محمد احمد مبروك يكتب: بذمتك يا أبوهاجة تكلم البرهان !!!
سطور ملونة
بذمتك يا أبوهاجة تكلم البرهان !!!
سئمنا سعادة العميد الطاهر أبو هاجة من العبارات الإجمالية الفضفاضة التي أصبحت سمة للخطاب السياسي .
دعني احكي لك قصة لطيفة :
ود ابو سن ناظر الشكرية إلتحق أحد أبنائه بالمدرسة الوسطى في رفاعة ، وبعد فترة قرر شيخ العرب زيارة المدرسة . واصطف رجال الشكرية على ظهور الإبل على طول الطريق لرؤية شيخ العرب الناظر وتحيته .
في المدرسة سأل الشيخ ناظر المدرسة :
ولدنا كيف في المدرسة ؟
أجابه الناظر متهربا : يا سلام ولد مؤدب ونعم التربية .
كرر الشيخ سؤاله :
وكيف في المدرسة ؟ أجاب الناظر : ما شاء الله ملتزم بصلاته وأولاد المدرسة كلهم بيحترموه .
ضاق الشيخ ذرعا فقال مخاطبا ناظر المدرسة :
خلاص قول ولدنا زي سيدنا ابوبكر الصديق . دي خلها . بسألك في القراية ذاتها كيف !!
والشارع الٱن مثل شيخ العرب يريد أن ينفذ إلى جوهر الموضوع وضاق ذرعا بالجمل الواسعة والمعاني الإجمالية مثل :
الحرص على إكمال مهام الفترة الإنتقالية .
الإلتزام بالوثيقة الدستورية .
إكمال هياكل الدولة الدستورية بمجلس تشريعي انتقالي ومحكمة عليا .
الالتزام بمدنية السلطة وتكوين حكومة كفاءات وطنية .
وكلما يتحدث رئيس مجلس السيادة تصغي الٱذان وتنشد الأعين إلى الشاشات في انتظار أن يقول لنا سعادته ولدنا كيف في المدرسة . لكننا لا نخرج بإجابة شافية وكلما سمعنا أن أبو هاجة تحدث جرينا نقرأ ونستمع لأنه مستشار رأس الدولة الإعلامى فهو لا يعبر عن ذاته إنما يتحدث بلسان رأس الدولة ويشرح فكر القيادة ويجلي توجهاتها للرأي العام .
لكننا يا سعادة العميد بعد أن نقرأ ونسمع نجد أننا ما زلنا نريد أن نعرف ولدنا كيف في المدرسة .
الناس في الشارع العام تلجمهم الدهشة ويكررون سؤالا واحدا : الناس ديل منتظرين شنو ؟؟
نعم منتظرين شنو بالله ؟؟
في ذمتك يا أبو هاجة تبلغ سعادة رئيس مجلس السيادة القائد العام :
* الٱن السلطة في يد الجيش دون أن يتحمل وزر إنقلاب عسكري . والجيش مصطف وراءه في سند قوي واجماع .
* البلاد في وضع خطير لا تتحمل تأخير إحكام سلطة الدولة ولا ساعة واحدة ، ناهيك عن الايام والشهور والسنين .
* الغالبية العظمى من الشعب وهي اللب المؤثر تؤيد قواتها المسلحة ، وتنتظر على يديها وضع الأمور في نصابها الصحيح .
* انتهت الٱن موجة الصارخين الراكبين موجة العمالة ، أو المخدوعين بزيف الشعارات .
* إتضحت الرؤية الدولية وإنصرف عنا الأعداء لينشغلوا بمعسكرهم لإشعال النار في غابات الشمال الروسي . وأصبحوا يقبلون بل ينتظرون حلولا حازمة تحقق الإستقرار في السودان ، فلا يشغلهم بحرائق في المنطقة المدارية .
الجيش مؤهل وقادر على إدارة البلاد ، وهو جيش ولود بالرجال والكفاءات . ولا يعجز أن يفرض الإنضباط وسيادة القانون ، ويحمي الأمن الوطني .
الناس ينتظرون … لكن يجب أن لا ينتظروا أياما أو شهورا ، فما مضي أو بالأحرى ما ضاع من زمن ثمين يكفي ، ويجب أن لا تضيع بعد ذلك ساعة واحدة .
إن ما ننتظره ليس من شروط تحقيقه هطول الامطار ولا فيضان النيل ولا إصلاح طبقة الأوزون :
* ننتظر قرارات من رأس الدولة بتكوين مفوضية الإنتخابات . وقانون للإنتخابات يحدد التكوين الصحيح للأحزاب من حيث الهياكل والبرامج والقاعدة الشعبية ، والمواصفات التي تؤهل الحزب لخوض الانتخابات .
* إكمال المنظومة العدلية فهي لا تعنى فقط الشؤون السياسية إنما تتعلق بتنظيم مجتمعنا والملكيات والزواج والمواريث والأنساب والدماء وسلامة الأرواح . فلا يعقل ان تنعدم قمة النظام العدلى التي بدونها لا تكتمل كل مراحل التقاضى .
* وننتظر قائمة بالوزراء عسكريين ومدنيين وحكام ولايات أيضا عسكريين ومدنيين اصيلين غير مكلفين .
* ونتظر يد القانون القوية الحازمة تحاكم من أقترف الخيانة العظمى او أثار الفتنة ، أو خرب الأقتصاد ، أو مارس الفساد في الدولة من السابقين ، او سابقي السابقين ، او سابقيهم بإفساد إلى يوم الدين .
وكذلك ننتظر البطش الشديد من القضاء بمن نهب وقتل واغتصب وروع أمان الناس .
ولا يعيب المسيرة أن هي أكملت هياكل الدولة ونفذت سيادة القانون ان تتدارك وتصلح أي خلل فيما تم تكوينه .
طيب … هذا كله لا يحتاج بعد الان لإنتظار بل لا يتحمل الإنتظار ، حتي لا يمل الناس أكثر ، وحتى لا تنهار هيبة الجيش في نفوس شعب أحبه ووثق فيه وسانده وسلمه مقاليد الامور .
وكما قلت يا سعادة العميد أبوهاجة قد انتهى زمن المتاجرة بالشعارات وهذا قول قوي رصين في صميم الامر . لكننا نضيف أنه قد انتهى أيضا زمن التأخير والتباطوء في اتخاذ القرار والجلوس في مقاعد الحيرة والتردد .
بذمتك يا ابوهاجة قل لسعادتو البرهان : يا أخوانا منتظرين شنو .
محمد أحمد مبروك