مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب معناها: أحسن تفتحوا عينكم

محمد أحمد مبروك يكتب معناها: أحسن تفتحوا عينكم

سطور ملونة

معناها : أحسن تفتحوا عينكم !!

واحدة نرفضها رفضا قاطعا .. والثانية نؤيدها بحماس كبير .. والثالثة نخيب فيها ظن القائد العام الفريق أول البرهان … أنها ثلاث نقاط جوهرية وردت في حديث البرهان أمام جنود منطقة الشجرة العسكرية وهو أهم وأخطر حديث أدلت به قيادة الجيش على الإطلاق في هذه المرحلة الحرجة ..
الأولى التي نؤيدها أنه وضع النقاط على الحروف بطريقة تشبه الجيش السوداني ، وتنضح بالقوة والجدية ، وتبرز موقفا واضحا أنتظره عقلاء الأمة وغالبية الشعب .
أنظر بتمعن: البرهان قال بالتحديد : إن القوات المسلحة ستظل على العهد ، ولن تسلم البلاد ومقدراتها إلا لحكومة تأتي في ظل توافق وطني أو إنتخابات شفافة .
وقعة (سوداء) ومأزق خطير أدخل البرهان فيه الكيانات والأحزاب التي تريد أن تحكم البلاد (اوانطة) ، وقضى على أحلامهم بمحاصصات و(حاضنة) سياسية ، وتمديد غير محدود لفترة حكم انتقالية أضاعت البلاد ووصلت بها شفير الهاوية .
الجيش لا يريد أن يحكم ، لكنه إتخذ الموقف الصحيح الذي يحقق عدالة سياسية ، ويقود البلاد بشكل جاد نحو حكم رشيد : إما توافق وطني أو إنتخابات شفافة ..
لكننا نقرع الأجراس منبهين إلى أن الإنتخابات لاتعني يوم الإقتراع والتصويت ، إنما هي عمل متكامل يشمل التكوين الصحيح لأحزاب جادة لها استراتيجيات ، وبرامج ومشروعات لحل مشاكل البلاد ، وكذلك هياكل صحيحة التكوين ، وقواعد جماهيرية تؤهلها لدخول الإنتخابات .
النقطة التي نخيب فيها رجاء قائد الجيش هي نقطة التوافق الوطني المنشود .. توافق وطني بين من ومن .. هل هو توافق بين هذه الأحزاب الطافحة الٱن على وجه الساحة السياسية وأنها هي المعنية بالتوافق الوطني ؟؟
أحزاب لاتمثل إلا فئة قليلة جدا ، ولا قواعد لها ، وليس في قاموسها قيم الوطن وٱمال المواطنين ، وأغلبها بريء من العزة الوطنية ، ويرتمي ذليلا رخيصا في أحضان العمالة وخيانة الوطن وتبعية أجهزة المخابرات ، واللوذ بسفارات أعداء السودان يلتمسون عندها المخرج ، وينفذون أجنداتها الخبيثة ، ويتمسحون بخزائنها طمعا في مال حرام مغموس في المهانة والضعة . فهذه الأحزاب حتي إن توافقت فإنها لاتمثل توافقا وطنيا ، لأنها لا تمثل شيئا في هذا الوطن الكبير ولا في شعبه الأبي .
عموما إن الكيانات التي يمكن أن يكون لتوافقها معني هي الكيانات ذات الأهداف التي تلتف حولها قطاعات تمثل أغلبية الشعب ، حتى وإن تعددت وتباينت رؤاها ومناهجها . انها كيانات بالعربي الفصيح ليست موجودة ولم تنشأ بعد !!! ولن تنشأ ما لم تتوقف الفوضى ، والصراخ بلا طائل ، والعراك في غير معترك . ويتاح مناخ معافى (لنشوء) كيانات وأحزاب سياسية سليمة تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ، حتى وإن تفاوتت حصصها من قاعدة الجماهير .
أما النقطة التي نختلف مع سعادة القائد العام فيها فهى دعوته الأفراد التي تقول تحديدا : تحمل الإساءات وحملات التشويه الممنهجة ضد القوات المسلحة والقوات النظامية وهي الحملات التي تهدف لتشتيت وحدتهم وزعزعة إيمانهم بالوطن .
لا لا لا لا هذه مرفوضة تماما . لماذا يتحمل الجنود تلك المهانة التي وصلت بالغ الإساءة وبذيء الشتائم وفاحش القول .. وخطورة ذلك أن هذه المعاني الساقطة يتلقاها الناشئة والأطفال ، وتصبح جزءا من تكوينهم بديلا لقيم عظيمة في : جيشنا جيش الهنا الحارس مالنا ودمنا ، وفي واجب الأوطان داعينا ، وفي الشردة عيب وشينة وفي الراجل الحمش فوق الجمر بمش ويخلى سيرة زينة .
لماذا يا سيدي ندعو الجنود لتحملها ولا نسعى لوقفها بحزم وبقوة القانون واليد الباطشة للقضاء العادل .. أهانة الجيش وإساءته إهانة لأمتنا كلها ولن نسمح بها والشارع لا يرضاها في رمز عزته وحامي ذماره .
لا نقبل إهانة من يحرس ترابنا ويصون أمننا ويحمي عزتنا وكرامتنا .. لا نقبل الإساءة لمن يقدم دمه وروحه فداء لنا ويتيتم أطفاله وتترمل زوجته حماية لمجد أمتنا . ولا نسمح لساقط أو فاجرة أن يتعرض لهم بما تتقيأه بطونهم النتنة ، وهم في الحقيقة سيركعون باكين صارخين إن واجهوا الجندي رجلا لرجل أو إن أطلقت القيادة عقالهم لمواجهة هؤلاء السفلة .
أخطر مافي الأمر تنبيه القائد العام إلى أن هذه الحملات (ممنهجة) وتهدف الى أمر في غاية الخطورة وهو كما قال : تشتيت وحدة القوات المسلحة وزعزعة إيمانهم بالوطن … وبمعنى ٱخر أن يهدموا في الجيش أغلى ما بنته الامة من القيم العسكرية .
إن شاء الله ومد في الأيام لنا عودة

محمد أحمد مبروك

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى