مقالات

علي سلطان يكتب محمد الماغوط.. سأخون وطني؟

علي سلطان يكتب محمد الماغوط.. سأخون وطني؟

عالم تزداد فيه المفارقات وتناي عنه المقاربات.. وتقل فيه المبادرات.. وكل يوم قادم يلعن ماسبق ويزداد سوءا عنه..!!
امس.. تذكرت فجاة كتاب الراحل محمد الماغوط (ساخون وطني) ولا اذكر من اي بلد اشتريته فقد طال بي العهد.. واذكر انني قراته في رحلة ما لا اذكر إن كانت الى اوكرانيا او الصين او غيرهما.. عنَوان الكتاب كان مثيرا.. ومخيفا.. (ساخون وطني) وهل اجرؤ على خبانة وطني..؟
كان الاديب السوري محمد احمد عيسي الماغوط كاتبا ساخرا الى حد الثمالة.. لا ينسى له الناس مسرحياته ومنها ضيعة تشرين وغربه وكاسك ياوطن وشقائق النعمان… التي شكلت علامة فارقة في تاريخ المسرح السوري والعربي.
بين الخيبات التي نعيشها ونجترها اجترارا.. تذكرت فجاة الراحل محمد الماغوط وهو في الشارقة بدولة الإمارات العربية حين كان يعمل صحافيا في صحيفة الخليج الإماراتية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي .. وقد أسس الماغوط الملحق الثقافي بجريدة الخليج الاماراتية ومعه الدكتور َالاديب السوداني الدكتور يوسف العايدابي.. وقد كان للدكتور يوسف عايدبي حفظه الله اسهام مقدر في اثراء الثقافة في الامارات وخاصة في انجاح بدايات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي اصيح احد معارض الكتاب العالمية.
فضلا عن تجربته الثرة والناجحة مع الماغوط في ملحق الشارقة الثقافي الذي اعتبر ملحقا ثقافيا مهما ومؤثرا في الحياة الثقافية الاماراتية التي اخرجت اجيالا من المبدعين الاماراتيين في مجالات شتى.
الكاتب والاديب الصحافي احمد عرفات اوضح جانبا من حب محمد الماغوط للامارات.. وعنِ اسر اليه.. بأنه «أحبّ الإمارات بإخلاص، وشغف بالإقامة فيها حتى الثمالة»؛ ورأى فيها «بلداً عربياً جديداً وحيوياً بنهضته، ورمزية هذه النهضة، التي هي مفخرة لكل عربي يريد أن يرى أمامه ترجمة عملية للتنمية البشرية والمدينية الحقيقية»، وواضاف عرفات لقد أسرّ لي في ذلك الزمن، (وهو ليس من عادته أن يمدح أو يقدم الولاءات لأحد، كما يعرف الكثيرون) قائلاً وبالحرف الواحد: «تقتضيني أمانة الشجاعة، أو شجاعة الأمانة، أخي أحمد، أن أقول لك بأنه لا يوجد بلد نفطي، عربي أو أجنبي، في العالم كله، يُنفق مال النفط بسخاء على الإنسان وتنميته وتطوير بلده وتعزيز رفاهه، كما يحصل في الإمارات، وعن سابق خطط وسياسات وقرارات رسمية عليا. تعرفني كم أنا صعب الاقتناع بشيء، ولكن كلمة الحق هنا يجب أن تقال يا صديقي، وقولها أحياناً، يكاد يكون معادلاً للشعور بالحرية والامتلاء بها.. وربما أكثر». كما أشاد الماغوط بأهل الإمارات وكرمهم وطيبتهم وحسن معشرهم، ولذلك «لم أشعر يوماً بغربة في وسطهم، بل كنت، وعلى الدوام، موضع حفاوة وترحيب لا أستحقهما. ولولا ظروف مرض زوجتي لما اضطررت إلى ترك البلد». (توفيت زوجته الشاعرة سنية صالح بالمرض الخبيث في العام 1985) رحمها الله.
وكتابه ساخون وطني كتاب لا تمل قراءته لا تنفك تعجب بكل كلمة فيه وبسخريته المريرية المضحكة المبكية عن واقعنا الذي لم يتغير منذ قرون وعهود:
أفردوا سأدافع عن حقدي وغضبي ودموعي بالأسنان والمخالب.

سأجوع عن كل فقير ،
وسأسجن عن كل ثائر ،
وأتوسل عن كل مظلوم ،
وأهرب إلى الجبال من كل مطارد ،
وأنام في الشوارع. .
لأن إسرائيل لا تخاف ضحكاتنا بل دموعنا.
وقد يكون هذا زمن التشييع والتطبيع والتركيع ، زمن الأرقام لا الاوهام والأحلام ولكنه ليس زماني. هل تعمل في تيار أو تيار. جدار من جدول أعمال جدول أعمال المنعقد في جدول أعمال. فهل أركع أمام العالم أجمع بعد هذه السنين وأنا على حق؟

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى