب.. تقتل حبنا.. إن الحروف تموت حين تقال)*

الخوف غير المصرح به هنا هو خوف علي الحب نفسه بتقرير واضح ( الحروف تموت حين تقال)
أما في حياتنا السودانية وفي كل دروبها لابد أن يوجد (طرف ثالث) نعمل له ألف حساب أكثر من العلاقة و أطرافها الأصيلين

*ما بصرح بإسمو ما بقول للناس دا مين*
*أخشي إنو يجيبوا سيرتو ويحكوا عنو كل حين*
*ما بقول للناس حكايتو … و ابيعو بكلمتين*
*بعت العمر عشان حياتو وباقي العمر دين*

وحتي في المقطع أعلاه نجد أن عدم ذكر الاسم خوفاً من الناس و احاديثهم و ربما الخوف من الوشاة و افتضاح قصة الغرام في مجتمع مغلق…..

ونختم بقول أحدهم :-

و أُنزِّهُ اسمك أن تمر حروفه
من غيرتي بمسامع الجُلاّسِ
فأقول بعض الناس عنك كنايةً
خوفَ الوشاة وأنت كل الناسِ

……ونعود أن شاء الله …..

سلام
محمد طلب

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى