الأخبارالسودانتقارير

عودة السودان للاتحاد الأفريقي..هل أصبحت مسألة وقت؟

تحرُّكات خارجية للخرطوم

عودة السودان للاتحاد الأفريقي..هل أصبحت مسألة وقت؟

الخرطوم: مريم أبَّشر
تحرُّكات مكثفة تقودها الجهات المعنية خاصة وزارة الخارجية لفك تجميد عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي والتي جاءت في أعقاب إجراءات الخامس و العشرين من أكتوبر العام الماضي, حيث تحرم القوانين والمبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي

الانقلابات العسكرية. ووفق متابعات بحسب (الصيحة) فإن السودان يسعى من خلال رئاسته لمنظمة الإيقاد وانعاش النشاط الخاص بها يعمل على الاستفادة من منبر الإيقاد لفك العزلة الإقليمية على السودان، وعبرها العزلة الدولية التي تسببت في وقف

الدعومات الإنسانية و التنموية التي رصدتها بعض الصناديق الدولية والدول وكذلك تجميد إعفاء ديون السودان بموجب مبادرة “الهيبك” للدول الأكثر فقراً. إذاً بعد التحرُّكات الدولية والإقليمية والسودانية هل أصبح فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي مسألة وقت؟

بعثة الآلية
في سياق هذا التحرُّك استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بعثة الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء برئاسة السفير علي الحفني، عضو لجنة الشخصيات البارزة بالاتحاد الإفريقي، بحضور د.سيف الدولة بشير عبدالله، المشرف العام المكلف للنيباد والآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، والسفير الزين إبراهيم حسين، مديرة إدارة الاتحاد الأفريقي بوزارة الخارجية. وقال د.سيف الدولة بشير، في تصريح صحفي: إن البعثة وصلت للسودان في إطار الإعداد لإطلاق

تقرير فجوة الحوكمة في السودان، مبيِّناً أن زيارة الوفد تجئ في وقت يتطلع فيه السودان لآفاق رحبة نحو المستقبل خاصة بعد توقيع الاتفاق الإطاري، مشيراً إلى أن البعثة عقدت اجتماعات مع الأمانة الوطنية للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء ومع وزيري الخارجية ورئاسة مجلس الوزراء المكلفين. وأضاف أن رئيس المجلس السيادي رحَّب بوفد البعثة وأكد أن السودان يعمل

بصورة حثيثة نحو التحوُّل الديموقراطي المطلوب، مؤكداً أن السودان يعمل مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن تطوير وترقية التعاون والتنسيق المشترك. وأعرب المشرف العام للنيباد عن أمله في أن تكون زيارة البعثة للسودان فاتحة خير نحو فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي وعودته للمجتمع الإقليمي والدولي حتى يصب ذلك في رفاهية وتنمية المواطن السوداني

غياب السودان
من جانبه قال السفير علي الحفني، رئيس البعثة: إن السودان كان من أوائل الدول التي انضمت للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء التي تم إنشاؤها في العام ٢٠٠٣م، مبيِّناً أن العام القادم سيشهد الاحتفال بالذكرى العشرين للآلية. وأضاف: ” لا ينبغي أن نحتفل بهذه الذكرى في غياب السودان”. وقال: إن السودان يجب أن يعود ليتبوأ موقعه في الاتحاد الأفريقي وفي

الآلية. وأبان السفير الحفني أن السودان كان من الدول القليلة في القارة الإفريقية التي قدَّمت تقريراً وطنياً عن الحوكمة والحكم الرشيد. وأضاف أن البعثة جاءت بغرض تحليل الفجوة التي تمت خلال الفترة الأخيرة فيما يتعلق بأداء الدولة في مجال

الحوكمة والحكم الرشيد بجانب الموضوعات الأخرى ذات الصلة. وقال رئيس البعثة إن هذه الزيارة ستفتح الباب واسعاً للتفاعل بين السودان والاتحاد الإفريقي. وأضاف: ” نتمنى أن ترفع العقوبات عن السودان في القريب” على المستويين الإقليمي والدولي حتى يعود السودان لممارسة دوره الطبيعي إقليمياً ودولياً ويتم الإفراج عن الكثير من المساعدات التي تم رصدها للسودان.

جولة سيادية
وقبيل انعقاد الاجتماع الوزاري للمجلس التنفيذي لإيقاد بالخرطوم سبقته جولة موسعة طافت معظم  الدول الأعضاء في منظمة الإيقاد وسلَّم عبرها وفد السودان رسائل خطية للرؤساء وزعماء الإيقاد من رئيس مجلس السيادة، عاد للخرطوم

الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ومبعوث رئيسه الخاص، رافقه  خلال الجولة وكيل وزارة الخارجية المكلَّف السفير دفع الله الحاج علي،  الذي  أكد في تصريح له بمطار الخرطوم أن الجولة شملت جيبوتي، الصومال، يوغندا، جنوب السودان وإثيوبيا، وأن عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، سلّم عدداً من الرسائل لرؤساء تلك الدول من رئيس مجلس السيادة بوصفه رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد.

وأضاف دفع الله أن هذه الرسائل تركزت في جوهرها على خارطة الطريق للعام ٢٣ الخاصة  بتفعيل منظمة الإيقاد في مجالات الأمن والسلم بالمنطقة بجانب تفعيل كل آلياتها، لخدمة دول المنطقة وشعوبها. وأوضح وكيل الخارجية المكلَّف، أن الجولة أتاحت الفرصة للقاءات مباشرة مع رؤساء الدول وإطلاعهم على مجريات العملية السياسية بالبلاد، وعزم حكومة السودان

على التوصل لتوافق سياسي يفضي لحكومة مدنية تقود البلاد لانتخابات حرة ونزيهة، مبيِّناً أن الزيارة كان لها أثر كبير، حيث أمَّن الرؤساء على أهمية الأمن والاستقرار في السودان، وعبَّروا عن قناعتهم بالدور الرائد الذي ظل يلعبه السودان على مستوى القارة الإفريقية، مؤكدين تعاونهم مع السودان لتحقيق أهداف خارطة الطريق لتفعيل منظمة الإيقاد. وأوضح دفع الله، أن الرؤساء أكدوا تعاونهم مع السودان.

جولة إقليمية
ورأى مراقبون حينها أن الجولة تندرج في المساعي التي تبذلها الحكومة الحالية لتفعيل رئاستها لمنظمة الإيقاد والجهود المبذولة لحشد الدعم الأفريقي عبر الإيقاد لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي على خلفية الإجراءات التي اتخذها الفريق البرهان.

توصية قوية
إبان الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الإيقاد بالسودان أطلقوا دعوة قوية يطالبوا عبرها الاتحاد الأفريقي بإلغاء تجميد عضوية السودان وفتح الطريق أمام وعودته للاتحاد الأفريقي وحضنه الأفريقى لمواصلة دوره الطبيعي باعتباره دولة مهمة في المنطقة ومفتاحية خاصة فيما يلي القضايا الاستراتيجية و الأمنية التي تهم الإقليم.

ينعكس إيجاباً
ورحب القيادي الجنوبي البارز والمتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية لجنوب السودان الموقع على اتفاقية سلام الجنوب استيفن لوال نقور، بالخطوات الحثيثة الداعمة لفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي. وطالب لوال بفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي خلال الاجتماع المزمع انعقاده لعضوية الاتحاد. وأكد أن فك تجميد عضوية السودان سينعكس إيجاباً لدور السودان في المحافل الأفريقية والإقليمية، ويعمل على تسهيل ملف الترتيبات الأمنية الجاري تنفيذه الآن في جنوب السودان.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى