مجزرة سنقو تكشف مواضع الضعف و الخلل!!
جماجم النمل
الحسين ٲبوجنه
(1) من صميم واجبات وزارة الداخلية في ٲي دولة حفظ الٲمن ومكافحة الجريمة بكل ٲنواعها، من خلال خطط عمل متنوعة ومتباينة، يتم تنفيذها بإحترافية بواسطة قوات نظامية متدربة ( تسمي الشرطة ) تزخر بإمكانيات بشرية ومادية مهولة تعينها في ٲداء واجباتها وتنفيذ مهامها المختلفة وعلي خلفية هذه الحقيقة تعتبر الشرطة فصيل مهم جدا ومتقدم في منظومة القوات النظامية السودانية.
(2) وتاريخ الشرطة السودانية حافل بالإنجازات ومرصع بنجوم الإنجاز في عدة مجالات لايتسع المجال لذكرها ومكافحة المخدرات واحدة من الخلايا المهمة والفاعلة في مكونات الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية ولٲهميتها تحظي بإهتمام يوازي تماما دورها في التصدي لجريمة المخدرات التي ٲصبحت تؤرق المجتمع الدولي لدرجة الإهتمام بإنشاء وتكوين العديد من الٲجسام التنسيقية بغرض محاربة المخدرات والحد من خطورتها والتقليل من ٲثارها..
(3) وٲصبح من الواجب حتما ٲن تواكب وزارة الداخلية السودانية مستوي التطور العالمي الذي تم في مجال محاربة جريمة المخدرات، وبمعني ٲدق يفترض ٲن تكون وحدة مكافحة المخدرات بالمركز والولايات علي مستوي عالي من التٲهيل والتدريب والإمكانيات المادية في مجال مكافحة الحشيش (المنتج محليا) وبقية المخدرات المجلوبة من الخارج، وخاصة قد إتخذت عدة ٲشكال وٲسماء وٲنواع باتت متطورة بشكل مذهل يكاد يسابق الريح..
(4) ومعلوم بالضرورة في فقه العمل البوليسي ٲن الجريمة تطور نفسها بصورة تواكب المتغيرات في عالم مكافحتها وهو مايعرف بنظرية رد الفعل.
ولكن يبدو أن وزارة الداخلية لم تبذل ماهو مطلوبا وضروريا في مجال تطوير وترقية وحدة مكافحة المخدرات بالرغم من تجنيبها لمبالغ مهولة من المليارات أشار اليها المراجع العام في عدة تقارير سنوية، فليس من المنطق أن تدفع وزارة الداخلية ممثلة فى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بعدد(8) ثمانية مركبة متهالكة لمحاربة زراعة وحصاد البنقو في سنقو حيث أكبر المساحات لزراعته وبيعه علي مستوي قارة افريقيا.
(5) كان ومازال من ٲوجب واجبات وزارة الداخلية ٲن تقوم بتحريك ٲطواف المكافحة الي تلك المناطق النائية الوعرة بالتنسيق المحكم مع لجنة ٲمن الولاية التي يرٲسها الوالي، وذلك بغرض الإطلاع علي الخطة وتقييمها قبل تنفيذها علي الٲرض، لإعتبارات تتعلق بأهمية إشراك أمن الولاية في كافة المراحل من حيث الإعداد والتنفيذ والتقييم والتقويم وتحمل التبعات والتداعيات التي قد تطرٲ لاحقا. ويبدو ٲن هزيمة طوف المكافحة والقضاء عليه قد تمت عبر هذه الثغرة التنسيقية علي خلفية عدم القدرة علي تحديد معالم أرض المعركة وحجم العدو وإمكانياته.
(6) ما حدث من قتل بتشفي لقوات مكافحة المخدرات بٲحراش سنقو يعتبر جريمة عسكرية مكتملة الأركان من شٲنها ٲن تضعف هيبة الشرطة السودانية.
ولتصحيح الٲخطاء التي تمت وتفادي تكرارها يجب إجراء تحقيقا شاملا و محاسبة فورية علي القصور، تطال كافة المسؤولين بوزارة الداخلية بدءا بالوزير وإنتهاء بمدير شرطة الولاية..
وليس هناك ما يمنع لجان التحقيق والمحاسبة من الوقوف طويلا عند محطة إيجاد البديل لزراعة البنقو ومن ثم الدخول علي مكتب والي جنوب دارفور لمعرفة ماذا وراء عدم إلمامه بتفاصيل هذا المتحرك الذي تعرض لإبادة بسبب تواضع الإمكانيات وغياب التنسيق مع الولاية بشٲن تفاصيل خطة العمل..
(7) حاجة ٲخيرة : الرحمة والمغفرة لشهداء الواجب وكل المواساة لٲهل الموتي..آمييين !!