محمد احمد مبروك يكتب: دا كلام شنو يا ناس الإسلام ؟؟!!
سطور ملونة
دا كلام شنو يا ناس الإسلام ؟؟!!
شاهدت فيلما حقيقيا فيه إثنان من ذكور الغزلان يقتتلان قتالا شرسا ، ولم ينتبها للأسد الجاري نحوهما حتي أطبقت أنيابه على عنق أحدهما ..
ذكرني ذلك بما يجري بين الإسلاميين الٱن حيث يتصارعون ، ويتبادلون الإتهامات بل والسباب أحيانا ، ويبخسون من شأن بعضهم ، ويطعنون في صدق نواياهم وأهليتهم لتولى الأمور في السودان ، ويعمل كل طرف وسعه لهدم الطرف الٱخر !!!
أليس هذا هو صراع الوعلين الذي مكن منهما عدوهما المشترك الأسد ؟
عجبا لهؤلاء واولئك الذين ضاع عليهم السبيل في تحديد الأولويات حتى في الخصومة ..
إن أسوأ ما يمكن أن يفعله الإسلاميون في أنفسهم هو معاداة بعضهم ، لأن ضررها أفدح من معاداة الٱخرين وأنكى .
ولعله من المهم أن نسألهم أسئلة (هناك سؤال للإستفهام وسؤال للإستنكار ) وهذا يعرفه أهل اللغة لكنني أضيف سؤالا للتعبير عن الغضب وذلك كما يلي :
★ السؤال الأول : ما الذي يمنع الإسلاميين من علاج داء الفرقة والشتات فيتحدوا لأن الكتاب واحد والرسول واحد والمنهج واحد والهدف واحد .. هل يخشى قادة هذه الكيانات ان يضيع عليهم فخر القيادة ويأنفون أن ينضووا تحت إمرة قيادة واحدة . فعل ذلك خالد بن الوليد لأن مطمعه ليس القيادة إنما خدمة الدين والجهاد في سبيل الله . فعندما تم عزله من قيادة الجيش لم يتمرد أويعتزل إنما دخل صفوف الجنود يلبي أوامر قائده الجديد ..
★ السؤال الثاني هو : أي الخيارين أقل ضررا : أن يقبل الإسلاميون بعضهم رغم الإختلاف ، أم ينشقوا إلى فرق وطوائف . أنظر ليس بين الإسلاميين خلاف أساسي في المنهج ، إنما الخلاف في بعض الجزئيات الطفيفة ، وهي قابلة للحوار والوصول فيها لفهم مشترك ، أو تركها ، أو إعمال الرأيين فيها كما فعل سلفنا الصالح من أئمة المذاهب . أما حين ينشقوا فينطبق عليهم قول غير مكذوب (وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ) صدق الله العظيم . وهل الجهد الذي يبذلونه في التراشق والعداء بينهم يصب في مصلحتهم ومصلحة منهجهم ، ام يصب في مصلحة أعدائهم وخصوم دينهم . وألا يمثل إضعاف طائفة من الإسلاميين أو تشويه صورتها منفعة كبرى للتيارات المعادية للإسلام .
★ السؤال الثالث : هل تشعرون بالرضا عندما يتلقف أعداءكم حديثكم عن بعضكم ، وينشرونه مسرورين من منصة شهد شاهد من أهلها . والأمر لديهم سيان ينشرون قول هذا وقول هذا فكله يخدم أغراضهم .
★ السؤال الرابع : الطائفة الأكبر من السودانيين مسلمة بفطرة نقية ، ومستعدة لتبني الإسلام منهج حياة ، لكن ألا ترون أن هذا التشتت والفرقة تشتت تفكير هذه الأغلبية ، وتجعلها في حيرة قد تشككها في سلامة الإستنباط الذي وصلتم إليه ، وتجعلهم قابلين للبحث عن بديل لكم كلكم .
★ السؤال الخامس : ما هي أهدافكم : أهي العمل بمقتضى الدين إرضاء لله ، أم هي الوصول للسلطة بأية كيفية ، أم هي تحقيق مكاسب ذاتية .
★ السؤال الأخير : إذا كان الله سبحانه وتعالى أمر أمرا قاطعا لا يقبل التأويل وليس حوله خلاف ، أليس الإسلاميون أجدر باتباعه حيث قال عز من قائل (ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ .) صدق الله العظيم . وأليس الإسلاميون أجدر بأن يدعوا بعضهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. هذا مسلم يحفظ القرٱن ، ويؤدي فروض الدين ، ولا شك لديه في قرٱن أو سنة ، وهو قابل لإتباعها متى تبينت له صحة الفهم فيها ، فهم قريبون جدا من بعضهم . اليس من الأوفق قبوله والعمل معه ومحاولة تصحيح فهمه .وقد أمر الله المسلمين لدعوة أهل الكتاب إلى كلمة سواء حول المتفق عليه تحقيقا للوفاق وتجنبا للصراع فقال تعالى (قُلْٓ يا أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْا۟ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍۭ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَقُولُوا۟ ٱشْهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) والمسلمون أحق بينهم بكلمة سواء يجتمعون حول المتفق عليه . أو يترك بعضهم البعض على ما هو عليه ، وتوجيه الجهد كله نحو أعداء الإسلام ، الساعين لهدم أركانه ، الرافضين لأحكام قرٱنه ، المستهزئين بالسنة الشريفة . وهم ينظرون نظرة واحدة لجميع الإسلاميين : متصوفة وسلفيين وأنصار سنة وإخوان مسلمين وكل المتدينين .
إن أعداء الإسلام في الداخل والخارج كيانات رفيعة المعرفة ، متطورة الأساليب ، تديرهم مؤسسات وقيادات على أعلى درجات الحنكة والتمرس ، ويعملون بجد ، ويعلمون أن أقوى أسلحتهم هي إحداث تنازع بين المسلمين وإضعافهم بأيديهم هم .
نفترض في الجميع الصدق وحسن النية .. لكن ذلك لا يكفي وحده .
محمد أحمد مبروك