مقالات

محمد الياس السني يكتب : تعالو نحصي نِعم الله علينا

بسم الله الرحمن الرحيم
عشنا … وشفنا
محمد الياس السني يكتب : تعالو نحصي نِعم الله علينا
تصمت المخلوقات… وتنصت… فلا حديث.. ولا كلمه.. ولا تسمع إلإ همساً.. وحتي الهمس ينقطع.. عندما يتحدث المولي عز وجل…
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.. إن الله لغفور رحيم) (18 النحل) (وأتاكم من كل ما سألتموه.. وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفّار)(34 ابراهيم)
الحقيقة المؤلمه والمؤسفه.. التي لا يدركها الكثيرون هي أننا غارقون في نعم الله وأفضاله ورحماته علينا.. ولعل إرسال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم بما حمله إلينا من المولي عز وجل من (قرآن كريم) كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه رحمه هي بوابة الدخول إلي رب العالمين.. (وما أرسلناك إلإ رحمة للعالمين).. والواضح والمعاش الآن هو أن الإنسان لايدرك نعم الله عليه التي لا تحصي ولا تُعد إلا عندما يفقدها..
* وهنا يقول الشيخ :
إن من قصر التفكير والإداراك.. النظر إلي من أعطاهم الله وبسط لهم الرزق.. وقدر علينا رزقه.. دون النظر إلي من حرمهم الله مما تكرم به علينا.. محدودية النظر في إعتبار أن النعم في المال والجاه والمناصب والشهرة… وعلي الرغم من أنها من نعم الله لا تنُكر.. ولكن : ماذا عن النعم التي لا تشتري بالمال ولا تأت بها المناصب ولا تدركها الشهرة… والله يهبها لمن يشاء..
مأساة البشر تكمن في إعتقادهم أن كل ما بين أيديهم هو خق من حقوقهم.. لذا يبدو لهم في عيونهم ضآلته وقِلته (فالعين ما يملاها إلإ التراب).. فعندما نري من حرمهم الله مما لم يحرمنا منه لأدركنا أننا لو سجدنا لله شكراً سجدةً حتي يدركنا الموت لما أدينا لله حقه من الشكر..
نحن نعتقد أن إنجاب الأولاد حق من حقوقنا.. فقد تزوجنا ونحن أصحاء.. العالم يضج بالأحوال.. فكم من فقير يشتاق ويحلم أن تكون له زوجه.. وكم من فتاه حسناء فاتها قطار الزواج وكم من بشر تزوجو ولكن لم ينجبو.. هؤلاء الأبناء الذين لا ندرك حجم النعمة فيهم.. نجد غيرنا لا يريد من الدنيا سوي ولد
كما نعتقد أنه من حقوقنا أن نكون أصحاء.. فأنظروا بالله حولكم لترو وتدركوا حجم نعمة الله عليكم في الصحة.. أنظر لمن يتجه يومياً للمستشفيات من أجل جرعة (كيماوي) التي تحرقه من جهة وللسرطان الذي ينهشه من جهة أخري.. أنظر لمن يجري علي المستشفيات لعمل غسيل للكلي.. أنظر للمقعدين.. للمبتورة أقدامهم أو أياديهم.. ولمن فقد بصره.. أو سمعه.. أو النطق.. ثم أنظر للمحرومين بأمر الطبيب من عشرات الأصناف مما لذا وطاب من الأطعمه والمشروبات الذي يملكون أضعاف ثمنه..
قم بزيارة للمستشفي للحوادث.. للطوارئ.. للعنابر لتسجد لله رب العالمين وتقول الحمدلله علي نعمة الصحة.
نعتقد أيضاً أن الأمن حق من حقوقنا لذا لا نعرف قيمته.. فأنظر إلي القنوات الفضائية وأنت علي سريرك داخل غرفتك الدافئة.. لتري بلاداً تدور فيها الحروب والدمار والموت يحلق فوق رؤوسهم… وتري الأرامل في مقتبل العمر والأمهات الثُكالي… وآباء مفجوعين في أبنائهم وتري الجثث تحت الأنقاض والحرائق.. والغرق.. وتري النازحين داخل خيام تحت عواصف البرد والثلوج بأطفالهم لا يجدون دفئاً ولا أمناً ولا إطمئناناً.. ولا طعاماً..
فنحن والله أثرياء أكثر مما نعتقد وأكثر مما نتخيل بنعم الله التي لا تحصى ولا تعد ولا تشتري (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
نحن أيها الأحباب نحتاج فقط إلي أن ننظر لما لدينا من نِعم ونحمد الله عليها ونستمتع بها إلي الحد الذي يجعلنا ننسي ما فقدنا

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى