الأخبارالعالمية

لطالما تم تجاهله.. دور حيوي للحيتان في تنظيم دورة الكربون على الأرض

محمد شعبان

لطالما تم تجاهله.. دور حيوي للحيتان في تنظيم دورة الكربون على الأرض

نظرا لحجمها الكبير وطول أعمارها وتناولها لأطنان من الكريل يوميا، هل يمكن للحيتان أن تسهم في إبطاء التغير الحراري؟

أفادت دراسة حديثة قادها علماء من جامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية (University of Alaska Southeast) بإمكانية عزل الكربون باستخدام أكبر حيوان على سطح الأرض؛ الحيتان.

وقد استكشف الباحثون، في ورقتهم البحثية التي نشرت في دورية “تريندز إن إيكولوجي آند إيفولوشن” (Trends in Ecology and Evolution) في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الكيفية التي تستطيع بها هذه الكائنات البحرية العملاقة التأثير على كمية الكربون في الهواء والمياه، والتي من المحتمل أن تسهم في تقليل إجمالي ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.

الحيتان تستطيع تخزين 22% من إجمالي الكربون على الأرض (بيكسابي)

مستودعات كربون طبيعية

ووفقا للبيان الصحفي الذي أصدرته غرفة أخبار دورية “سيل” (Cell Press) ونشر على موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert)، فإن من الممكن أن يصل وزن الحيتان إلى 150 طنا، ويمكنها العيش أكثر من 100 عام.

وكغيرها من الكائنات الحية، فإن الكتلة الحيوية الضخمة للحيتان تتكون بشكل كبير من الكربون، ومن ثم فإنها تعدّ من أكبر أحواض الكربون السابحة في بطن المحيط. ويشار إلى أن هذا النظام البحري يعد مسؤولا عن تخزين 22% من إجمالي الكربون على الأرض.

ونظرا لكونها تمثل مستودعا كبيرا للكربون، فإن “فهم دور الحيتان في تنظيم دورة الكربون يعتبر من المجالات الحديثة الناشئة والمهمة التي تحاول إيجاد إستراتيجيات للحفاظ على البيئة البحرية وتغير المناخ”، حسب ما تقول هايدي بيرسون، قائدة الدراسة من جامعة ألاسكا الجنوبية الشرقية.

ولم لا؟ فالحجم العملاق وطول عمر الحيتان يسمحان بأن يكون لها تأثيرات قوية على دورة الكربون، وذلك عن طريق تخزينها للكربون بشكل أكثر فاعلية من الحيوانات الأصغر، وكذلك من خلال تناولها لكميات كبيرة من الفرائس، وإنتاجها لكميات كبيرة من الفضلات.

الحيتان تستهلك 4% من وزن أجسامها الضخمة من الكريل والعوالق النباتية (بيكسابي)

آلية التأثير على دورة الكربون

وللحيتان أيضا دور في التأثير على ديناميكية المغذيات ودورة الكربون في المحيط، فحيتان البالين على سبيل المثال تقوم بواحدة من أطول الهجرات على سطح هذا الكوكب؛ الأمر الذي يحدث تغييرا في ديناميكية المغذيات تبعا لهجراتها الطويلة.

وتستهلك الحيتان ما يصل إلى نحو 4% من وزن أجسامها الضخمة من الكريل والعوالق النباتية (التي تعتمد على التمثيل الضوئي) كل يوم. وبالنسبة للحوت الأزرق، فإن هذا الحجم يعادل نحو 8 آلاف رطل.

وعندما تنتهي الحيتان من هضم طعامها، فإنها فضلاتها تكون غنية بالعناصر الغذائية المهمة التي تساعد الكريل والعوالق النباتية على النمو والازدهار، ومن ثم زيادة عميات التمثيل الضوئي وتخزين الكربون من الغلاف الجوي.

الصيد الجائر أدى إلى انخفاض أعداد الحيتان بنسبة 81% (بيكسابي)

خطر محدق

يمكن للحيتان الزرقاء العيش حتى 90 عاما. وعندما تموت هذه الحيتان، فإن أجسادها تبلى ومن ثم ينتقل الكربون الذي تحتوي عليه إلى أعماق المحيطات حيث يتحلل. وتُكمل هذه الدورة مضخة الكربون البيولوجية، حيث يتم تبادل المغذيات والمواد الكيميائية بين المحيط والغلاف الجوي من خلال مسارات بيولوجية وجيولوجية وكيميائية معقدة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصيد الجائر أدى إلى انخفاض أعداد الحيتان بنسبة 81%، مما سيحمل تبعات غير معروفة على مضخة الكربون البيولوجية تلك. ولذا، فإن الباحثين يؤكدون أن “تعافي الحيتان لديه القدرة على إحداث تعزيز مستدام لمخزون الكربون في المحيط”، وذلك يتطلب بلا شك آليات فاعلة ومتداخلة للحفاظ عليها.

المصدر : مواقع إلكترونية + يوريك ألرت

 

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى