مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب :ياناس الجد ما تغلطوا !!

سطور ملونة

ياناس الجد ما تغلطوا !!

كالسيل الجارف انطلقت مبادرة نداء السودان .. وتحولت إلى كيان عملاق إنحنى له العالم كله (عدو وصليح) .. وأصبح واضحا أن نداء السودان سيكتسح كل من يجازف بالوقوف أمامه ..
لكن … هل استسلم معسكر العمالة ؟ هل اغتسلوا من رجس خيانة الوطن وعفنها ؟ هل بردت النار في جوف أعداء الوطن ؟
بالطبع لا .. إنما أضيف إلى خيانتهم ورجس عمالتهم وحقدهم الأسود أضيف إليه الرعب الشديد من ذهاب الٱمال في حكم السودان استهبالا ، وضياع فرصة استغلال السلطات ونهب الثروات . وربما الخوف من حساب عسير على أثام وجرائم منكرة ارتكبوها في حق الوطن ..
إذن ماذا يتوقع منهم والحال كهذه ؟
هل يتوقع أن يباركوا هذه المسيرة التي نالت النصر منذ البداية ؟
أو يستسلموا ويسمحوا لها بالوصول إلى غاياتها النبيلة في لم شمل أهل السودان ، وتوحيد توجههم نحو الحفاظ على وحدة ترابهم ، وحماية مقدراتهم ، وتحقيق أمنهم الوطني ، واستقلال قرارهم ، والسير على طريق النهضة الشاملة ؟؟
هل يسكتوا وهم يرون الأغلبية الكاسحة التي كانت صامتة مشتتة توحدت الٱن تحت رايات مبادرة نداء السودان وبنودها الخفاقة .. بحيث انكشف ظهر كيانات العمالة ، وانسحب من تحت أقدامهم البساط الذي كانوا يتوهمون أنه جماهير الشعب السوداني . وكانوا يخدعون به دافعى الدولار وجالبي دعم الٱيس والشاشمندي ، ودافعي الأجور للأطفال لخلع أرصفة الشوارع وإقامة التروس .
وحين أقاموا الإحتفال الفخيم (للبتاع الدستوري) ورصوا في واجهته سادة قرارهم من سفارات العداوة) كانت الملايين الحقيقية ترسل انضمامها وتأييدها لقيادة المبادرة في أم ضوا بان ..
لكن ماذا يتوقع أن يفعلوا في مواجهة ذلك ؟ فالخيارات أمامهم محدودة ومحددة :
★ يكون إنتحارا إن هم فكروا في عمل عسكري يوقف هذا المد الكاسح . لأنه لا أحد عاقل يفكر في مواجهة الشعب السوداني عندما يتوحد خلف قضية المصير . حتي جيشه العاتي ورث مسلمات أساسية أولها الإنحياز للشعب عندما يجمع كلمته .. وهاهو الٱن قد فعل وأعلنتها قيادته بدون مواربة في تأييدها لمبادرة نداء السودان .
★الخيار الثاني أمامهم لا يقل خيبة وخسرانا وهو حشد الجماهير ضد نداء السودان .. لأنه لم يعد هناك جماهير حقيقية يمكن أن تمثل ثقلا سياسيا ..
(الجماهير الٱن هناك) !!!!
★ الخيار الثالث فشل منذ بداية المحاولة وهو استثارة القوى الدولية ضد نداء السودان .. وعنصر الفشل هو أن هذه الدول لم تماليء عملاءها هؤلاء حبا فيهم ، أو ثقة في قدراتهم ، أو قناعة بفكرهم المنحرف . انما لهم أهداف يسعون لتحقيقها ، وقد علموا الٱن أن عملاءهم خرجوا من دائرة النفع ، ولن تتحقق المرامي عبرهم . فاتجهوا نحو طأطأة الرأس حتي تنجلى عاصفة نداء السودان الكاسحة .
★ الخيار الرابع وهو الخيار المهم ويتمثل في كلمة واحدة (التخذيل) .. بهدف إفشال المبادرة من داخلها وصرف الناس عنها . ومحاولة إختراق صفوفها ، أو الإيقاع بين مكوناتها ، أو التشكيك في قادتها والنيل منهم .
وهم قد مضوا بهمة مسعورة ونشاط مستعر في هذا الإتجاه ، بخطوات محسوبة رسمتها أيد خبيرة محنكة :
★ أولا بنقد ناعم أملس من جلد الأفعى لدخول المتصوفة في الشأن السياسي . وأن يقتصر دور المسيد داخل سوره منكرين الدور الوطني التاريخي للمسيد في الثورة السودانية ، منذ المهدي الصوفي ، وقادة الطرق وجهادهم الذي كان له دور أساسي في ثورته . وعبر الحركة الوطنية التي قادها مشايخ الصوفية ،ومع عبود ونميري وحتى عهد البشير معه وضده . ولنا في هذا تفصيل نعود إليه لاحقا إن شاء الله .
★ ثانيا :إتهام المبادرة وقيادات فيها بالإنتماء لنظام البشير . وربط هذا الإتهام بمفاسد وتجاوزات وجرائم حدثت في عهده ، وكأن قادة المبادرة هم من قام بها بهدف تنفير الناس منهم وتشويه صورتهم .. وقد جندوا لذلك أقلام مسعورة موتورة ، وزودوها – إضافة للمال – بالمفردات الرنانة ، والإتهامات الخطيرة ، والموضوعات التي تستثير العواطف ، وتملأ الصدور بالحقد والغضب . وربطوا كل ذلك (بالكيزان) في محاولة للإستفادة من جهدهم الكبير الذي بذلوه طيلةثلاث سنوات أوهموا به السذج أن كل مشكلة وكل إخفاق سببه شيء إسمه (الكيزان) .. حتي فساد لجنة التمكين !!
★ رابعا : السعي لجر قيادات مبادرة نداء السودان لمعارك جانبية حول نظام البشير والإنتماء له . وهل يجوز شرعا لمتصوف أن يشارك في هم وطنه ويكون له دور في بنائه . وهل الكيزان معكم أم لا . وكل ذلك لصرف الناس عن مكونات مبادرة نداء السودان وفحواها وأهدافها وسائلها .
يخطيء أهل المبادرة من قادتها ومن إعلامييها ومن مناصريهم ومن جمهور المؤيدين لها إذا انصرفوا لهذه المعارك أو للرد عليها .. إنها شاغل بلا محتوى .. ومعارك تبدد الجهد بلا طائل .
بدل ذلك يفيد نشر محتوى المبادرة ، وشرح أهدافها ، وإتاحة الفرصة للكيانات المكونة لها بالحديث عن تفاصيلها ، وإعلاء صوت جماعاتها ، ونشر أخبار تطورها وازدهارها ، وتوسيع الخطاب بكل الوسائل لقواعدها في أغلبية الشعب ، وتسليحهم بصحيح المعلومات في مواجهة الأباطيل وحملات التضليل .
لا خوف على نداء السودان فقد تجاوز إمكانية زعزعته من خارجه .
حاشية : في العام ١٩٧٩ إحتفل مستشفى سوبا الجامعي بعيده السنوي . وكنت نزيلا فيه أجرى لي دكتور شوقي حسن المصري عليه الف رحمة عملية لإزالة القرحة من المعدة والإثني عشر . وكانوا ٱنذاك يستأصلون الأجزاء شديدة التأثر . وتشرفت بإلقاء كلمة نيابة عن المرضى . لكن دكتور شوقي جرى نحو المنصة وأوقفني من الحديث عندما رأى أنني أجهدت . وصعد دكتور بليل جراح الكلى الأشهر عليه الف رحمة وصافحني وقبل جبيني وقال لي : شكرا أنصفتنا والله .
من ينصف تاريخكم العلمي المجيد يا دكتور بليل ويا دكتور شوقي فبلادنا لا توثق لعلمائها .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى