مقالات

محجوب بخيت يكتب: وداعا عبد الكريم قباني صاحب الصوت الذي يلامس شغاف القلوب

محجوب بخيت يكتب: وداعا عبد الكريم قباني صاحب الصوت الذي يلامس شغاف القلوب

 

 

فجعت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون برحيل علم من أعلامها صاحب الصوت وسيادة الأداء العميق المغفور له بإذن الله المذيع الفذ عبد الكريم قباني
و برحيله تفقد الإذاعة السودانية جزءًا من روحها، وتسدل الستار على زمن كان فيه للكلمة رنين، وللصوت سحر.
لقد كان صوتُه لحنًا فريدًا، ينساب كالشلال العذب، تارةً

رقيقًا يلامسُ شغافَ القلوب في البرامج الثقافية والدينية والمنوعات، وتارةً جهوريا يصدح بالحقائق في نشرات الأخبار، تحمل كلَّ نبرةٍ منه بصمةً لا تُمحى. أثرى الأثير لعقود ببرامجَ خالدة، صقلت الأذواق، وأنارتِ العقول، ولامستْ الوجدان. كان صوته يحمل في طياته تاريخًا، وحضارة، ووعيًا، يربط الأجيال بعبق التراث وجمال اللغة.
وما يضاهي جمال الصوت، وعمق الأداء، هو سموُّ الروح

التي كانت تسكن هذا الجسد. لقد كان فقيدنا مثالًا حيا للأدب الصوفيِ والزهدوالورع، رجلًا تجسّدت فيه أسمى معاني الإنسانية النبيلة. كان مجلسه روضةً من القيم والأخلاق، تتجلى فيه خصال الكرامة والتواضع والنقاء. كان يحملُ همَّ الإنسان، ويُعلي من شأن الفضيلة، يوقّر الكبير، ويحن على الصغير، ويجسّد جوهر المحبة والعطاء.

اليومَ، وإن خَفَتَ الصوت وغابت الطلّة، فإن الأثر باق، والصدى حاضر في وجدان من أحبوه واستمعوا إليه. ستبقى برامجُه منارات تضيء الدرب للأجيال القادمة، وسيبقى صوته أنشودةً تردّدُها ذاكرة الوطن. لقد ترك إرثًا لا يُقدّر بثمن، من الفنِّ الراقي، والإعلام الهادف، والأخلاق الفاضلة.

رحمَ الله عبد الكريم قباني رحمة واسعة بقدرِ ما أعطى وأثرى، وبقدر ما أحبه الناس واحترموه.أحر التعازي لأسرته الصغيرة والكبيرة وكل الزملاء ولكل محبيه
إنا لله وإنا إليه راجعون.
محجوب بخيت

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى