مقالات

عوض كلموب يكتب : الفقر السياسي الراهن هل من حل ؟

عوض كلموب يكتب : الفقر السياسي الراهن هل من حل ؟

 

خاطرة الجمعه

‏حسب الواقع الراهن والتعاطي السياسي الدائر…. لابد من سؤال هل سيشهد السودان اتفاق بين العسكر وجزء من الأحزاب المدنية برعايه دوليه؟؟؟ فلنفرض انه تم/أو لم يتم…. فقد تشكلت في الساحة العامة كتلة لتعارض الحكومة القادمة الانتقالية إن كونت . هذه الكتلة تمثل أحزاب من اقصى اليمين وآخرى من اقصى اليسار والحركات المسلحة المشاركة الآن و كيانات

جهوية (شرق السودان) وآخرى ، فجميعهم اجمعوا على معارضتها وعدم الاعتراف بها وبالتالي لن تحقق أي نجاح أو استقرار أو انتقال إلى انتخابات… سؤال آخر جوهري وحيوي جدا هل هناك نية قريبة او بعيدة لقيام انتخابات؟؟؟ ومن هو الراغب فيها ومن هو الرافض لها؟؟؟ ومن هو المستفيد من الحالة الراهنة على شكلها الحالي؟؟ في تقديري قد ينتج الوضع الراهن

تشكيل حكومة بصورة أو باخرى وبأي شكل لكن لن يكون هدفها الانتقال لانتخابات… ينقضي العام ٢٠٢٣ ويبدا العام ٢٠٢٤ و ينقضي ايضاً و الوضع كما هو عليه أو بحكومة ، وتستمر الظواهر المصاحبة (إغلاق الطرق-منابر-تفاوض-مظاهرات…الخ ) ، وفي هذه الأثناء سيكتمل تعطل أي شيء وفي كل شيء… المجتمع… الاقتصاد…. الإنتاج.

‏وفي هذه الأثناء تخبرنا المؤسسات الدولية والمنظمات (برنامج الغذاء العالمي) ان ثلث سكان السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب نقص الغذاء… و تخطرنا منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية أن السودان عادة مرة أخرى

وبعد قرابة الربع قرن إلى الدول الموبوءه او شريط شلل للأطفال في أفريقيا. وتفاجئنا وزارة الصحة الاتحادية في الخرطوم إلى اكتشاف ثمانية عشر الف حالة أو إصابة خلال ٢٠٢٣ بمرض الدرن (السل الرئوي المعدي ) وتوقعت الصحة اكتشاف خمسة و عشرون الف حالة جديدة خلال الشهور القادمة… إذن هو الجوع والمرض بجدارة وكفاءة هذا هو الإنجاز الذي تحقق وسوف نتوسع فيه في ظل الحكومة الراهنة … وقد يتهمنى آخر بأني متشائم… فسأقول …

-أن هذه الحالة الراهنة حتى تفضي إلى حكومة او اتفاق و تشكيلها أو تسمية أعضائها إن احسنت النية من عام إلى عام ونصف.
-الدمج والحركات وتوفيق أوضاع الجيوش تخيل كم من المال يحتاج والزمن إن احسنا الظن من عامين إلى أربع سنوات.
-تحضيرات الانتخابات وقانونها و تعدادها السكاني وتمويلها…الخ وبعد اتخاذ القرار بقيامها من عامين إلى أربع سنوات.

-والمهم الخروج من وحل السفارات و أجهزة المخابرات والتقاطعات الإقليمية والدولية و جيوش العملاء … كم يحتاج من الزمن.
-وهناك من حقق ثروة ومال يضاهي ميزانية الدولة و سلطة لم تكن في حسبانه يوما ما فهو باحث عن تأمين سلطته لاطول مدة ممكنة و سلامة ثروته .. كم يحتاج ذلك من الزمن.

‏لا أتوقع اتفاق يفضي إلى حكومة تفضي إلى انتخابات إن حدث اتفاق سيكون اتفاق جزء من الأطراف(دكتاتورية عنيفة) لضمان عدم قيام انتخابات لأطول فترة ممكنة، وفيها ومن خلالها سيعم المرض والجوع ويكتمل توقف كل شيء لأي شيء… حينها سنحتاج إلى فاتورة عالية التكلفة وزمن حتى نرجع لمحطة يوم ١٩ /أبريل/ ٢٠١٩ و نبحث عن الطريق الجديد و الصحيح.

‏السودان الآن يحتاج إلى خارطة طريق على طريقة الشعب السوداني وليس على طريقة البرهان و حمدان و الجماعه الباقيين تراعي الزمن والكلفة السياسية والاقتصادية والخروج من حالة الفقر السياسي الراهن وكل الظواهر المصاحبة ، فأمر بلادنا اصبح معقد جداً و الوقت حرج جداً و اوسع الشعب صبراً . سؤال للختام ؛ كل الحاكمين الآن و المتصارعين صنعتهم

ظروف تكليف حسب مؤسساتهم و مواقعهم و اصبحوا حكام ألا يمكن ان تستقبل خشبة المسرح كلها عسكريين و مفاوضين ؟؟؟ و يكلف قوي امين بتصريف اعمال و ادارة انتخابات فقط ، باختصار ما عندكم اي شي تقدموا للشعب السوداني و ارى استحالة ان تحكموا اكثر من ذلك .
‏وإلى أن نلتقي في خاطره قادمة ….

د/عوض كلموب
الجمعه ٢٠٢٣/٣/٣١

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى