محمد احمد مبروك يكتب : لا تتردد يا برهان !!
سطور ملونة
لا تتردد يا برهان !!
كثير من القرارات المهمة اتخذتها السلطة السيادية برئاسة البرهان والتي لو وجدت طريقها للنفاذ لحلت الكثير من المشكلات ولسدت الباب أمام الذين يسعون لفشل هذه السلطة ولنزعت من أيديهم المبررات التي يتذرعون بها في دعوتهم لأسقاط سلطة الفترة الانتقالية وعزل الجيش عن دوره الوطني في الحفاظ على استقرار الوطن .
فمنذ سقوط نظام البشير تفاقمت أزمة التباطؤ الذي هو سمة لأداء الدولة السودانيةمنذ استقلالها . وازدادت تعقيدا حتى أصبحت أزمة في حد ذاتها وذلك بالتغيير المستمر لقرارات السلطة السيادية والتراجع عن بعضها سعيا للم الشمل وتوحيد الكلمة بينما يؤدي هذا التباطوء في تنفيذ القرارات والنكوص عنها أحيانا إلى مزيد من الشتات وإضطراب الرؤية .
وليس أدل على ذلك من التباطوء منذ اليوم الأول لإسقاط نظام البشير حيث انتظر المواطنون مجرد بيان الجيش الذي يجلى الحقيقة ويحدد المسار . وانتظر الناس حتى كل حماسهم وانطفأ شعورهم . وبعد إعلان استيلاء القوات المسلحة على السلطة انتظر الناس طويلا ليستبدل الجيش إبن عوف بالبرهان .
وتمضي مسيرة التباطوء حيث لم يكون الجيش الحكومة الاتحادية والسلطات الولائية وظل الإمر مبهما حتى لملمت الأحزاب الإنتهازية شعثها وأعلنت أنها شريك في السلطة ليبدأ من ثم صراع المقاعد .
وتعرضت الأجهزة السيادية الأساسية لإنهيار مفاجيء كان يمكن أن يعصف بالبلاد كجهاز الأمن والقضاء الأعلى والنيابة والمجلس التشريعي الإنتقالى . وكان القرار بتكوين هذه الأجهزة منها ما تقرر أن يتم فورا ومنها ما حدد له أسبوع ومنها ماتقرر أن ينشأ في شهر واحد .. وتمضي الأيام والأسابيع والشهور دون أن تنفذ هذه القرارات بل ظلت نفس المواعيد تتجدد كل بضعة أشعر .
ومنها قرارات بتجميد وإلغاء قرارات لجنة التمكين وإعادة تنظيم دولاب الدولة وتصحيح لقرارات صدرت من وزارات وأجهزة تنفيذية وكل هذه القرارات صحيح وضروري ولا يمكن أن تسير الدولة مستقرة بدونه ولا تستقر حياة الناس بدون تتفيذها .
ورغم كل هذا ما زالت القاعدة العريضة في انتظار رئيس مجلس السيادة لإنفاذ قراراته المهمة هذه . وما زالت الفرصة سانحة أمامه ليمضي دون إبطاء أو تردد أو استجابة لضغوط الأحزاب اليائسة كثيرة الصياح التي لا تستقر على شيء ولا تصبح على ما باتت عليه . ولا تنصاع للحق ولا تقبل التفاوض أو الشراكة مع الغير .
كما أن تعطيل إكمال هياگل الدولة يعطل دون شك دوران دولاب الدولة بشكل طبيعي ويهدد استقرار حياة الناس ويعرض حقوقهم للضياع والهدر .يعلم الجميع أن هناك مطلوبات أمام البرهان الفرصة لتلبيتها . حينها ستخمد كل هذه الفورة والفوضى وستمضي الفترة الإنتقالية بسلام وتحقق أهدافها بنجاح ومنها :
تشكيل حكومة تكنوقراط حازمة دون السماح بمحاصصة فيها .
اعادة جهاز الأمن الوطني بكل صلاحياته وقدراته .
تكوين الهيئة العدلية في هيكل القضاء ومحاكمه ومجالسه الحاكمة الأعلى .
تكوين مجلس تشريعي فورا بمهام محددة قاصرة على متطلبات المرحلةالانتقالية .
إنفاذ قوانين البلاد السارية وتطبيقها بحزم
ودون هوادة .
وقف التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخيلة وعدم الالتفات خوفا من ردة فعل سلبية .
ليت البرهان يمنح القاعدة الشعبية العريضة التي تمثل شعبنا تمثيلا حقيقيا الفرصة لتأييده حينها فقط سيجد تأييدا كاسحا وسندا من جماهير امته .
أمي رحمها الله كانت تقول ( كترة البطا تمسخ العطا ) أي أن طول الإبطاء يجعل العطاء لا طعم له .
والله سبحانه يقول ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ 🔹 إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعْدِهِۦ ۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ) ٱل عمران ١٥٩ – ١٦٠ صدق الله العظيم ولن يغيب على سعادة البرهان أن يدرك ان القواعد الصحيحة للقرار تبدأ بالدراسة الدقيقة الشاملة والشورى مع المختصين يأتي بعدها العزم باتخاذ القرار ثم لا يكون هناك تردد فيتوكل على الله وينفذ قراره .
محمد أحمد مبروك