محجوب بخيت يكتب: الحرب علي إيران والحرب علي السودان نفس الملامح والشبه

محجوب بخيت يكتب: الحرب علي إيران والحرب علي السودان نفس الملامح والشبه
تتشابه أصابع الحرب الخفية في السودان مع تلك التي طالت إيران يتضح ذلك إذا ربطنا بين الأحداث وملامح الاستهداف المنهجي الذي يثير الريبة ويستدعي التفكير
تتعدد أوجه الشبه التي تدفعنا للتساؤل حول وجود “أصابع إسرائيلية” في حرب السودان مستندين إلى ما جرى في إيران من حيث استهداف العقول والركائز
العلميةفي كلا السيناريوهين، ضرب المراكز البحثية وتصفية العلماء هدف رئيسي للقصف والتخريب ففي إيران، اغتيالات متكررة للعلماء النوويين وتدمير المنشآت البحثية سمةً بارزة. وفي السودان، استهداف مماثل للمراكز الفكرية والبحثية والجامعات والعقول التي تشكل أساس التطور والتقدم، ما يشي برغبة في شل القدرات الذاتية للدولة. وفي مجال تدمير البنية
التحتيةوالخدمات تتشابه الهجمات على الموانئ والمرافق الخدمية الحيوية كالمياه والكهرباء هذه الاستهدافات ليست عشوائية، بل تهدف إلى إغراق البلاد في الفوضى والعجز، وحرمان المواطنين من أبسط مقومات الحياة لدفعهم نحو اليأس والتمرد يحدث ذلك في إيران حيث سعت العقوبات والهجمات السيبرانية إلى إضعاف بنيتها التحتية.
عامل آخر تتجلى فيه القسوة في استهداف المدنيين بالقتل والتشريد والتهجير القسري. هذا البعد الإنساني المأساوي، الذي نشهده في إيران من خلال الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين شهدناه في السودان بصور أكثر وحشية. فتهجير السكان من ديارهم ليس مجرد نتيجة عرضية للحرب، بل كان هدفًا بحد ذاته لإحداث تغيير ديمغرافي و لخلق فوضى اجتماعية تخدم أجندات معينة هذا فضلاعن صمت المجتمع الدولي وعدم قدرته علي إتخاذ قرارات رادعة
إن هذه التشابهات وغيرها مما لايتسع المجال لذكرها تفصيلا تعتبر دليلًا قاطعًا على تدخل مباشر أوغير مباشر وتفتح الباب واسعًا أمام التساؤل عن الجهات التي تستفيد من هذه الفوضى، وتلك التي تتقن فن تدمير الدول من الداخل، مستخدمة أدوات متشابهة وأنماطا متكررة في الاستهداف
أخيرا يبقى الأمر بحاجة إلى تحقيق معمق للكشف عن الحقائق وراء الستار وإن كانت لاتحتاج الي ذلك
فالبيب بالإشارة يفهم
محجوب بخيت