محمد احمد مبروك يكتب : هذا ليس في يد البرهان

محمد احمد مبروك يكتب : هذا ليس في يد البرهان
سطور ملونة
هل يملك البرهان كرأس للدولة وقائد للجيش بعد كل الفظائع التي حدثت أن يقول لمجرمي المليشيات النتنة (معليش يا أولاد ولا يهمكم اركبو العربات النهبتوها وشيلو ليكم قرشين من المنهوبات وشوية عفش امشوا
بيها أهلكم في تشاد والنيحر ومالى وافريقيا الوسطي وما مشكلة شوية الناس الكتلتوهم والحاجات النهبتوها والبنات الاغتصبتوهم ) .
اعجب الناس أيما إعجاب بالبرهان منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة المشؤومة . وأعجبوا في قيادته لجيشنا الباسل الأمين للتصدي للمليشيات النتنة التي نفذت المؤامرة الدولية الخبيثة المستهدفة محو كيان وطننا من الوجود وتمزيق شعبنا .
اعحبوا بقيادته وبأركان هذه القيادة التي نفذت حربا عالية الاحتراف رفيعة الخلق متطورة التسليح والأدوات .
واعجبوا بضباط وجنود جيشنا لإبرازهم شجاعة معهودة فيهم وقدرات قتالية متميزة وخلق رفيع وشهامة رفعت قدرهم فوق جيوش الدنيا كلها .
وبادلهم جيشهم في صمودهم أمام ويلات الحرب وتماسكهم أمام ما فرضته ظروف العمليات القتالية وما تمخضت عنه من عناء وضيق . وشدهم لأزر جيشهم
ووقوفهم ليس خلفه انما معه كتلة صماء واحدة ندر ان توجد في تاريخ الشعوب . حتى الفرقاء والمتخاصمين القوا ذلك وراء ظهورهم وتماسكوا مساندين لجيشهم العظيم .
وانتصر جيشنا وشعبنا انتصارا سيكون خالدا في تاريخ الحروب وسيكون نقطة بداية وتحول في مسيرة السودان لم تحدث الا في شواهد قليلة أنضجت فيها الحروب دولا وأمما فاستيقظت ونهضت كما لم تنهض أمم لم تصقلها التجارب الصعبة .
بالمقابل خسرنا خسارات فادحة مهولة وفقدنا أكداسا من الفقد منها ما يمكن تعويضه ومنها ما لا يمكن تعويضه للأسف .
فقدنا أرواحا غالية من المواطنين الشرفاء ومن جنودنا الأبطال وحسبهم أن يزفوا مع الشهداء في دار الخلود وهنيئا لهم .
فقدنا أموالا مهولة من مرافق الدولة والبنوك ومن ممتلكات الأفراد من المال وحلى النساء ومقتنيات البيوت وأثاثها ودمار ونهب وحرق وتدمير شامل للأسواق أفنت ثروة شعبنا كله .
وفقدنا بتدمير لبنية الصناعة وتعطيل للانتاج في مختلف القطاعات بتريليونات الجنيهات .
فقدنا بتدمير لمعلومات خطيرة وذخائر لا تعوض في المتاحف ودار الوثائق وبيوت كبيت الأزهري وعبد الله خليل وعلى شمو وفي الاذاعة والتلفزيون .
فقدنا بخسائر ودمار في المستشفيات ومعداتها الثمينة وفي الجامعات وذخائرها النفيسة دمرها الأوباش دون أن يعرفوا لها قيمة او انتقاما من جهلهم وحرمانهم من نور العلم وضياء المعرفة .
فقدنا بخراب طال مرافق الخدمات من مدارس ومرافق مياه وكهرباء وشبكات اتصال ومحولات قيود وتقنيات معقدة لا يرى فيها منحطي الفكر هؤلاء سوى أنها اسلاك ومعدات لا معنى لها .
فقدنا بمذلة طالت ملايين من سكان عاصمتنا ودوس مهين على كرامتنا من متسخين لا يعرفون الاستحمام بانتهاك عروضنا واغتصاب الحرائر جهرا والمفاخرة بذلك .
فقدنا بأن طفت على وجه المجتمع اخلاقا لا تشبهه
بمشاركة واسعة من (المواطنين الشرفاء) في السرقة والنهب واستلام المال المسروق او شراؤه بعشر عشر عشر معشار ثمنه . وبجشع تبدي عند (كثير) من ملاك العقار والتجار استغلالا للظرف العصيب هذا .
وفقدنا بظهور أوسخ مظاهر الحرب وهي مشاركة مواطنين عملاء لأعداء وطنهم وجيشهم يرشدون إلى مواقع الجيش وبيوت معاشيي القوات المسلحة وييسرون أسرهم ويمدون الأعداء بما يحتاجون من مأكل خدمات عادية أو منحطة .
سنواصل إن شاء الله الحديث عن مكاسبنا وخسائرنا لكن لا بد أن نعيد السؤال :
هل يملك الفريق أول البرهان رأس الدولة وقائد الجيش
الذي دحر المتٱمرين وحقق أعظم نصر في تاريخ الحروب الحديثة أن يسامح هؤلاء ويعفو عن دول تٱمرت وخططت وسلحت وقدمت المرتزقة .
نواصل
محمد أحمد مبروك