مقالات

ماجدة البشير محمد تكتب: يا النور اخوي!

ماجدة البشير محمد تكتب: يا النور اخوي!

 

 

ما يتم تداوله في مواقع التواصل الإجتماعي عن مآسي الحرب المدمرة يوجع القلب ويصيب النفس بالحسرة والغبن الشديد ،

وكان أكثرها ما يدمع الأعين (وجعاً) رسالة تلك المرأة الباكية التي ملأت الأسافير خلال الأيام القليلة الماضية ،
سميتها أم مصعب ، وقد حكت بطريقة يتفطر لها القلب عن شقيقها النور ومعاناتها وكيف انها نزحت وتشردت من قرية الي قرية في شرق الجزيرة،

وكيف ذاقت الويل وتعبت في اصطحاب والدتها الكبيرة في السن وعن فقدها لبناتها وولدها،
وتختم بقولها :
(كان فعلا مصعب مات الله يصبرني يا النور الله يصبرني)،،

هي رسالة استغاثة يائسة من كل امرأة خرجت من دارها ، وهي رسالة كل اسرة طالها التشرد والإذلال والنزوح،،
قري الحزيرة او عموم أهل الحزيرة هم اناس بسطاء، يعيشون في سلام ومحبة ومعروفين بالكرم والنخوة والطيبة المفرطة،

وما حدث لهم وما مازال يحدث يعتبر بكل المقاييس فوق احتمالهم لأنهم اعتادوا على العيش في أمن وسلام وبأبسط مقومات الحياة و(قانعين) بالقليل منها،،
ام مصعب نحسب انها كانت تعيش في منزلها ووسط

اسرتها في امان وسلام ولا نحسبها ممن تملك الحرير والذهب والمال ولا من سيدات الاعمال حتي تلاقي نفسها مجبرة علي مغادرة منزلها المتواضع ،،
رسالة ام مصعب لا تخصها فقط ، فهي رسالة كل أم لاقت نفس مصيرها والنور اخو الكل

كل يريد ان يشكي ويحكي لمثل النور،،،
عند سماع كلمات ام مصعب يجف المداد حتي قبل بداية الكتابة ومهما سطرنا كل الدفاتر وأكملنا مداد بحار الدنيا فلن نستطيع ان نحكي عن شعورها او حساسنا تجاهها ولا تجاه ما يحدث في قري شرق الجزيرة ولا في السودان عموما

لك الله يا ام مصعب، ولكن الله يا نساء بلادي،
وكان الله في عون النور وهو يقف مكتوف الأيدي أمام مناشدة اخته له ،،،

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى