مقالات

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..امتحانات الشهادة معركة كرامة يسجلها التاريخ

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..امتحانات الشهادة معركة كرامة يسجلها التاريخ

 

 

تأبي الدموع إلا أن تشاركنا الفرحة وتتقاسمها معنا،ودموع الفرح غالية كدموع الفقد.
معركةُ امتحانات الشهادة السودانية تحققُ نصرَها وتُدخل الفرحة في القلوب.

لن ينس السودانيون من الآن و مستقبلا معركة امتحانات الشهادة المؤجلة للعام2023 التي تم انعقادها في ظروف صعبة وقاسية وتحت تهديد امني وترقب وخوف.
قصصٌ وحكايات عديدة رصدت خلال فترة الإمتحانات .. بين تخويف وخطف وارهاب وقتل؛ ولكن كل ذلك لم يؤثر في سير عملية الإمتحانات كما خُطط لها.

و بالأمس الخميس جنى الممتحنون من الطلاب والطالبات حصاد زرعهم قويًا وقد استوى على سُوقه واستغل. فجاء جميلا بهيًا نافعا، مرحبا ولله الحمد من قبل ومن بعد.
تابعتُ عبر تلفزيون السودان القومي نقل وقائع نتيجة الإمتحانات وكذلك تابعت رسائل مراسلي التلفزيون من ولايات السودان وهي تتابع نجاحات أوائل الشهادة السودانية في كل ولاية.. حيث كان للولاية الشمالية

قصب السبق باحراز ابنتها إسراء أحمد حيدر المركز الأول في الامتحانات،وفي كل ولاية كانت هناك متفوقة ومتفوق.
و لاشك أن الفرحة هذا العام أقوى وأعظم تأثيرا عن كل عام من الأعوام السابقة لكونها امتحانات مختلفة عن سابقاتها و ليس مثلها تحت ظلال الحرب.

عددٌ من ولايات السودان احتضنت بكل حب الوافدين إليها من ولايات السودان المتضررة من الحرب،ومن بين هؤلاء طلاب وطالبات امتحنوا في تلك الولايات؛ و وجدوا فرصهم كاملة غير منقوصة، وحقق عددٌ كبير منهم تفوقا واضحا أشاد به مديرو تلك المدارس التي احتضنت هؤلاء الطلبة.

وفي السياق حكاياتٌ اخرى مُلهمة منها قصة الطالبة شمس الحافظ عبد الله التي حازت المركز التاسع في امتحانات الشهادة السودانية بنسبة 94.7%‎.

وكان للطالبة المتفوقة شمس قصة مثيرة تناولتها وسائل الإعلام حيث أظهرت عزيمتها القوية على أداء الامتحانات متحدية كل الظروف، فقد غادرت تشاد حتى وصلت إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل لأداء امتحان الشهادة التي كانت قد انطلقت يوم السبت 28 ديسمبر 2024م، وذلك بعد أن قطعت أكثر من ألفي كيلومتر من

دولة تشاد، بعد رفض نظام محمد كاكا في أنجمينا إقامة الامتحانات للاجئين من الطلاب السودانيين.
وكرّم والي ولاية نهر النيل، محمد البدوي عبد الماجد، الطالبة شمس الحافظ، وأكد أن هذا التحدي يعكس عزيمة الطالبة.

وبعد انتهاء الإمتحانات سجل وفد من (زين) زيارة منتصف يناير 2025 للطالبة شمس، ووقتها أثنى مدير الإقليم الشمالي بشركة الهاتف السيار بمثابرتها ولفت إلى أنها قدمت نموذجاً يُحتذى به، متجاوزة كل التحديات من أجل تحقيق حلمها ببناء مستقبل مشرق.

وبالمقابل هناك طلاب داخل مناطق الحرب لم يتمكنوا من أداء الامتحانات.. ولكن بلا شك ستكون لهم فرصة قادمة لأداء الامتحانات إن شاء الله تعالى.

و تظل نتائج امتحانات الشهادة السودانية والإعلان عنها ذكرى طيبة َجميلة لدى الطالبات والطلبة المتفوقات و المتفوقين.. وكانت هناك مبادرة قبل سنوات بذكر إسم والدة الطالبة المتفوقة تكريما جميلا للأم.. التي هي وراء نجاح كل متفوق و متفوقة.
ليت هذه المبادرة اللطيفة تعود من جديد تكريما للامهات.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى