الأخبارالإقتصاديةالعالمية

كن مثل “رجل أميركا المرفوض”.. استغل الرفض الوظيفي لتأسيس مشروعك

شيماء عبد الله

كن مثل “رجل أميركا المرفوض”.. استغل الرفض الوظيفي لتأسيس مشروعك

الخروج من دائرة الأمان بفقدان وظيفتك التي أمضيت فيها سنوات طويلة، ليس بالأمر الهيّن. والبدء من جديد، مهما سمعت من إرشادات عن كونه الأفضل، يبقى دائما محفوفا بالأخطار، ويبقى البحث عن وظيفة مرهقا ومحبطا في غالب الأحيان، خصوصا حين ترتبط وظيفتك بقلة في المعروض ووفرة بالعاملين في المجال. وربما تدفعك كل تلك الأسباب إلى اليأس والاكتئاب، لا سيما إذا كان الرفض يرافقك في أوقات كثيرة.

تعد البطالة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة، وفق دراسة في جامعة ييل الأميركية، إذ اكتشف الباحثون علاقة مباشرة بين البطالة والوفاة. وقال الباحث هارفي برينر إن الوظيفة هي العنصر الأساسي للوضع الاجتماعي، وهي تؤسس للفرد كعضو مساهم في المجتمع، ولها أيضا آثار مهمة على احترام الذات وتقديرها. وعندما يفتقد الإنسان تلك الأشياء، يكون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق وأمراض القلب والكثير من الأمراض الأخرى.

ورغم صعوبة البطالة، فإن البحث عن وظيفة من أكثر المهام إرهاقا في الحياة. وغالبا ما تكون عملية الترشيح والمقابلات غير ودّية، وقد تصل إلى القسوة أحيانا. لذا، كان البحث عن عوامل من شأنها تخفيف حدة توتر المقابلة، حتى لا يصبح البحث عن وظيفة قاتلا هو الآخر.

ووفق مقال نشره موقع “سيكولوجي توداي” (Psychology Today)، فإن الانتظار في مراحل التوظيف، بين ملء الاستمارات وإجراء المقابلات يمكن أن يهز ثقة أكثر المتفائلين. فعندما يتعيّن على المرء أن ينتظر أسابيع وأحيانا شهورا فقط ليتم رفضه، قد يتسبب الأمر بالإحباط وفقدان ثقته في النفس، وهذا ينطبق على أي شخص يبحث عن وظيفة.

غالبا ما تكون عملية الترشيح والمقابلات غير ودّية، وقد تصل إلى القسوة أحيانا (غيتي)

تروي كاتبة المقال جينا سيمونز شنايدر -وهي معالجة نفسية ومدرّبة مهارات حياتية- تجربتها مع دانيال صدّيقي الرجل الذي وصفته المواقع الأميركية “بالرجل الأكثر رفضا في أميركا”. فقد قررت جينا مساعدة صدّيقي والتعلم من آلامه التي خلّفها رفضه في عشرات الوظائف التي تقدم إليها، بعد تخرجه بدرجة علمية عليا في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا، ويمتاز بمهارات متعددة. لكنه على الرغم من ذلك، تم رفضه في 120 مقابلة عمل، وأرسل أكثر من 18 ألف رسالة بريد إلكتروني وأجرى 5 آلاف مكالمة هاتفية.

ما فعله صدّيقي بعد كل ما تعرّض له من رفض، كان بمثابة العلاج الذي شفى روحه من الآثار المدمرة التي كادت تفتك به. ففي محاولة يائسة لاغتنام فرصته الخاصة، ألّف كتابه “50 وظيفة في 50 ولاية: رحلة رجل واحد للاكتشاف عبر أميركا”.

وهكذا، استغل صدّيقي رفضه الوظيفي ليؤسس برنامج تدريب لطلاب الجامعات، ويحصل المشاركون من خلاله على ائتمان جامعي أثناء استكشافهم 5 وظائف في 5 ولايات طوال 5 أسابيع.

التجارب التي مر بها صدّيقي أثناء تقديمه على الوظائف، تصفها جينا بأنها “مريعة”، ففي بعضها لم يتلق ردا بعد سيل من الاختبارات. ومرة أخرى، بعدما لفت أنظار المديرين وتشجيعهم ووعودهم له بمزايا الوظيفة، عرف بعد أسبوعين أنها كانت من نصيب شخص آخر. وذات مرة، وصل صدّيقي إلى مكان الاختبار، وكان على مسافة ساعة، في الموعد المحدد، لكنه فوجئ بأن مدير التوظيف لم يحضر.

وتؤكد البحوث أن 80% من الوظائف يتم شغلها من خلال الاتصالات الشخصية أو المهنية. وفي كل وظيفة ترى إعلانها، يتم إرسال 250 سيرة ذاتية على الأقل، ويتم استدعاء 2% منها للمقابلة. ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن أن أيا من المرشحين سيكون مؤهلا حقا للوظيفة.

كيف تتجنب الشركات التسبب في ألم غير ضروري؟

يمكن لمديري التوظيف منع المواقف غير الضرورية المسبّبة للتوتر، من خلال بعض التغييرات البسيطة. وتشرح الخبيرة النفسية جينا شنايدر أنه في إمكان أصحاب العمل تقليل الضرر الناجم عن الرفض، وذلك من خلال 5 طرق يستطيعون من خلالها العثور على أفضل المرشحين في أقل قدر من المعاناة النفسية:

يمكن لمديري التوظيف منع المواقف غير الضرورية المسبّبة للتوتر، من خلال بعض التغييرات البسيطة (غيتي)

أولا: الوقت مهم

يجب أن تتفق لجان الموارد البشرية على جدول زمني وإدراجه في الوظيفة، للحد من عدد المتقدمين وتعيين مدير توظيف لاتخاذ القرار النهائي. وقد وجدت شركات، مثل “غوغل” و”أمازون” أن أي اختبارات توظيف تزيد عن 5 مقابلات لا تقدم أي فائدة إضافية، بل تزيد من أخطار التوتر وتفاقم القلق.

ثانيا: التواصل بشكل واضح وسريع

الرد الواضح والمباشر يقلل من شبح القلق، حتى لو كان الخبر سيئا وتم الرفض في الوظيفة. لذا، احرص على التواصل الجيد مع الآخرين، مثلما تريدهم أن يتواصلوا معك بشكل جيد.

يمكنك أن تكتب رسالة إلكترونية موحدة، أو إجراء مكالمة هاتفية تخبرهم فيها بأن الوظائف المتاحة غير مناسبة لهم، وأنك تضعهم في اعتبارك للفرص المستقبلية.

ثالثا: الحد من المتقدّمين للاختبارات

ويكون ذلك من خلال التدقيق في المهارات المطلوبة، وعدم اللجوء إلى الإعلانات الوهمية.

رابعا: لا تطلب أفكارا أو بحوثا أو عروضا مجانية

إذا كان ضروريا أن ترى عروضا تقديمية من المرشحين للوظيفة، عليك أن تدفع مقابلا لأفضلها على الأقل، حتى لو لم يتم اختياره، وذلك مقابل وقتهم وجهدهم. ومن شأن هذا أن يخفف من وطأة الرفض على المرشح، ومن ناحية أخرى سيساهم في تكوين صورة ذهنية جيدة عن شركتك.

خامسا: دع المرشح يقرّر

يستبعد مديرو التوظيف المرشحين أحيانا بناء على افتراضات عشوائية، مثلا كأنه لن يرغب في الانتقال من بلدته إلى بلدة أخرى، أو قبول منصب أقل، أو العمل لساعات إضافية.

المصدر : مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى