محمد أحمد مبروك يكتب : أمة من الكذابين
سطور ملونة
أمة من الكذابين
انتشر مقال عنيف باسم الدكتور عبد اللطيف البوني يتناول حديثا ينتقد تعويضات ضحايا المدمرة كول ويكيل الهجوم على الدكتور عبد الله حمدوك ويعرج على استقالته فيصب عليه شماتة ويتعرض للسيدة حرمه . وتزامن معه مقال انتشر انتشار النار في الهشيم باسم البروفيسور حسن مكي هاجم فيه الاسلاميين ولم يبريء نفسه وكال لهم الاتهامات بالحق وبالباطل واثنى على الشيوعيين في المقارنة بينهم .
وكلا المقالين رصين محكم الكتابة لكن اتضح ان كلا المقالين منحول مزور منسوب بالباطل للقلمين العلمين !!
ماهذه البلية التي وقعنا فيها فتحولنا من أمة محترمة في كل قبائلها ومكوناتها . امة تحترم الكلمة وصدق الحديث حتى من سفهائها وفاجراتها على قلتهم . تحولنا الى أمة انتشر فيها الكذب واتهام الناس بالباطل . ولم يعد ممكنا التمييز بين الباطل والحقيقة وبين الصحيح وما هو مزور ..
المؤسف أكثر أن الذين يصنعون هذا الكذب المتقن اناس لهم قدرات عالية وخبرات والمام بالسياسة والاعلام . وهم المرجو منهم ان يقودوا الرأي العام في اتجاه الحق والخير والفضيلة . وبدل الافادة من قدراتهم تلك ومن التطور التقني الهائل والوسائط العملاقة التي اصبحت متاحة سخروها للفبركة والتزوير باتقان وبراعة تجعل الشخص الخبير يصدق .
اصبح ممكنا ان تجد خبرا محكم التكوين ليس فيه خلل فني او لغوي او في صياغته ومنسوب الى مصدر محترم بحيثيات منطقية وربما كان عن رأس الدولة او أحد الوزراء ويتضح ان الخبر عار من الصحة وليس له أى أساس .
اصبح من الممكن ان تجد شخصا يكتب اسمه وينشر صورته مع ما يكتب يتهم شخصا ٱخر بالفساد او أنه من رموز النظام البائد او المفسدين في الحكومة الحالية ويورد ارقاما وبيانات توحي بالدقة ثم يشتمه ويكيل له السباب. ويتضح ان كل هذا باطل ولا علاقة لمن تم اتهامه بهذه الاتهامات من قريب او بعيد .
ويمكن أن يصلك فيديو صورة وصوت ينال أحدهم أو احداهن في عرضه وشرفه ويتضح ان الفيديو مفبرك وان الشخص ليس له علاقة بالامر .
اصبح في حكم المعتاد نشر فاحش القول وبذيء الكلام ومقذع السباب في هذه الوسائط التي تصل الجميع ولا تميز بين رجل وامرأة وصبي وطفل وفتاة .
كل ذلك وما سار على دربه انتج نتائج بالغة الخطورة منها :
* ضاعت فضيلة الصدق وتعود الناس ان يسمعوا الكذب ويصدقوه حتى اصبح ذلك متعة وتسلية .
* انهارت مصداقية الاعلام فلم يعد موثوقا في الخبر ولا احترام للكلمة في المقال .
* ضاعت هيبة القانون الذي يمنع ترويج الاخبار الباطلة واتهام الغير بدون دليل والتزوير والتزييف .
اننا في حاجة حقيقة لأن يتبنى الشباب الذين ينظمون الحملات الى كشف خطورة ذلك على بنيان امة شاده أجداد عظماء على قواعد ضخمة من المروءة واحترام الذات والغير .
محمد أحمد مبروك