محمد احمد مبروك يكتب: هل نسيت المدرسة يا البرهان ؟

سطور ملونة
هل نسيت المدرسة يا البرهان ؟
اظن أن البرهان نسي المدرسة !! وما كان حريا به أن ينساها ، فهي نموذج لظلم فادح وقع على مصلحين مرشدين هم جماعة الطريقة السمانية ، فقد ظلموا ولكنهم لم يلبسوا ظلمهم ثوب السياسة .
والذي أوقع الظلم عليهم هو القوات المسلحة نفسها باستيلائها على مدرستهم الثانوية . بينما القوات المسلحة هي المنوط بها حمايتهم من التغول ورفع الظلم عن المظلومين .
لماذا تسعى الدولة لكي يلجأ الناس إلى الخيارات الصعبة والإحتجاج الصارخ .. لماذا لا تستجيب للمطالبات المهذبة المتحضرة الراقية ..
انظر هؤلاء القوم لديهم أدوات احتجاج مؤثرة ، فهل تدفعهم الدولة لاستخدامها . ماذا لو دعوا لمسيرة ترابط عند هذه المدرسة .. سيلبي ملايين الرجال دون إبطاء ، وستستجيب للدعوة كل الطرق الصوفية ، وسيأتي الرجال من كل مكان .. نعم سيتحرك السودان كله ، وستمتلىء مدن العاصمة الثلاث والفضاءات حولها بالنوبات والطبول والطارات في أزيز لم يسمع السودان له مثيلا .. لن يخربوا الشوارع ، او ينزعوا أعمدة الإضاءة ، ولن يشتموا الدولة أو ينتقصوا من قدر القوات المسلحة ، او يحصبوا الشرطة ، او يطالبوا برحيل البرهان .. إنما سيقيمون الليل والنهار بذكر الله ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإبتهال بالدعاء لرفع الظلم عنهم .. سيقيمون محيطين بالمدرسة والعاصمة كلها دون ملل .. ولو استمرت إقامتهم لشهور . جمهور حقيقي لا يعصي قيادته ولا يتسلل إليه المتفلتون ..
وللتذكير فإن الظلامة هي :
★ خصصت وزارة التربية والتوجيه القطعة رقم ١٩٦٢ مربع ٤ / ٤ بانت مدينة أم درمان لإقامة مدرسة
الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله الثانوية بنين وتم تسجيلها عام ١٩٩٣ م .
★أكملوا تشييد المدرسة بل وأن بعض الفصول تم سقفها ، ولم يتوقف عملهم فيها .
★ في العام ٢٠٠٦ إبان غزو خليل أبراهيم لأم درمان دخلت قوات من الجيش مباني المدرسة واستخدمتها مأوى لها .
★ وزير التخطيط العمراني ٱنذاك لم يوجه الجيش بأن المدرسة مخصصة بشكل قانوني وصحيح أنما أصدر قرارا بنزع أرض المدرسة من وزارة التربية والتوجيه وتخصيصها لهيئة الإستخبارات والأمن . وذلك في ١٤ نوفمبر ٢٠٠٦ م .
٭ إدارة الجيش عرضت عليهم مبلغا ماليا مقابل تنازلهم عن المدرسة لكنهم رفضوا .
★ ظلوا منذ ذلك الحين في مطالبات مستمرة لرفع الظلم عنهم وعن التعليم دون جدوى .
★ وجهوا خطابا للفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي حول الأمر إلى الأمين العام لوزارة الدفاع وإلى مستشار أراضي القوات المسلحة .
وقد قلنا من قبل انهم اتبعوا سبيلا راقيا مسالما ، حيث خاطبوا كل الجهات المعنية لرفع الظلم عنهم ، ولما لم يحل الفريق أول البرهان المشكلة ويرفع عنهم الظلم وجهوا له خطابا ٱخر بصفتيه رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة ، وقد وصل الخطاب مكتب البرهان بالتأكيد لكن لم يحدث شيء حتى الان .
معلوم أن ظروف البلاد الٱن ضاغطة ، والمشاغل لا حصر لها ، لكن ذلك لا يعفي الدولة من رفع ظلم تطاول عهده .. لماذا تكون الإستجابة سريعة والٱذان مصغية لمن يسيء الأدب ، ويخرج على القانون ، ويتعدي بالقتل والإساءة والأذي على القوات المسلحة والشرطة ، ولا تكون الإستجابة بنفس السرعة للعقلاء الذين يتبعون حسن الأدب ورفيع السلوك وجميل المطالبة .
هذه المدرسة لاتمثل للجيش أهمية استراتيجية .. وهو لم يستهدفها عن تخطيط وحاجة ، إنما دخلها صدفة لظروف غزو خليل لأم درمان ، فهل يمثل هذا مبررا يجعل الجيش يضع يده عليها ويحرك الدولة لتنزع الحق من أصحابه .
الوضع الطبيعي هو أن يدعم جيشنا الوطني التعليم ، ويحمي منشٱته لا أن يتغول عليها .
ولسنا في حاجة للتذكير بأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وهو ماحق للبركة لأن نصير المظلومين يمهل ولا يهمل ، وقد تعهد سبحانه بنصر المظلوم والإقتصاص من الظالمين ( وعزتي وجلالي لأنصفنه ولو بعد حين ) وكفي من التحذير ما يرعب القلوب قول النبي الصادق صلى الله عليه وسلم ( إياكم ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .
ان تأخير الإنصاف نفسه ظلم إضافي .
ليت البرهان ينصفهم ويكرمهم فهم أهل للإنصاف والتكريم .
محمد أحمد مبروك