الأخبارالإقتصاديةالسودان

(متحور كورونا) .. تعميق وتفاقم الأزمة الاقتصادية

(متحور كورونا) .. تعميق وتفاقم الأزمة الاقتصادية

تقرير: سنهوري عيسى

قبيل أن تتجاوز اقتصادات الدول حالة الصدمة التي ظلت تعيشها منذ أكثر من عام جراء تفشي فيروس كورونا الذي طالت آثاره كل دول العالم وأحدث ركودا اقتصاديا عالميا، تفاجأ العالم الآن بظهور ما يسمي (متحور كورونا) والذي فاقم من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا ، بل وآثار المخاوف من مغبة زيادة عدد الوفيات والعودة إلى حالة الإغلاق التام وحظر السفر ليتاثر بذلك قطاع النقل بكافة أنواعه كما تتأثر الآن كل القطاعات الاقتصادية خاصة قطاع النفط والغاز والصناعة والزراعة والصحة والتعليم.
ويري خبراء اقتصاديون أن متحور كورونا سيعميق ويفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها كل دول العالم وخاصة تلك الدول التي من أزمة اقتصادية ومن بينها السودان والذي ستتعمق وتتفاقم ازمته الاقتصادية نتيجة لفقدانه المساعدات الخارجية للسيطرة على إنتشار فيروس كورونا وتوفير اللقاحات ومراكز العزل ، وفقدان الدعم الخارجي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي وامتصاص الآثار الاجتماعية الناجمة عن سياسات الإصلاح الاقتصادي بجانب ضعف قدرة الدولة على توفير اللقاحات ومراكز التطعيم وتوفير الجرعة الثالثه للسيطرة على متحور كورونا.

تاثير عالمي

ويري دكتور هيثم محمد فتحي الباحث الاقتصادي، ان المتحور الجديد لفيروس كورونا ”
أوميكرون ” أثار قلقًا عالميًا، حيث عانت البورصات الأمريكية و الأوروبية والخليجية وبورصات دول شرق آسيا واليابان من أكبر انخفاضاتها منذ أكثر من عام، إذ يشعر المستثمرون بالقلق، خاصة أن الفيروس المتحور يقلص التقدم الذي تم تحقيقه على مدار شهور في السيطرة على جائحة فيروس كورونا .
واضاف: علي اثر تلك المخاوف تهاوت الأسواق المالية ، لا سيما أسهم شركات الطيران وغيرها في قطاع السفر ، و النفط الذي تراجع بنحو 10 دولارات للبرميل، كما تراجعت أسهم بعض شركات الطيران العالمية الكبرى بأكثر من 10٪، فضلا عن اغلاق مؤشر داود جونز الصناعي منخفضًا 2.5٪ ، هو أسوأ يوم له منذ أواخر أكتوبر 2020 ، وشهدت الأسهم الأوروبية اسوء يوم لها منذ 17 شهرًا.
ونوه الى أن العملات المشفرة تكبدت خسائر كبرى، حيث شهدت عملة البيتكوين موجات بيع وانخفضت بنسبة 8.4٪ إلى 54179 دولارًا.

اثار محسوسة

ونوه د.هيثم الى ان الآثار الاقتصادية للفيروس المتحور بدات محسوسة بالفعل في عدة دول، حيث تخضع الرحلات الجوية بين جنوب إفريقيا وأوروبا للحجر الصحي أو تم إغلاقها تمامًا، بينما شددت عدة دول أخرى من بينها مصر والهند واليابان وإسرائيل وتركيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول شمال افريقيا فرض بعض القيود على السفر، وهذا يعني المزيد من الخسائر للاقتصاد الوطني، وستعاني العديد من القطاعات الاقتصادية بسبب هذه القيود.

تأثر الموانئ

واضاف: الموانئ وساحات الشحن ستكون معرضة للتوقف بسبب تفشي الفيروس المتحور الجديد، وربما تفرض الدول مزيد من الإغلاقات في ضوء ما سيكشف عنه الأبحاث عن مدى فاعلية اللقاحات في التحصين ضد الفيروس المتحور، ما يعني مزيد من الخسائر للاقتصادات.

مكاسب مصنو اللقاح

وأكد د.هيثم ان مصنعو لقاح فيروس كورونا من بين أكبر المستفيدين من ظهور هذا الفيروس المتحور الجديد وسوف ترتفع أسهم تلك الشركات، بينما تميل الصين إلى اتباع نهج صارم في التعامل مع
جائحة.كورونا ويمكن أن تقرر إغلاق المصانع والموانئ ، مما يضيف إلى الاختناقات الحادة في سلسلة التوريد الحادة .

تأثر الإقتصاد السوداني

وحول تأثير متحور كورونا علي الإقتصاد السوداني يري دكتور هيثم أنه ستكون التأثيرات المرتبطة باضطرابات سلاسل التوريد والشحن وتوقف الإنتاج في بعض الدول الموردة للسلع والمنتجات، ومن المتوقع أن يكون التأثير على الاقتصاد السوداني غير محدود.

تفاقم الازمة الاقتصادية

وفي السياق يري دكتور أحمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي،
أن ظهور متحور كورونا الجديد سيعمق ويفاقم الاثار الاقتصادية التي خلفها ظهور فيروس كورونا قبل أقل من عام على كل الاقتصادات العالمية وخاصة اقتصاديات الدول التي تعاني من أزمة اقتصادية ومن بينها السودان.
واضاف التجاني: ستستمر الآثار الاقتصادية والمضاعفات السالبة الناجمة عن فيروس كورونا خاصة تأثيره على قطاع العمل والإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي بصورة أكبر واعمق تأثير ، ولذلك سيكون للمتحور الجديد آثار كبيرة على كل دول العالم وخاصة التى ظهر بها كجنوب افريقيا فضلا عن تأثيره على المناعة والصرف علي التطعيم ومراكز العزل.

تأثير المتحور على السودان

وأكد دكتور أحمد التجاني أن تأثير متحور كورونا علي السودان سيظهر بوضوح في قطاع الإنتاج والعمل وقطاع النقل والخدمات والموانئ والقطاع الصحي الذي يعاني من عدم توفر مراكز التطعيم وجرعات التطعيم وخاصة الجرعة الثالثه للسيطرة على المتحور، تأثر القطاع الصحي بفقدان الدعم الخارجي منذ الإجراءات التصحيحية التي نفذها الجيش بجانب فقدان الدعم الخارجي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ تنفيذه منذ العام الماضي وامتصاص الآثار الاجتماعية الناجمة عن سياسات الإصلاح، فضلا عن تأثير المتحور علي قطاعات الإنتاج والنقل البحري والجوي والبري وارتفاع الأسعار وانعدام السلع مع قرب اغلاق الشرق والموانئ .

الحل في تدفق الدعم الخارجي

وأكد دكتور أحمد التجاني أن الحل لتجاوز الوضع الاقتصادي المتازم بالبلاد يكمن في عودة وتدفق الدعم الخارجي للسيطرة على متحور كورونا وتقليل الإصابة والوفيات وتخفيف آثاره السالبة علي قطاع العمل والإنتاج وتوفير الموارد للصرف على مجابهة المتحور.
ودعا في هذا الصدد وزارة الخارجية لقيادة حملة دبلوماسية لجذب الدعم الخارجي للسيطرة على متحور كورونا وتقليل الإصابة والوفيات وتخفيف آثاره السالبة علي الإقتصاد الوطني

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى