مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: دي أيام إنقلاب !!!

سطور ملونة

دي أيام إنقلاب !!!

حين نقول اننا نتوقع انقلابا عسكريا وشيكا فإننا لا نقول ذلك اعتباطا ، إنما استنادا إلى ما وصل إليه حال البلاد من انسداد كامل لافاق الحل .
خاب من لا زال ينتظر المنظومة الحالية التي تحكمنا لتجد حلا لمأساة السودان السياسية .. انظر بالله بتفكير جاد عميق في المجموعة المتشاكسة التي تحكمنا ، والتي تديرها أجندات متضاربة كلها لا تستهدف مصلحة السودان ..
وانظر أيضا إلى الزبد السياسي الطافي على وجه الساحة ، تحركه رياح العمالة ، وتفوح منه نتانة التبعية للدول المعادية لشعبنا الهادفة إلى تمزيق وطننا .
وانظر إلى المذلة والهوان الذي جعل ثعالب الشعوب هي المتحكم الٱمر في وطننا المجيد وشعبنا العظيم ، فأصبح بغاث الأمم وحثالات الحكام الرافلين في التبعية لغيرهم يأمرون وينهون في شؤوننا ..
وانظر إلى خيرات بلادنا تنهب دون مواربة أو حياء ، ودون حاجة لاستهبال أو استغفال ، حيث لم يعد هناك من تستحي منه هذه الدول أو تخشى له بأسا .
وانظر الى السقوط المخجل لهيبة الدولة السودانية بحيث لم يعد للدولة مكانة في الداخل ، ولم يعد يؤبه لها في الخارج . ولا يحتاج مسؤول من أية دولة أذنا ليفعل في السودان ما يريد ..
وانظر إلى انفلات الأمن وسقوط منظومة القانون ، فلم يعد المواطن ٱمنا في سربه ، فلا يأمن على عرضه ولا على دمه ولا على ماله ، بعد أن كنا أكثر أمم الأرض أمانا وسكينة ، وأصبح الموت يتهدد الناس في صحو ومنام .. موت لا يمكن تفاديه لأن القتل بسبب او بدون سبب أصبح مشاعا . وكذلك السلب والنهب واغتصاب الحرائر وتفشي اغتصاب الأطفال .
وانظر إلى خطورة وضع الأمن القومي بتوفر جميع عناصر مهددات الامن القومي التي وضعت بلادنا على فوهة بركان يرعد للإنفجار وهو مملوء بالبارود والحمم اللاهبة . فبعد أن كان ممنوعا حمل العصا والسكين في مدننا أصبحت الأسلحة التي تدخل البلاد تهريبا هي الراجمات وقاذفات الصواريخ والمدفعية والقذائف المضادة للدبابات . وأصبح جيشنا محاطا بجيوش بعدد زعماء بارونات الحروب وتجار العنصرية ومؤججي القبلية ومستثيري النعرات الجهوية . جيوش تتقوى كل يوم بأكداس المال وشبكات المنشٱت وتطوير التسليح وتوسيع أعداد المجندين ، بينما جيشنا الوطني تقلم أظافره وتقلص امكاناته ، وتهزم روحه المعنوية من التعدي عليه واساءته وتحجيم وزنه الوطني . ويطاله ابعاد الرجال وعزل الكفاءات ، والسعي الجاد لتفكيكه بدعوى إعادة الهيكلة .
وانظر الى التردي في الخدمات الذي لا مثيل له بين الشعوب حتى الأكثر تخلفا . تعطلت مسيرة التعليم حتى لم تعد الجامعات تذكر تخريجا لطلاب ، ولا يعرف طلاب المدارس متى يبدأون ومتى ينتهون ، ولا إلى أين يذهبون .. ولم يعد المعلمون متيقنون من منهج او معتمدين على كتاب او حتى توجه تربوي أو تعليمي ..
وانظر الى ما حاق بالمنظومة العلاجية من تدهور وصل بها مراحل العجز الكامل في كثير من الحالات .. واصبح الناس في رعب إلى أين يذهبون بمرضاهم فقد مات كثيرون في البحث عن موقع يسعفهم .
وانظر الى تدهور خدمات الطرق والكهرباء والمياه التي لا تحتاج إلى شرح فهي نار يكتوي بها الناس كافة ..
وانظر كيف أصبحت بلادنا كلها لا سيما عاصمتنا المثلثة عبارة عن مكب قمامة متصل ، تتراكم فيها الاوساخ وتنذر بخريف وخيم بالمرض لا سيما وان جهود فتح المصارف لا تتعدى أخبارا جميلة تزين الصحف والشاشة الصغيرة بينما تزداد جبال القاذورات تشهق وتتصاعد .
وانظر الى البؤس والفقر الذي وصل بغالبية الناس إلى الجوع الحقيقي ، جراء الغلاء الطاحن المتصاعد بسرعة الاعاصير ، الذي اوصل أرباب كثير من كرائم الاسر مرحلة العجز عن تسيير الحياة بأي شكل .
وانظر مليا كيف انهار الانتاج ، وحاق بالصادر ضمور شديد وانعدمت فرص العمل والكسب .. وحتى الذين انتجوا كان انتاجهم حسرة عليهم ، وخسارات ماحقة لهم لسوء إدارة الإقتصاد الكلى ، فلم يعودوا يرغبون في الانتاج مجددا .
ثم بعد كل ذلك أنظر إلى المتشدقين بأنهم سيحلون (المشكلة) : * مجلس سيادة لا سيادة له على شيء ووزارات ( ياربي هل هناك وزراء .. مكلفون … او معينون … أو مرفعون من سلك الوزارات ..) لا أدري لكنهم قطعا ليسوا موجودين في حياة الناس ولا يؤثرون في دولاب الدولة ..
* أحزاب اليسار المرفوضة الممقوتة لدى شعبنا ..
* الأحزاب المتهالكة ذوات الأسماء التقليدية القديمة التي لم تحقق لبلادنا خيرا عندما كانت أحزاب تتبعها غالبية شعبنا وهي الان قد فقدت رغبة التابع وهيبة المتبوع ..
* لجان المقاومة التي تقتات من موائد السفارات ومال أجهزة المخابرات ، وتقود شبابا تناقص عددهم حتى كادوا يتوقفوا ، حتي المستأجرين المدفوع لهم قيمة المشاركة في التظاهر وثمن تدمير الشوارع وتخريب المنشٱت .
* قوى الحرية والتغيير المتشاكسة المتعاكسة ، المتراكسة في الفتن والمؤامرات ، الغارقة في العمالة .
وفوق كل هؤلاء قوي الاستعمار الاجنبي من دول الاستكبار واعداء تقدم السودان ، ومن منظمات دولية تحركها الماسونية والصهيونية ..
ودويلات عربية لم يعرف حكامها كتابة التقارير أو وضع الخطط وتنفيذ البرامج إلا بأيدي السودانيين . وانظر اخيرا فولكر العميل الماسوني الصهيوني هو القوة الأولى على الإطلاق المؤثرة في السودان .
ماذا يمكن أن نتوقع في وضع كهذا وفي ظل ظروفنا الراهنة ..
ليس هنالك حل لان كل ما ستطرحه هذه الكيانات مرفوض من حيث المبدأ . لأنها كيانات لا تمثل شعب السودان ، وليست مفوضة للتقرير في مصيره ، ولأن أجنداتها ليست أجندة شعب السودان ..
تراكم السحب وازيز الرعد ولمع البروق يؤكد قرب هطول المطر وهذا ما أشرنا إليه في البداية . فالصمت هنيهة وارد والصبر إلى حين متوقع لكن من الوهم الظن أن الصمت لن ينتهي وأنه لا حدود للصبر أو أخيرا جدا أن قوات شعبنا المسلحة ستسمح بانهيار السودان مهما كان الثمن .
حاشية :
غناء القونات الذي يحوي سقط القول وسفيه الكلام وأداء المغنيات الذي يعتمد على هز الأرداف والصدور وغمز الأعين أوقف تطور الأغنية الذي بدأه جيل الكاشف وحسن عطية وازدهر على أيدي أحمد المصطفى وعثمان حسين ووردي عائشة الفلاتية والحابري وأبو داوود وسيد خليفة وجيلهم الزاهر ..
وتوقف تطور الألحان واوركسترا الموسيقى ..
اعجب حين أسمع هوج الرياح للجابري وياغايبة من العين لاحمد المصطفي ورسائل للكاشف وطرير الشباب لسيد خليفة وأجد من يسمع انا مرتك مالى مالها ما دي نتيجة اهمالها كان ما عجبتهاالحالة التقعد تربي عيالها .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى