الأخبارالعالمية

في ظلّ تقلب الأسواق العالمية.. خدمات البث المنزلي ملاذ آمن للمستثمرين

في ظلّ تقلب الأسواق العالمية.. خدمات البث المنزلي ملاذ آمن للمستثمرين

منذ زمن بعيد، توافد الناس على دور السينما لمشاهدة الأفلام التي جنى منها الممثلون والمستثمرون المال، كما حققت بعض الشركات أرباحا كبيرة من خلال التسويق.

وفي مقاله الذي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية، قال الكاتب سيمون إيدلستن إن هذه الديناميكية لم تعد قوية كسالف عهدها، إذ باتت تقدم صناعة الإعلام المتغيرة حالة مثيرة للاهتمام، مع دروس أكثر أهمية للمستثمرين. وفي الآونة الأخيرة، أصبح “وقت الشاشة” مرآة تعكس المشهد المتغير للصناعة.

ذكر الكاتب أن عدد الوسائط التي نستخدمها لم يتغير فحسب، بل تغيّرت أيضًا طريقة استيعابنا لها. وتشير الأبحاث التي أجرتها “أوسويتش”(Oswich) إلى أننا نقضي في المتوسط ​​241 دقيقة في مشاهدة التلفزيون كل يوم، و109 دقائق على مواقع التواصل الاجتماعي، و286 دقيقة على الإنترنت، و75 دقيقة في الاستماع إلى الموسيقى.

ربما تدهور وضع صناعة الأفلام بشكل مطرد، لكن السبب الرئيسي لذلك هو التكنولوجيا. لقد أدت خدمات البث إلى تغيير اقتصاديات هذه الصناعة، وتطوّرت أجهزة التلفزيون كثيرًا لدرجة أن تجربة السينما المنزلية تنافس دور السينما. ففي الوقت الحالي، لست مضطرًا للجلوس بجوار شخص غريب لمشاهدة فيلمك المفضل وبإمكانك إيقاف الفيلم للذهاب إلى الحمام أو تحضير عصير، ومع ذلك لا تزال السينما تحتفظ ببعض السحر.

عانت “تايم وورنر” (Time Warner) من سوء الإدارة، ولكن تم دمجها الآن مع قناة “ديسكفري” (Discovery) لتصبح “وورنر برذرز ديسكفري” (Warner Bros. Discovery)، مع بث محتواها عبر منصة “إتش بي أو ماكس” (HBO Max). وستصبح هذه الخدمة متاحة في المملكة المتحدة عام 2025، ولكن منْ مِنَ المستخدمين لديه القدرة على الاشتراك في خدمة أخرى؟

يمكن لآبل وأمازون تقليد نتفليكس بصفتهما صانعتي برامج ومشترتين ومفوضتين، لكن هذا لا يجعلهما شركات إعلامية.

وأكد الكاتب أن وقت الشاشة هو أحد أهم محركات هذا القطاع، حيث يمثل 12% من محافظنا الاستثمارية. ربما أضرّت بنا نتفليكس، لكن أداء عمليات بيع شركات الاتصالات الأخرى كان جيدًا في الأشهر الثلاثة الماضية. ارتفع سهم “سنغافورة تيليكوم” (Singapore Telecom) بنسبة 3%، وسهم “كي بي إن” (KBIN) بنسبة 7%، و”نيبون تي تي” (Nippon TT) بنسبة 11%، وشركة “إيه تي آند تي” (AT&T) بنسبة 17%.

بعبارة أخرى، إن المستثمرين يجنون المال ليس من مقدمي المحتوى وإنما من الشركات التي نعتمد عليها جميعًا للوصول إلى هذا المحتوى. ولهذا السبب، يمكن أن تكون أرباح القطاعات التي تشهد أوقاتا مضطربة متقلبةً، وقد تحقق أرباحًا مخيبة للآمال على الرغم من نموها السريع بسبب المنافسة التي تحتدم في هذا القطاع بين شركات الإنتاج.

المصدر : فايننشال تايمز

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى