علي سلطان يكتب: ولي وطن آليت الا ابيعه

وطن النجوم
علي سلطان
ولي وطن آليت الا ابيعه
وانقضى عيد الاضحى المبارك ولله الحمد سريعا.. وبدا الحجاج في العودة الى الديار سالمين غانمين ظافرين.. نسال الله تعالى ان تستجاب دعواتهم الطيبات خاصة فيما يلي وطننا السودان الذي يحتاج الى دعوات ابنائه اكثر من اي وقت مضى.. فليتنا نكثف الدعوات في الخلوات والجولات والفلوات و في المساجد والخلاوي.. يحتاج السودان الى دعوات الايتام والارامل والمساكين والذين ياكلون الحلال ولا يعرفون الحرام ولا يقربون الموبقات المهلكات.. فهؤلاء هم سبب بؤسنا وهواننا.. (ومن يهن الله فما له من مكرم).
وانقضى العيد السعيد بعد اجازة طويلة كان فيها لصلة الارحام نصيب وافر وللسفر خارج العاصمة النصيب الاعلى.. واوشكت العاصمة ان تكون خالية بلا زحام ولا ازدحام.. وهكذا حال العواصم في كل قطر.. وحتى القاهرة المكتظة بملابين البشر تخلو في العيد من الازدحام وتغدو خفيفة ظريفة.. ذلك ان معظم المقيمين في القاهرة من ابناء المحافظات الاخرى يفضلون قضاء عيد الاضحي في مدنهم وقراهم ومع اهاليهم.. وخلال ايام العيد تكون معاناة السياح والضيوف القادمين الى القاهرة ظاهرة فمعظم القهاوي مغلقة وكذلك المطاعم ولكن دور السينما والملاهي تحظى بإقبال كبير.
عيد الاضحي في مصر والقاهرة خاصة بالنسبة للسودانيين المقيمين والزائرين ممتع جدا وكانك في السودان. ولا تتوقف دعوات الفطور والغداء.. ويلتئم شمل كثير من الاقارب والاهل والأصدقاء في الشقق التي تفيض بزوارها.. وتنتشر الجلاليب وال (على لله) والعمم والطواقي في الشوارع والطرقات زيا مميزا للسودانيين في الاعياد.. والمشهد ذاته يتكرر في مدن السعودية ودول الخليج وتركيا وامريكا بل وفي كل قارات العالم حيث يتواجد ويقيم السودانيون الذي يتميزون بازيائهم وعاداتهم الجميلة التي قد تؤثر عليها بعض المظاهر السالبة التي تظهر وتطفو هنا وهناك..!!
يعود الغاملون اليوم الاحد الى أعمالهم وتبدأ مسيرة جديدة بعد عيد الاضحى في مساراتنا السياسية المتشعبة..لعلنا نتجاوز افقنا السياسي المسدود بدخان كثيف يحجب الرؤية ويؤدي الي الاختناق.. وقد اقترب الموعد المحدد.. وقد اوشك الشهر الذي حدده الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن ينقضي. واذا لم تحدث معجزة وشيكة فان حال البلد سيزداد اضطرابا.. ولذا فإن الدعوات لاجل الوطن واهله مطلوبة بل وضرورية. ولنبقي على الوطن موحدا كما هو فقد اكتوينا بنار الانفصال..!
كنت في العيد في معية شاعرنا ابن الرومي رحمه الله بين ضحك وسخرية وهزل وجد.. وانشدت معه:
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهْدتَُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه
لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ
مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرتهمُ
عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا