مقالات

محمد أحمد مبروك : حوار شنو يا البرهان !!؟؟

سطور ملونة

حوار شنو يا البرهان !!؟؟

كان عجبا ترحيب الفريق البرهان بحوار وطني يشمل كل الأطراف السياسية ماعدا المؤتمر الوطني !!
ولنبدأ أولا بإستثنائه هذا ( ماعدا المؤتمر الوطني ) . ومصدر العجب في ( الماعدائية ) هذه مبعثه أمور ثلاثة : الأول هو هل المؤتمر الوطني كيان موجود ويمكن أن يشارك في الحوار ويكون له تأثير . المعلوم أن المؤتمر الوطني تم حله وحظره . بل تم ( بل ) عضويته وفصلهم حتى من الخدمة المدنية وتم بواسطة لجنة التمكين مصادرة ممتلكاته وممتلكات قياداته وثيابهم وحلى نسائهم والقبض على رجالهم وبعض نسائهم وإيداعهم السجون وحشد جميع التهم التي في الأرض ضدهم . وهم الٱن إما ماتوا أو يستشرفون القبور بالكرونا وغيرها من مسببات الموت لهؤلاء العجائز المرضى المسجونين .
إذن ماهو المؤتمر الوطني الذي يخشى البرهان إشراكه في الحوار والذي شرفه سعادته ب- ( ما عدا) .
الأمر الثاني أن المؤتمر الوطني أصبح بعبعا في عقول البعض وكذلك الكيزان .. مرة هم باعث على الخوف ومرة هم شماعة لتعليق الفشل والتردي والتستر وراء اتهامهم بكل سييء تنصلا من المسئولية وعجزا عن العلاج .
والأمر الثالث هو أن إقصاء أي كيان أو مجموعة يجب أن يفرضه القانون ولا يفصل له قانون . وماذا لو تجمعت عضوية المؤتمر الوطني وطرحت نفسها بإسم ٱخر مؤتمر ثورة ديسمبر المجيدة مثلا !! أو الحزب الثوري لمناوأة الكيزان !! وهل المسألة أشكال أم جوهر ؟؟
أما مبعث العجب الثاني في ترحيب صاحب السعادة البرهان بحوار وطني فهو هذا ( الترحيب ) نفسه لأنه ماكان ينبغي أن يكون في موقف الترحيب إنما موقعه هو المبادرة بطرح الحوار الوطني الشامل ؛ وتحديد أهدافه ؛ ودعوة الشعب للمشاركة فيه ؛ وترتيب ٱلياته ووسائله وزمانه ومكانه .
إنه بهذه الصورة يرحب بشيء هلامي طرحته دول الإستبداد والإستكبار سيئة الغرض وتحدثت عنه مكونات سياسية سودانية بالرفض والقبول وهي مكونات أسوأ غرضا .
يا أخوانا ( الحوار عن شنو وعشان نصل لي شنو بالضبط ) . ولا يصلح القول الوصول إلى وفاق وطني لأن هذا التعبير الخالي من محتوى يثير سؤالا أكبر ( وفاق وطني على شنو ) .
ومبعث العجب الثالث هو أن الكيانات السياسية عالية الصوت التي يريد سعادة البرهان الترحيب بالحوار معها لا تمثل شعب السودان . ولا يمكن القبول بالمظهر الخادع هذا بمسيرات ومتاريس يؤمها الشباب ؛ رغم أنني لا أقلل من قيمة الذين يترسون الشوارع هذه الايام . ألا انهم مهما كان عددهم ستون الفا تسعون.. ثلاثمائة الف .. مليون … هذا لا يعني شيئا فناظر البطاحين أو الكواهلة مثلا يستطيع حشد مليون رجل بخيلهم وإبلهم وسياراتهم ولواريهم واشياء أخري .. وتستطيع ذلك عموديات الجعليين والرزيقات والهدندوة . ويستطيع ذلك وأكثر الكيزان !!!
العبرة يا صاحب السعادة أن الحوار أذا لم يكن مع الممثلين الحقيقيين لشعب السودان فأنه لا أحد سيقبل مخرجاته .
وٱخر عناصر العجب هو أن الحوار ( الوطني ) هذا جاء من فولكر وباركته أمريكا وامتدحته النرويج ودعت له بريطانيا وقرظته المانيا وفرنسا ورحب به البرهان !!!
أن المبدأ صحيح سعادة البرهان .. لكن المرجو أن تقدم أنت ومجلس السيادة مبادرة سودانية خالصة للحوار الوطني لها أهداف معلومة ؛ وثوابت يتفق عليها ؛ ومخرجات مرجوة تحقق لوطننا الخلاص . ويدعى لها ممثلو الشعب الحقيقيين بما فيهم الكيانات الصارخة الٱن . وأن يكون الموقف ممن يرفض الحوار معلوما . وان تكون هناك ٱلية رسمية وشعبية في منتهى القوة والإنضباط لإنفاذ مخرجات الحوار ؛ والرد على رافضي الإنصياع للإجماع الوطني .
هذا الحوار إذا تم بجدية وحزم وموضوعية وشمول سيؤتي ثمرة طيبة ؛ وإن تم التعامل معه بهذه الهلامية فلن يعدو أن يكون فقاعة صابون تضيع الوقت ولا تثمر شيئا !!

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى