لماذا لا يتحدث ميسي الإنجليزية؟
بعد كل مباراة لمنتخب الأرجنتين، يصطف بالمنطقة المختلطة للملاعب الصحفيون الأجانب الذين لا يتحدثون الإسبانية أو البرتغالية، بانتظار لاعبي “التانغو” لأخذ حديث خاص منهم، لكن الجواب يكون “لا نتكلم الإنجليزية”، ويفضلون الذهاب إلى الإعلام المحلي أو الذي يفقه لغتهم.
ومن بين هؤلاء كانت الجزيرة نت، إذ عانينا لأخذ تصريح خاص من قائد الفريق ليونيل ميسي، ولم ننجح إلا بعد الاستعانة بصديق هو أحد المترجمين المتطوعين، فكان وسيطا بيننا وبينه.
لكن، لماذا لا يتحدث نجم بحجم وتاريخ ميسي، وهو على مشارف إنهاء مسيرته الكروية، أي لغة ثانية؟!
هذا الأمر ظهر جليا خلال حفل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لسحب قرعة دوري أبطال أوروبا عام 2019، عندما وجهت المحاورة سؤالا لميسي وكريستيانو رونالدو، فالأول أجاب بالإسبانية والثاني بالإنجليزية، وحتى بعد عامين من وجوده في باريس، فإنه لم يتعلم الفرنسية أو يتحدث بها.
فما القصة إذن؟ ولماذا لا يتحدث ميسي بالإنجليزية في المقابلات وحفلات توزيع الجوائز التي يعد هو ورونالدو ضيفيها الدائمين في العقد الأخير؟
ميسي نفسه يجيب عن هذا السؤال في كواليس إحدى المقابلات التي أجراها في يوم تقديمه لاعبا لباريس سان جيرمان الموسم الماضي، ويكشف للصحفي أنه بدأ بتعلم اللغة الإنجليزية قبل عام ونصف، ورغم ذلك لم يستطع إجادتها بعد لكنه يتكلم إنجليزية “مكسرة”، ويسأله الصحفي هل تتعلم اللغة من أجل الحديث مع الحكام؟ فيضحك ميسي ولا يجيب.
وأوضح ميسي أنه يفهم أي سؤال أو حديث باللغة الإنجليزية، “لكن لأجيب عنها وأتحدث بها أحتاج للمزيد من الوقت”.
ولكن يبدو أن حالة ميسي ليست خاصة، بل هي عامة وتتعلق بلاعبين قادمين من أميركا الجنوبية وأصبحوا نجوما في أوروبا ولعبوا في الدوري الإنجليزي، ومع ذلك فإنهم لا يتحدثون الإنجليزية.
فمثلا، بعد مواجهة البرازيل وكوريا الجنوبية، طرحنا أسئلة على البرازيلي ريتشارليسون مهاجم توتنهام الحالي وإيفرتون السابق، لكنه لم يجب، وعندما قلنا له “أنت لاعب بالبريميرليغ، لماذا لا تجيب عن السؤال؟”، توقف وسمع السؤال باللغة الإنجليزية ولكنه أجاب بلغته الأم.
وهذا حصل أيضا مع لاعبين أمثال الأرجنتيني كارلوس تيفيز ومواطنه أغويرو الذي لعب لسنوات في مانشستر سيتي، والمهاجم التشيلي ألكسيس سانشيز لاعب أرسنال السابق.
هذا الأمر كان لافتا، مما دفعنا لطرح السؤال على أليخاندرو الصحفي الأرجنتيني الذي شرح لنا أن “اللغة عادة ما تكون مشكلة للاعبي أميركا الجنوبية الذين يلعبون خارج القارة”.
وتابع أنه “من العوامل الرئيسية هو أن هؤلاء اللاعبين قادمون من بيئات فقيرة جدا، ولم يتلقوا الحد الأدنى من التعليم في نشأتهم، فمنهم من غادر بلاده قبل أن ينهي دراسته الابتدائية حتى مثل ميسي الذي اتجه إلى إسبانيا فلم يحتج لتعلم لغة جديدة، ومنهم من تركوا بلادهم قبل وصولهم إلى الثامنة عشرة، وهذا كله يؤدي إلى نتيجة واحدة: صعوبات في تعلم لغة جديدة وعدم وجود تواصل بين اللاعب وأي مجتمعات أو بيئات بعيدة عن بيئته ولغته”.