محمد احمد عبد القادر يكتب: ..رجال من الساحل( ٧ )..إ دريس الامير :الفنان الرسالى و الصوت الملائكى

محمد احمد عبد القادر يكتب: ..رجال من الساحل( ٧ )..إ دريس الامير :الفنان الرسالى و الصوت الملائكى
عندما وقف الفنان إدريس الامير للمرة الأولى أمام لجنة النصوص و الألحان بالإذاعة السودانية التى تضم فطاحلة الشعر و الموسيقى . لإجازة أغنية سواكن وقد جرت العادة أن يقرأ مقرر اللجنة القصيدة المراد اجازتها ليتم التداول حولها بعد ذلك … ما ان قال المقرر ( صب دمعى و انا قلبى ساكن ) حتى قاطعه الشاعر الكبير إبراهيم
العبادى قائلا ( القصيدة دى ما مجازه ) وسط دهشة و استغراب أعضاء اللجنة طالبين منه التريث حتى اكمال القراءة . فرد عليهم بقوله ( يعنى هسع لو فى حمار مدّ راسو بالشباك دا نقول لا دا ما حمار لحدى ما يجى خاشى بالباب و نسوف ضنبو ) . ثم توجه بالحديث للفنان إدريس الامير ( كيف يا ابنى دمعك يصب و قلبك ساكن ؟
) … تلك كانت أعصب و أصعب لحظة فى حياة إدريس الامير الفنية التى امتدت زهاء النصف قرن من الزمان… رغم ذلك الانتقاد البالغ القسوة . و من رجل بحجم و فى قامة إبراهيم العبادى إلا أن اللجنة أجازة الأغنية نصا و لحنا .
* أغنية سواكن هى بكائية … بدات بالدمع و إنتهت بالدمع السخين … هى مناحة على أطلال مدينة سواكن . و رثاء لتلك الحضارة و ذلك الازدهار … سواكن المدينة و الميناء هى القضية التي استحوذت على جل كتاباتى الصحفية … حصيلتها كتاب شعرى و كتاب توثيقى و مئات الكتابات بالصحف و المجلات … مشروع إحياء ميناء سواكن القديم كان له نصيب الأسد من تلك
الكتابات …بعد إكتمال العمل بالمشروع و إفتتاحه على يد الرئيس عمر البشير فى الثامن من يناير ١٩٩١. قلت للامير الفنان أن أغنية سواكن هذه لم تعد مواكبة ان لم تكن قد فقدت معناها .فهل بالإمكان القيام بمعالجة فنية
تستوعب عودة الحياة لسواكن …موقفه كان ضبابيا و رماديا … لا أستطيع القول إنه تجاوب معى و لا أستطيع أن اقول العكس …تركت التحدث معه حول هذا الأمر لفترة ليست بالقصيرة… إلى ان جئته يوما بالمكتبة الثقافية و ما ان جلست حتى بدا في الغناء .
يوم تمانية يوما سعيد يا سواكن
سودانا عماه عيد يا سواكن
وشرقنا عماه عيد يا سواكن
عاد مجدك و اصبح أكيد
بأفتتاح الميناء الجديد في سواكن
كان ذلك المقطع أمتع ما سمعته من غناء الأمير طوال فترة علاقتى به .
* قمت بكتابة مذكرة لإدارة هيئة الموانئ البحرية تحدثت فى مقدمتها عن الدور الذى قام به الفنان إدريس الامير من خلال اغنية سواكن . وكيف جعل مأساة خراب سواكن حاضرة في وجدان الشعب السودانى و ماثلة في ضميره حتى تم تعميرها . واشرت إلى الإضافة التى ادخلها في الأغنية بعد إفتتاح الميناء . وقلت فى نهاية
المذكرة ان هذا الفنان يستحق التكريم من قبل ادارة الهيئة… اكتفت الإدارة بالتصديق بمبلغ من المال يكفى لاقامة حفل مرطبات باستراحة الموانى و شراء هدية تذكارية… لم يتكرم اى مسؤول من الادارة بحضور حفل التكريم الذى كان محصورا على الزملاء الإعلاميين.
* من هنا أناشد الاخ عوض البارى محمد طه مدير
العلاقات العامة الجديد بهيئة الموانئ ان يتدارك تقصير الهيئة نحو هذا الفنان المبدع الرائع. و ينتهز فرصة مرور الذكرى الثلاثة و الثلاثين لافتتاح ميناء سواكن التى تصادف اليوم الثامن من يناير ٢٠٢٥ لتكريم اسرة الفنان إدريس الامير. و أرجو أن يحرص الأخ عوض ان تكون ألحان إدريس الامير حاضرة في هذا التكريم الموعود…
ألحان إدريس الامير هى الابنة الوحيدة للفنان الراحل .
* بعد وفاة الفنان ادريس عليه رحمة الله رافقت الفنان سيدى دوشكا فى زيارته لأسرة الامير التى طلب خلالها السماح له بأداء أغنية سواكن… أحسنت الأسرة الكريمة بالموافقة . و أحسن دوشكا عندما صار يردد الأغنية مبتدئا بالمقطع الاخير الذى أضافه الأمير و قد أبدع في اداء تلك الأغنية الخالدة .
* الدكتور عبد الرحيم سالم الاستاذ المخضرم للهندسة المعمارية بجامعة الخرطوم. رجل سخر عمره و علمه و علاقاته من اجل الآثار التاريخية بمدينة سواكن… خلاصة جهده و سعيه من أجل بلوغ ذلك الهدف . قدمه من خلال معرض تعريفى عن سواكن إقامة بالعاصمة البريطانية لندن حضر حفل إفتتاحه مجموعة من رموز الثقافة السودانية فى مقدمتهم الكابلى و الصلحى و الطيب صالح و محمود صالح .
* تعرفت على الدكتور عبدالرحيم خلال زيارة له لبورسودان أوائل التسعينيات… عندما اتفقنا ان نقضى أمسية بحديقة فندق البحر الأحمر. حرصت ان اصطحب معى الفنان الامير و معه العود ليعطر تلك الجلسة السواكنية بأغنية سواكن .إلا مر الذى وجد إستحسانا و ارتياحا من الدكتور ما جعله يشير الى تلك الجلسة فى
كتابه القيم ( أسرار سواكن … تراث يفهمه الغريب و يجهله القريب ) الذى كتب مقدمته عبدالكريم الكابلى و صدر عن مركز عبدالكريم ميرغنى . وصف فيه تلك الجلسة بجلسة عشاق سواكن و نشر فيه مقاطع من أغنية سواكن و قال عنها أنها جعلت قضية تلك المدينة متقدة فى الذاكرة السودانية و حصنتها ضد النسيان و حافظت على التعاطف الشعبى معها حتى عادت اليها الحياة من جديد .
* سبتمبر ١٩٨٩ كله امضيته بالأراضي الارترية المحررة… وصلتها فى اليوم الأول من الشهر الذى يصادف ذكرى اندلاع الثورة الارترية و غادرتها فى اليوم الأخير منه … كان ذلك أول خروج لى من السودان…عندما تلقيت الدعوة من مكتب الحركة الشعبية لتحرير ارتريا
ببورسودان . عن طريق الصديق ياسر الجزار للمشاركة في تلك الرحلة . استجبت لها كفرصة للسياحة و الهروب من أجواء بورسودان فى تلك الفترة … لا أكثر و لا أقل… عدت من تلك الرحلة و أنا ( مكسوف و خجلان ) من نفسى . بعد ان رأيت كيف يتفانى الشعب الارترى من أجل وطنه و نيل حريته . و عايشت الحب الكبير الذى
يكنه الشعب الارترى للشعب السوداني… قبل هذه الزيارة لم تكن لى أى معرفة بارتريا العظيمة و شعبها العظيم .
* عندما التقيت الفنان إدريس الامير و حدثته عن اعجابى الشديد بارتريا شعبا و أرضا كانت المفاجأة الكبرى …وجدت الامير له أغنيات بالعامية السودانية و اللهجة المحلية لكل مراحل النضال الارترى . و على معرفة بتفاصيل ذلك النضال و صلة شخصية ببعض
قادته … بل أكثر من ذلك كان إدريس الامير يرفع علم الثورة الارترية بمنزلهم بديم المدينة ببورسودان . فى وقت كانت فيه الحكومة السودانية ضد الثورة الارترية … تقديرا لمكانة والد ادريس لم تتخذ السلطات اى إجراء ضده . و اكتفت بالحديث مع والده الخليفة/ على نور طالبة إنزال العلم من على المنزل … استجاب الامير
لرغبة والده و انزل العلم . و لكنه ترك السكن بالمنزل و ذهب ليسكن (بالميز) الخاص بموظفى الإعلام بديم الشاطى … بعد إنتصار الثورة الارترية كان الفنان إدريس الامير هو اول من غنى مهنئا ( ارتريا يا امنية … ارتريا يا اغنية … ارتريا مبروك مبروك الحرية ) .
* انفعال الفنان الامير و تفاعله الكبير مع الثورة الارترية قوى من صلتى به . و كان سببا أساسيا في تكويني لجمعية الصداقة السودانية الارترية بالبحر الاحمر دعما للعلاقة الشعبية بين البلدين . و اصدارى لمجلة سوداتريا للتعبير عن تقديرى للشعب الارترى و نضاله الاسطورى … و كان من أهم برامج الجمعية و المجلة ابراز الدعم الفنى الكبير الذى قدمه إدريس الامير للثورة الارترية .
* اعادة إنتاج و تقديم الأعمال الفنية التى قدمها إدريس الامير لارتريا ليس بالأمر السهل و الهين …ادريس كان قد أنقطع تماما عن الغناء .و كان فى قطيعة تامة مع اتحاد الفنانين ببورسودان . و الأمر يحتاج لفرقة موسيقية و مكان للبروفات … وجدت ضالتى فى الغرقة الموسيقية بنادى الإطارات. وقد ساعدنى كثيرا فى هذا الأمر
صديقى العزيز تاج السر النصرى مدير العلاقات العامة بمصنع الإطارات… بمشاركة الفرقة الفنية للشبيبة الارترية بالبحر الاحمر انتظمت البروفات بنادى الإطارات ببورسودان. و توجت الجهود باعادة الفنان إدريس الامير
ليصدح مرة أخرى من على مسرح الثغر … و رغم معاكسات و عراقيل محجوب محمد أحمد مدير الثقافة والإعلام. كان الحفل حدثا فنيا هاما ببورسودان . و فى مسيرة إدريس الامير الفنية …كان اخر حفل عام له بالمدينة .
* المناضل و المفكر الارترى الكبير محمد سعيد ناود هو أبرز شخصية ارترية جمعت بين السياسة و الثقافة … ناود هو مؤسس و قائد اول حركة للتحرير في ارتريا … له ما يقارب العشر مؤلفات فى الفكر و التأريخ و الأدب… أجريت معه حوارا مطولا بمنزل شقيقة عثمان ناود بحى ترانسيت ببورسودان . رافقنى فيه المصور عزت
عبدالرحيم … ناود تحدث بإعجاب شديد و تقدير كبير عن دور الفنان إدريس الامير فى دعم القضية الارترية … وقال إدريس الامير لم يرى ارتريا و لم يذهب اليها ( حتى تلك اللحظة ) و لكنه كان يؤمن بعدالة القضية الارترية و حق الشعب الارترى فى الحرية. لهذا جاءت أغنياته صادقة و معبرة و كان لها دور فى لم الشمل و توحيد
الصف الارترى … و قال ( لم اتمالك نفسى عندما سمعت الاغنية النى يبارك و يهنئ فيها الشعب الارترى بانتصار ثورته و نيل حريته و تحقيق استقلاله .فارسلت له رسالة بخط يدى عبرت فيها عن مشاعرى نحوه و تقديرى لما قام به نحو ارتريا .
* صديقى الصحفى الارترى الشهير مصطفى كردى قال فى مقابلة لى معه نشرتها بصحيفة السودان الحديث ( أن الأغنية هى التى حافظت على جذوة الثورة الارترية و احتوت كامل كامل النضال الارترى ) كردى بقوله هذا يعنى ان ضروب الفنون الأخرى لم يكن لها دور يذكر فى تحقيق النصر الارترى … و بما ان السودان هو الداعم
الاكبر للثورة الارترية التى كان للأغنية دور كبير فى انتصارها . فان إدريس الامير و لوحده هو من تولى تقديم الدعم الغنانى السودانى لارتريا حتى انتزعت حريتها و نالت استقلالها … رغم العلاقة الفنية القوية بين السودان و ارتريا . حيث يوجد باسمرا قبر الفنان السودانى الرائد محمد احمد سرور . و اشهر أغنية وطنية
ارترية ( ارتريا يا جارة البحر ) هى من كلمات الصحفى السودانى التجانى حسين . مع كل ذلك لا يوجد اى فنان سودانى غنى للثورة الارترية غير إدريس الامير
* ما يؤسف له ان قادة نضال الأمس عندما صاروا حكام اليوم تنكروا للأمير و تجاهلوا دوره تماما … الزيارة
الوحيدة التى قام بها الامير الى ارتريا كانت بدعوة من الحالية السودانية و لم تكن من الحكومة الارترية… من وضع رمز النضال الغنانى و ايقونة الفن الارترى إدريس محمد على خلف القضبان لا ينتظر منه ان يلتفت لادريس الامير .
* من المصادفات الجميلة كنت مع الامير الفنان بالمكتبة الثقافية ببلدية بورسودان و أمامنا ملف يحتوى على قصائد كتبها شعراء سودانيون تمجيدا للنضال الارترى كنت بصدر اصدارها فى ديوان بعنوان ( نماذج من العشق السودانى لارتريا ) .فاذا بصديقنا الشاعر مختار دفع الله يأتى الينا و كان وقتها ببورسودان فى طريقه الى السعودية . و يفاجئنا بقصدة له كتبها عام ١٩٧٧ اسمها ( وثيقة عشق لاسمرا ) يقول فى مطلعها
غدا ستشرق اسمرا شمس المعزة و الفخار
و يطل من تحت الخيام وبين انقاض الجدار
كل الذين تشردوا بالقهر فى وضح النهار
فى وثبة كبرى تحطم كل ذل و انكسار
فتهد من صلف المغول و كل ما صنع التتار
* المرة الأولى التى ذهبت فيها إلى مدينة كسلا كانت بدعوة صحفية من الأخ محمد طاهر ايلا و قتها كان نائبا لحاكم الإقليم الشرقى و وزيرا للمالية … فى تلك الزيارة كنت أتردد على الشاعر الكبير محمد عثمان كجراى بمكتبه
بإدارة التعليم . و كان يشاركه فى ذات المكتب الشاعر و الرجل الشهم حسان ابوعاقلة ابوسن الذى اهدانى نسخة من كتابة ( قصائد عن الشرق ) الذى يحتوى على أشهر القصائد التى كتبت عن شرق السودان… اعجبتنى فكرة الكتاب الشعرى و استهوتنى فعزمت على تقديم تجربة مماثلة بعنوان ( قصائد عن سواكن ) … شجعنى على الفكرة الزميل كرار أرى ( عليه رحمة الله ) الذى كان يعمل
بإدارة الثقافة والإعلام بكسلا . و كان زميلنا المصور طاهر احمد طاهر قد اوصانى بالتعرف عليه… عندما قمت بتجميع عددا من القصائد التى كتبت عن سواكن لم أجد من بينها اى قصيدة لأى من الأسماء الشعرية المعروفة بشرق السودان … فقط قصيدة إدريس الامير… لاحقا وجدت قصيدة عن سواكن للشاعر إبراهيم شلية .
* أحجام شعراء الشرق عن التعبير عن مأساة خراب سواكن . فى الوقت الذى عبر عنها شعراء من كافة أنحاء السودان و حتى خارجه . ظل هاجسا يؤرقنى و تساؤل لم أجد له اى إجابة… خاصة من رقم و رمز فنى كبير فى مكانة الاستاذ عبدالكريم الكابلى و هو إبن أصيل لسواكن و ينحدر من أعرق بيوتاتها .
* شاءت الأقدار ان يأتى الفنان الكابلى لاقامة حفل بسواكن بمناسبة الذكرى الأولى لتشغيل الميناء فى ذات يوم الإحتفال بإعلان استقلال دولة إريتريا… أخذت الرجل جانبا ببهو إستراحة الموانى و طرحت أمامه عريضة حاول الرجل ان يبرر . و عندما أحس بعدم
اقتناعى بتبريراته و إنى أريد أن انتزع منه اعترافا بالتقصير نحو سواكن او وعدا بالغناء لها .سريعا ما اعاد الكرة في ملعبى بقوله ( ما انت من دارفور و مهتم صحفيا بسواكن . و صديقى عبدالرحيم سالم من الجزيرة و هو اكثر الناس اهتماما بسواكن و أنا من سواكن و لم اغنى لها و لكنى قدمت أغنيات مشهورة لمروى و جبل مره ) و أضاف بلهجة حاسمه ( هذا هو دور الفن فى دعم
و ترسيخ معانى الوحدة الوطنية) و هذا هو المطلوب … و ليس مطلوبا و لا مرغوب فيه ابدا ان يتمركز الجهد الفنى و الحراك الابداعى لمنطقة ما على أبنائها . هذا ضد الروح القومية و يغذى النزعة الجهوية . لذا لا احبزه و لا اشجعه … و قال الكابلى انه ينظر إلى اغنية سواكن
لادريس الامير كعمل فنى كبير و مؤثر . و لا يهتم من اين الفنان و من هو …اشادة الكابلى بأغنية سواكن و ثنائه على إدريس الامير أمر ينسجم مع سلوك الكابلى المعروف بالثناء على الفنانين الآخرين و الإعتراف إبداعاتهم. بل و ترديد اغنياتهم من باب الوفاء و التقدير لهم .
* بين عبدالكريم الكابلى و إدريس الامير العديد من المشتركات … فهما من منطقة واحدة و كلاهما يكتب الشعر الغنانى و يلحنه و يؤديه . و كلاهما تناول كافة أنواع الغناء عاطفيا و وطنيا و دينيا . الى جانب اهتمامهما الكبير بالتراث الفنى بحثا و كتابة …الكابلى
إصدار كتابا بعنوان ( انغام لا ألغام ) و الأمير اصدر كتابا بعنوان ( أغنيات فى ضمير الأمة ) و للكابلى كتاب لم يطبع بعنوان ( فنوان و تأمل ) و للامير كتاب لم يطبع بعنوان ( فى محراب الفن ) … أجمل ما كُتب عن الكابلى بعد وفاتة كان بقلم الأستاذ حسين خوجلى الذى وصفه بأمير الفنانين السودانيين . اما ادريس فقد أختار بنفسه لنفسه لقب الامير . فهو ادريس على نور ادريس .
* إدريس الامير عانى كثيرا فى سنواته الأخيرة من مضاعفات مرض ااسكرى … فى رحلته الاخيرة للعلاج بالخرطوم حيث بترت رجله … حظى الامير باهتمام كبير من الصحافة التى تابعت حالته الصحية . و تناولت تجربته الفنية و اجرت معه العديد من المقابلات . ما جعل صحفى مشاكس يكتب ( هل يستحق إدريس الامير كل هذه الضجة) فكان ردى عليه ( نعم يستحق إدريس الامير كل هذه الضجة و أكثر ) …
* فى مرضه الاخير كنت ازوره بانتظام بمستوصف بروؤت. و كانت حالته العامة تبدو جيدة .و كانت شهيته فاتحة ( للحكى ) … و كانت اخر حكاياته لى عن الأمير ابو قرجة قبل يوم واحد من وفاته .
* الجار القريب من الامير و الصديق المقرب منى محمد بدوى محمد هو من نقل لى خبر وفاة ادريس مساء اليوم السابع من أبريل ٢٠٠٧ … ودعت بورسودان أميرها الفنى و فارسها الغنائي في موكب مهيب تقدمه والى الولاية محمد طاهر ايلا … و كان الخبر الرئيسى فى أعلى
الصفحة الأولى لصحيفة بورسودان مدينتى … الإذاعة السودانية اوفدت الاذاعى الكبير صلاح طه لتقديم واجب العزاء لأسرة الامير الراحل . و قد تحدث فى صيوان العزاء معددا مآثر الفقيد و مستعرضا تجربته الفنية الثرة … ما كنت اعلم ان للدكتور حسن الترابى إهتمام بالفن و علاقة بالفنانين الا بعد ما علمت انه زار اسرة إدريس الامير معزيا و تحدث بحزن لوفاته و بإعجاب لفنه .
* كنت ساظلم ادريس كثيرا ان كتبت ما كتبت تحت عنوان ( إدريس الامير… أمير الفنانين البورسودانيين )… إدريس الامير فنان رسالى و صوت ملائكى … غنى لسواكن و هى خراب حتى كتب الله لها الاعمار … و غنى لارتريا الثورة حتى كتب الله لها الإنتصار . نسال الله ان يكتب له الحنة .
و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين
والى حديث عن رجل اخر من الساحل بإذن الله
الزبير احمد حمزة … يا ريتنى لو اقدر اقول فيك الكلام الما انكتب .