مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : فضيحة مجلس السيادة !!!

سطور ملونة

فضيحة مجلس السيادة !!!

من المؤكد أن فضيحة المائة مليون دولار التي قدمتها وكالة المعونة الأمريكية لما سمته منظمات المجتمع المدنى لا تخص الساقطين والساقطات الذين تلقوا مال العمالة وثمن خيانة الوطن ..
إنها فضيحة ووصمة عار لمجلس السيادة الذي تديره قيادة جيشنا الباسل اليقظ الذي ما فرط في سيادة الوطن وحمى مقدراته بدماء غالية ..
كان ثمة بقية من الأمل الصبور أن ( يكرب ) البرهان قاشه وقد ناشدناه مرارا وتكرارا التحلي بالحزم والجدية وبتر أيدي العمالة وعدم التفريط في سيادة الوطن . ونعينا مرارا التهاون في عزتنا وكرامة شعبنا الأبي . وبشرناه بمساندة مطلقة وتأييد بلا حدود . لكنه للأسف أبي إلا أن يخلد إلى الأرض ويقبل العمالة والخضوع . وسكت عن عمالة العملاء وبيع الوطن في كل الأسواق بأثمان لا تعادل سعر قطعة أرض في عطبرة أو الدويم .
البرهان يعلم كل خيوط المؤامرة على الوطن لأنها لم تعد سرا فقد باح بها فاعلوها وصارت مشاعة مذاعة في كل أنحاء العالم .
البرهان يعلم ذلك يقينا وقد صرح هو نفسه في أرفع المحافل بحديثه عن الجهات العميلة التي سربت اسرار ومعلومات الوطن لإستخبارات معادية . ورضي بتدخل سافر متكرر من جهات أجنبية ودول مستبدة تجتمع معه وتفرض عليه إرادتها وتصدر له تعليمات وتوجيهات مهينة لشعبنا مذلة لجيشنا .
البرهان لم يفعل ماهو متاح له وما يمليه عليه دوره الوطني كقائد لأعظم الجيوش وأرفعها بسالة وعزة ودوره كرئيس للبلاد اوجب واجباته حماية سيادة الوطن .
وحين تصرخ وزارة الخارجية وينادي الدبلوماسيون ينبهون إلى خطر محدق بالبلاد من جراء تصرفات وصفوها بأنها ( مشينة ) وتخالف الاعراف الدبلوماسية فإن هذا يعتبر ذروة سفور أعداء السودان وعملائهم . فوزارة الخارجية تضم صفوة من خيرة الدبلوماسيين في الدنيا كفاءة وأمانة . ولم يصلوا الى هذه الدرجة من علانية إلا بعد أن وصل العمل المعادي ذروته .
السلطة السيادية لم تفعل ماهو مطلوب فلم تأمر هذه البعثات بمغادرة البلاد ولم تغلق سفاراتهم ولم تقبض على عملائهم ليس المعروفين فقط إنما المشهورين جدا . ولم يقدموا للقضاء بتهمة الخيانة العظمى ليعلقوا على المشانق .
اردوغان طرد أحد عشر سفيرا لأنهم طالبوا بإطلاق سراح معتقل تركي مجرد طلب .
إن مصلحة السودان وسلامته بشكل عام ومصلحة البرهان وسلامته على وجه الخصوص تستدعي أن يكرب البرهان قاشه وينتهز الفرصة الضيقة الأخيرة ويتخذ الخطوات والقرارات الصحيحة التي توقف التدخل الأجنبي في شؤون السودان . ويبتر أيدي العمالة ويعصف بالخونة ويصحح مساره بجدية وحزم … حينها ورغم ما جرى سيجد التأييد والمساندة من القوة الأعظم في بلادنا وأن ينفض يديه من العدو الكيان الصهيوني ويعود ليرفع عصا العزة السودانية وسيف كرامة شعبنا الأبي العصي على الهوان وجيشه الباسل الذي ما فرط يوما في حماية عزة الوطن . حينها لن ندع ذبابة تحط على ثيابك فلا تراهن على غير شعبك الكريم .
أحيانا يستعصي على التصديق أن يقبل قائد الجيش السوداني أية درجة من الهوان . فقد جلس على هذا المقعد الشريف الفريق احمد محمد الجعلى ثم ألفريق أحمد عبد الوهاب وقادا تحويل الجيش من قوة دفاع السودان التابعة للقيادة البريطانية الى الجيش السوداني بعقيدة وطنية خالصة صلبة ..ثم جاء عبود فكان الجيش موطن ثقة الأمة حيث طلبت منه الأحزاب تولى السلطة حينما عجزت عن الاتفاق
ثم جاء الفريق إبراهيم عبود الذي لم يحن هامة السودان يوما أمام قطبي العالم ولم يسمح بعمالة . اعقبه الخواض محمد أحمد الذي جنب البلاد الفتنة وحرس الثغور بجدية . اعقبه المشير جعفر نميري الذي جعل السودان مهابا رفيع الكلمة وخلفه رفيق دربه المشير سوار الذهب الذي كان نموذحا للحزم والأمانة في أدارته الحازمة للفترة الانتقالية وإقامة الإنتخابات . اعقبه من بعد قادة عظماءحفظوا كرامة الوطن وصمود الجيش حتى في ظل حكومات هزيلة . جاء من بعدهم المشير عمر البشير الذي قاد الجيش بحنكة وطور منظوماته حتى وصل ما وصل إليه الٱن ولم يسمح بعمالة أو دوس على كرامة الوطن ولك أن تفخر بقيادته رغم مثالب حكمه وإخفاقه السياسي .
جلست سعادة الفريق أول البرهان على مقعد قادة عظماء ذهبوا رحم الله من لقي ربه لكنهم تركوا سيرة ناصعةفي العزة والشموخ والحفاظ على كبرياء الأمة وكرامة الوطن .
افعل يا برهان ما فعلوا لنرفع إسمك فوق السحاب ولا تبصم على صفحات تاريخك بنقاط سود فإنك ذاهب بنزع السلطة أو بنزع الروح .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى