مقالات

علي سلطان يكتب :  موريتانيا كل المحبة

 

علي سلطان يكتب :  موريتانيا كل المحبة

 

مازال قلبي يخفق حبًا لأهل موريتانيا الكرام، و بيننا نحن السودانيين وبين الموريتانيين محبة خالصة َصادقة منذ زمن قديم ولنا صلات ووشائج ونسب ومصاهرة قديمة متجددة خاصة مع السناقيط.

قبل سنوات طويلة خلت سافرت الى موريتانيا بمعية الأخ العزيز الدكتور عادل محمد الطيب عربي.. ولم نترك مدينة في أنحاء موريتانيا إلا وزرناها وكنت موفدا من صحيفة الاتحاد الإماراتية التي كنت أعمل بها محررا في مكتبها بالشارقة.. والدكتور عادل موفدا من قِبل هيئة الأعمال الخيرية في عجمان، و على ما أذكر أن ذلك كان عام1994.
وكان المهندس خالد حسن إبراهيم مديرًا لمكتب الهيئة في موريتانيا.

ومن العاصمة نواكشوط (نياق الشط).. تجولنا في كل أرجاء موريتانيا شرقا وغربا شمالا و جنوبا .. ما تركنا مدينة ولا قرية إلا وزرناها؛ نتتبع المشروعات الخيرية في موريتانيا خاصة مشروعات سقيا الماء، التي كانت متوفرة في معظم القرى بفضل من الله ثم رجال الأعمال الخيرين،

وشهدنا بارتياح كبير مايحدثه حفر الابار وتوفير المياه من إعادة للحياة في تلك القرى النائية حيث يصبح موقع البئر هو موقع الحياة بكل أنشطتها، و أدركت أن مشروعات السقيا وحفر الآبار هي أعظم عمل خيري يمكن أن نقوم به من أجل تنمية المجتمعات النائية.

الآن ونحن في السودان وبعد الحرب نحتاج إلى التوسع في مشروعات السقيا في مناطق السودان البعيدة كلها.. بل وحتى في المدن والقرى بعد الدمار والخراب الذي أحدثته مليشيا آل دقلو الإرهابية من تدمير لكل مصادر المياه العذبة عن قصد وتخطيط لا شك فيه.

ونحن نتجول في أرجاء البلد.. أشعر كأنني في السودان.. الأرض نفسها و الوجوه نفسها، و الجو نفسه، وكما قال سيد مكاوي: دي العِيشه والناس والجو.

ذات مرة بُعيد الفجر غفوتُ ونحن في السيارة تطوي بنا الصحراء طيا. وعندما صحوت والشمس قد أشرقت ظننت أنني عند منطقة خور العوتيب بين شندي والخرطوم، حتى الآكلات هي ويكة وباميا مفروكة.. الآكلات نفسها مع اختلاف في اسمائها..! ولكن لأهل موريتانيا عشق للسلطة، ويتفننون في اعدادها، ويأتيك طبق السلطة وكأنه لوحة فنية.

وأذكر أنني عندما نزلت في مطار نواكشوط على الخطوط الفرنسية قادمًا من باريس، أحسست عند الوهلة الأولى كأنني في الدامر عاصمة نهر النيل.
فالشبه بيينا وبين

المورتانيين مبالغ فيه خاصة بين النساء في البلدين والتوب النسائي الذي يجمع بين نساء موريتانيا والسودان.
كل تلك الذكريات سببها فريقا الهلال والمريخ وهما يلعبان في موريتانيا في لفتة كان وسيظل لها أثر عميق في علاقات الشعبين الشقيقين.

فريقا الهلال والمريخ يلعبان في دوري موريتانيا مع فرق بأسماء مدنهم ومناطقهم..وكلما نتابع مباريات الهلال و المريخ في دوري موريتانيا، وملاقاتهم فرقًا من مدن نوذايبو و كيفه و كيهيدي و سليابي وغيرها من فرق المدن الموريتانية إلا وتذكرت تلك المدن التي زرناها وحظينا فيها بضيافة موريتانية كريمة.

رعى الله تلك الأيام الطيبة المباركة.. وتحية محبة وتقدير لأهلنا الكرام في ديار شنقيط وكل موريتانيا الحبيبة.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى