مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : أيوة كلهم وٱفة التعميم

سطور ملونة

أيوة كلهم وٱفة التعميم
….……………………………
سرق لص عنزا وذهب بها . فخرج اصحابها يبحثون عنها فسألوا الشيخ فرح ود تكتوك ما إذا كان رأى شخصا يقود عنزا مجزوزة الشعر فأجاب :
شفت زول سايق عنز الجهة المقابلاني مجزوزة لكن البي غادي ما بعرفها . وهو الذي قال : الأقوى منك ما تقادروا والعوير ما تهاظروا وما تشهد بي الماك حاضرو . لكن أنظر في الذي يجري في سوحنا اليوم :
الشيوعيين الملاحدة الكفرة المنحلين…
الكيزان المفسدين تجار الدين نهبو البلد واى كوز ندوسو دوس ….
البنات في السودان انحرفن ….
الاولاد بقوا منحلين ومساطيل ….
هذه مجرد نماذج للتعميم في الأحكام وهي تعميمات رائجة تصدر عن جاهل أو معتل النفس أو من ذي غرض مريض . ثم يلقى بها فى رياح الأسافير والإعلام فيتلقاها الناس كل على هواه يؤيدها من يؤيدها دون تفكير ويرفضها من يرفضها دون تمحيص . وكأن الغالبية أصبحت يقودها الهوى ولا يحركها العقل السليم .
وإذا سألت صاحب المقولة عن الشيوعيين الملحدين الانجاس الذين يعرف ( هو ) الحادهم وكفرهم ونجاستهم لنفى ان يثبت ذلك على أحد منهم .
ولو سألت المصابين بفوبيا الكيزان هل يعرف هو شخصيا كيزان لأجابك نعم فلان وفلان وعلان من أهله وجيرانه ولو سألته هل هؤلاء مفسدين وتجار دين ولصوص دولة لنفى ذلك بل وربما مدحهم وقرظهم
وصاحب مقولة فساد الأولاد والبنات لو سألته هل أولاد وبنات خالاتكم وعماتكم وأخواتك وجيرانكم وزملائكم في العمل منحرفون مساطيل منحلون . سيجيب بالنفي وربما غضب من مجرد السؤال وكأنه هو ومحيطه فقط هم الاطهار . ويمكن ان تجرب ذلك مع اصحاب التعميمات واطلاق الاحكام دون تخصيص أو تحديد فتنال أحكامهم الظالمة أبرياء وتلطخ أطهارا وتسيىء إلى حرائر وتحط من قدر مخلصين .
لماذا لا نعمل منهج القرٱن الكريم في تحريم اتباع الظن والبهتان والتجني على الٱخرين بل وبأمره أن لا نرتكب جريمة عدم العدل ضد الذين أساءوا.
وللذين لا يحتكمون للقرٱن الكريم لماذا لا نعمل أحكام العدالة والموضوعية والخلق الكريم .
لا غضاضة أن ترفض الفكر الشيوعي وأطروحاته وأساليب عمله وتنتقد ممارساته بأعنف ما تملك من وسائل نقد علمي موضوعى . ولا بأس إذا كنت رافضا للاسلام ان ترفض ما تشاء من قوانينه واحكامه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وإن كنت من هؤلاء او اولئك يمكن ان تنتقد سلطة البشير وتعري وتكشف زيف تمسكها بالدين ومن أثرى منهم بالحرام او قتل او عذب وتسعى بجد لتقديمهم لمحاكمة والقصاص منهم .
ولك أن تنتقد الظواهر والممارسات السالبة الخارجة على الدين او التي تسيء للخلق الكريم او تتعارض مع مسلمات المجتمع وثوابته دون تعميم يملأ النفس بالإحباط ويفقد المجتمع الثقة في المجتمع وفي تماسكه .
لماذا لا نسمو فوق أمراض النفس وعلل الضمير واتباع الغرض الضال لتحقيق المقاصد .
لماذا لا نكون شرفاء في مواجهة غيرنا .
محمد احمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى