مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : انت خليفة منو يا عرديب ؟

سطور ملونة

انت خليفة منو يا عرديب ؟

لا تلعبوا بالنار مع عرديب فكما يقول أهلنا في دارفور (المي حار ولا لعب قعونج) أي أن الماء المغلي لا يصلح ان تلعب فيه الضفادع !!
عجبت أشد العجب لحملة تثور ضد رجل ناجح ظهر مثل غيمة في زمن محل وقيظ هجير .. ظهر في وقت تسنم كثير من البغاث ذرى المؤسسات ، واعتلى الفاشلون كراسي المديرين وهي تتقلقل تحتهم . رجل مناسب وضعته قيادة البلاد العليا في مكان مناسب بقرار صادف الحكمة والتوفيق ..
انظر منصب مدير جامعة الخرطوم في الأدبيات السودانية صنو لمنصب رئيس القضاء ، يحفه الإحترام ويحظى بالتبجيل والتوقير . ذلك من توقير شعبنا للعلم الذي تمثل هذه الجامعة ذروته . لذلك لا يتساهل شعبنا الحصيف في جامعة الخرطوم ، فهي الدرة على صدر شعبنا ، والغرة على جبينه الوضاح .
ولئن شاءت إرادة ربنا الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ان يتولى منصب مدير جامعة الخرطوم من لا يصلح لإدارة (دوكة) او صاج لعواسة الكسرة فإن في ذلك حكمة يعلمها العلي القدير . ولكن فيها ظاهر الإبتلاء ليمحص الخالق من خلق .. وليس ذلك ببعيد من تولى الفاشلين الضعاف الفاسدين المفسدين منصب الوزارة ، وقياد الإدارة ، ولجام السفارة ..
لكن سنة الله لاتجد لها تبديلا ولا تجد لها تحويلا تجعل ليل الظلم قصير ، وفجر الفرج قريب ، ويسر ثم يسر بعد كل عسر ..
كانت مهمة صعبة واجهت بروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب بتعيينه مديرا لجامعة الخرطوم . ومبعث صعوبة المهمة يأتي من عوامل ثلاثة :
★ العامل الأول الظرف السياسي المعقد الذي تعيشه البلاد وما يصحبه من إضطراب السياسات ، وتذبذب القرار ، وارتجاج الحراك الشعبي الذي انعكس بدوره على الجامعات والعاملين فيها ، من نشوء تكتلات ، واختلاط الأمور ، وإلباس المواقف السياسية الثياب المطلبية .
★ العامل الثاني هو إنحطاط الوضع الإقتصادي ، وإنهيار قدرات الدولة عن الوفاء بمتطلبات تسسير دولاب العمل ، وتوفير حاجات ومتطلبات المؤسسات لا سيما المؤسسات غير الربحية .
★ العامل الثالث هو أن عرديب خلف من أضاع الجامعة ، وعاث فيها فسادا ، وكبلها بعجز الأداء ، وقصر النظر ، وقصر القامة عن متطلبات هذا المنصب الصعب ..
انظر كان من مديري جامعة الخرطوم البروفيسرات النذير دفع الله وعبد الله الطيب ويوسف فضل حسن وغيرهم من أعلام لاتحتاج أسماؤهم إلى ألقاب تزينها ، أو تعرف بمكانتهم . لم تتزعزع على عهودهم الجامعة ، ولم يسمحوا لظروف السياسة وإرادات الساسة ان تمس ورقة من أشجارها ، ولم يسمحوا للدور السياسي للمعلمين والطلاب وتباين رؤاهم السياسية بالتأثير على مسيرتها الكاسحة الثابتة ، ولا أداءها الأكاديمي الرفيع ، الذي رفعها إلى صف الصدارة في جامعات العالم ..
كان الطلاب يشاركون بقوة في النشاط السياسي ، وأحيانا يقودونه … لكن لم يكن مسموحا بدك المحاضرات ، أو هجران المدرجات ، فالأمتحان في موعده ، والتخريج وفق التقويم المرسوم لا يتأخر ساعة واحدة . فمن لم يجتهد يواجهه الملحق ثم الإعادة ثم الفصل ولا تهاون أو إستثناء . لذلك كان خريج جامعة الخرطوم جوهرة يتلقفها المخدمون في الداخل ، ويتصيدها في شغف المخدمون في الخارج .. في أوروبا أو أفريقيا أو دول المهجر العربي على حد سواء ..
ورث عرديب جامعة انفرط عقد الإنضباط فيها ، وتهاوت إمكاناتها العلمية ومعيناتها ، واستأسد فاشلون في إدارة الحراك فيها ، وتراكمت فيها الدفعات دون تخريج ، وارتبك نظامها الإداري ، وتردت أوضاع العاملين فيها وتدني الوضع المادي لعلماء الجامعة وأساتذتها وإدارييها حتى فاقتهم بائعات الشاي (مع كثير إحترام لهن ولدورهن العظيم في البحث عن الرزق الحلال ) وكذلك غاسلي السيارات وباعة السلع في تقاطعات الشوارع .. مما أدى لنزيف هجرة شديد ، وضيق وتبرم عند من لم تبتلعه الهجرة ..
جاء عرديب في هذا الوضع ليعمل بمنهج عناصره الحزم والجدية وبعد النظر وشمول المعالجة . ليعمل بهمة لا تعرف الفتور في حل جميع المشكلات متزامنة . في مجال معالجة مشكلات الدفعات المتراكبة التي لم تبارح صفوفها ، والتي لم تتخرج ، مع توفير مقومات الدراسة وإمكانات العمل ، وحل مشكلات الترقيات والأجور ، وتحسين بيئة العمل ، وتنقية أجواء الجامعة من الغبار والعثير الذي عكر صفوها ، وإعادة توجيهها إلى المسار الأكاديمي الصحيح . وكل ذلك يجري في وضع يعلم الجميع قسوته وصعوبة المعالجات فيه .
لكن الرجل كان مؤهلا وقادرا على قيادة سفينة الجامعة وسط هذه العواصف والأنواء المائجة كما فعل أسلاف له عظماء .. لكن أصعب ما يواجه الرجل هو الورثة المثقلة التي خلفتها الإدارة السابقة له ، والمرجفون في الجامعة ، وأعداء النجاح الذين عاثوا فسادا وتخريبا في كل مجال ، ولم يعجبهم زوال الإدارة التي كانت ربيبتهم وسعت بجد وجهل لتدمير الجامعة تنفيذا للمخطط الشامل الهادف لتدمير السودان ..
هذه المرة لن يفلح المتٱمرون ٱكلى السحت في موائد السفارات المعادية لشعبنا الوالغين في عفن العمالة الذين باعوا ضمائرهم وخانوا وطنهم ..
عرديب صعب لا يتهاون في الأمانة الغالية والمهمة العظيمة التي أوكلت أليه ..
عرديب حصيف لن تفوت عليه المؤامرات والمكايدات فهو (السم القدر غداهم) .
عرديب جاد وحازم وقوي ، لا تلين قناته ، وخير لكم أن تبحثوا عن خصم غيره ..
وقيادة البلاد وفقت في إختياره ولن تؤثر فيها حملات التضليل ..
وشعبنا قادر على حماية جامعته وحراسة عرديبه ليؤدي مهمته ..

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى