محمد احمد مبروك يكتب : أرى تحت الرماد وميض نار
سطور ملونة
أرى تحت الرماد وميض نار
لأنهم يجهلون عناصر القوة والبأس الشديد في شعب السودان العنيد ؛ ولأنهم لا يعرفون مكامن العزة والشموخ والأنفة لدى هذا الشعب الصنديد ؛ ولأنهم ظنوا أنه من تأكل بثدييها ؛ وأنه من يرتجف من تهديد ويخاف من وعيد ؛؛ لذلك بنوا أطروحاتهم السياسية الممزوجة بعفن العمالة وخيانة الوطن والتفريط في سيادته وإهانة عزة شعبه .
أنظر إلى هذا الهوان : يا شعب السودان إذا قبلتم أطروحات أمريكا وأسرائيل ومن معهم من دول الاستبداد القديم والحديث واقصيتم دينكم من الحياة وتخليتم عن قيمكم وحكمتم بما نرضى من مناهج ومن نقبل من أشخاص من عملاء مخابراتنا وانصعتم لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى وصممتم اقتصادكم بما يتسق مع المنظومة الدولية التي تحولكم لمنتجي المواد الخام ومستهلكي منتجاتنا فسوف ( ننظر ) في مكافأتكم بادراجكم ضمن الدول الفقيرة التي يمكن أن نجدول أو نعفي ديونها . ويمكن ان نقدم لكم مساعدات بكيس من الدولارات .
والتهديد : إذا أبيتم ولم ( تسمعوا الكلام يا أولاد ) سنوقع عليكم العقوبات ونحرمكم من المساعدات وندرجكم في قائمة رعاة الإرهاب وسنذهب بعدد منكم إلى لاهاى لتبقوا في سجوننا بقية أعماركم بل سنصب النار عليكم من قاصفاتنا وصواريخنا .
ويرتجف القادة ورئيس الوزراء العميل المعزول ثم المستقيل وتصطك أسنان الأحزاب رعبا وعمالة وجبنا ويجرون هنا وهناك يلعقون أحذية سيدات البيت الأبيض الموفدات وتهرع قيادة البلاد العليا ورأس دولتها ليحني هامة عظيمة مكانها العزة والشموخ وهو على قيادة أعظم جيوش العالم عزة وشجاعة وينحنى ليصافح يدا والغة في دماء المسلمين معادية للسودان وشعبه مغتصبة لأرض فلسطين مدنسة لثالث الحرمين وثاني القبلتين بيت الله المقدس في القدس الشريف طامعة في ارضنا وخيرها . ولن ترضى عنا بعد كل هذا الخضوع حتى نتبع ملتهم ونوقع سيداوهم ونهدم الدين ونبيد قتلا وتشريدا سدنته ودعاته .
قفوا يا هؤلاء .. هل تظنون أن شعب السودان هو هذه الحفنة من متعاطى حبوب الخدر وغريبى الاطوار من مرسلي جدائل الشعر ومن المجاهرين بالمثلية والاناركية ومن المستخفين بالقرٱن المنكرين لحكمة الله في صلاح أحكامه وشرعه لتسيير حياة من خلق من بشر ؛ ومن المجاهرات بالبجاحة وسوء الأدب وقلة الحياء الداعيات لزوال سلطان الأب وقوامة الزوج .
هل تظنون أن شعب السودان هو هذه الاحزاب العالية الضجيج المتهافتة على كراسي حكم أكبر مئات المرات منهم وبذلك تسلمونهم سلطة لا يستحقونها ولا يقدرون عليها ومن عجب انكم تعجزون عن فعل شيء لم يوافقوا عليه حتى لو كان صائبا ويجعلونكم تتراجعون وتبلعوا قراراتكم حتي اسقطوا كلمتكم وأضاعوا هيبتكم وتجرأوا على جيشكم شتما وإهانة بل صفعا وضربا وقتلا .
وسمحتم لهم تنفيذا لأجندة استخبارات الاعداء المجاهرة بما تفعل لأن يقتلوا شبابا أبرياء مغرر بهم مخدوعين . قتلوهم بأيديهم وأيدي عملائهم وأيديكم سوقا لكم نحو الفتنة والخراب .
نصر بن سيار قال محذرا خليفة بني أمية :
أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى
وإن الحرب أولها كلام
فقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيام
لكن أمية كانوا نياما لم توقظهم صيحة الرجل الحكيم حتي دخلت خيول ابي مسلم الخراساني دمشق .
والٱن ما زالت في الأمر فرصة ضيقة أمام القيادة الحالية لتنتفض قبل أن ينتفض عليها لتستعيد سيادة السودان وتطرد عملاء الدول المعادية وتقول لهم نحن اقوى الشعوب وأغنى الأمم لا تعفوا الديون ولا نريد مساعداتكم ولا نخشى عقوباتكم وسنبتر اليد التي تتدخل في شؤوننا وتقول لمن في الداخل لقد أعددنا للعميل ضدنا الخائن لوطنه مشنقة يعلق عليها بتهمة الخيانة العظمى فأبعدوا عن السفارات والموفدات وأجهزة الإستخبارات . وان تتجه لوقف الفساد في أجهزة الدولة والمجتمع معا وان تهييء الاحزاب والبلاد لأنتخابات عاجلة عادلة نزيهة على أساس علمي .
والخيار الثاني ان تستعد فقبائل السودان أعدت قوة جبارة لحماية نفسها ووطنها وعقيدتها وسلامة أراضيها . وكذلك مكوناتها الدينية والثقافية التي تمثل القيادة الحقيقية للشعب واعية ومدركة لما يجري وان لم تجعجع بمواقفها المرتقبة .
ولن أتحدث عن جيشنا العظيم والثقة في أنه سيتخذ الموقف الحازم الصحيح في الوقت المناسب لأن هذه دائرة لا نملك معلومات عنها لكن نعرف من تاريخها ومواقفها السابقة ما يتوقع منها .
محمد أحمد مبروك