مقالات

علي سلطان  يكتب زاد الخنق على المخنوق

 

علي سلطان  يكتب زاد الخنق على المخنوق

على كل الاحوال وفي كلها.. السودان يختنق بفعل فاعل.. وليس الفاعل والخناق واحد بل شرذمة من البشر يتناوبون خنقه وكتم انفاسه وازهاق روحه.. واذا كان للسودان مائة رقبة طويلة مشرئبة فكلها تتعرض للخنق ليل نهار.. والشعب نفسه يختنق وتكاد تزهق روحه ويلفظ انفاسه الاخيرة بايدي جلاديه من أبنائه واعدائه الاجانب..
لقد زاد الخنق على المخنوق.. وزاد وعدد الخانقين.. مثلما اتسع الخرق والفتق في نسيجنا الاجتماعي على الراتق.. فلم يعد الراتق قادرا على الرتق..!
السودان الآكلةُ والقصعة.. والسيل والزبى.. والخنق والاختناق..!!
كل الأفعال والاعمال تتَجه نحو خنق هذا البلد.. زيادة الدولار الجمركي وارتفاع مجنون في الأسعار مع ركود تام في البيع والشراء والأسواق تكاد تتوقف مع هذا التخضم الفظيع.. من المضحكات المبكيات تصريح لاحد المسؤولين الذي قال ليس هناك زيادة في الدولار الجمركي بل هناك زيادة في الرسوم الجمركية..؟!!
ونحن كشعب لا يهمنا الدولار الجمركي من الاصل ولكن نهتم ونشقى بهذه الزيادات التي تؤثر في كل السلع بل استثناء.
اذا كانت هذه الحكومة المكلفة ومازال على عاتقها وكتفها رهق التكليف وعبئه ان توقف الرسوم الجمركية لمدة عام.. وعندها ستنخفض الاسعار وتتحرك الاسواق.. ولكن هيهات ان تُخفض الرسوم الجمركية او الضرائب فإذا فعلت الدولة ذلك فلن تستطيع ان تدفع المرتبات ولا ان تُسير أعمالها التي تعتمد على هذا المواطن الفقير فتمتص عرقه وجهده وتثقل كاهله بالضرائب والرسوم والعوائد..!!
كل حكومة جديدة جاءت الى سدة الحكم تقول:إنها الى جانب المواطن المغلوب على امر.. ثم يكتشف المسؤولون الجدد انهم لكي يسيروا اعمالهم لابد من الرسوم.. كل انواع الرسوم.. ويتم التنفيذ دون هوادة ولا رحمة.. لابد من ان تمتلئ خزائن الولاية ومحلياتها من الجبايات والعوائد.. وهناك محاسبة وهناك ربط ومربوط وحوافز وجيوش جرارة من المتحصلين وكلها سياط تلهب الظهر العاري للمواطن المسكين..!!
لا تستطيع اي ولاية او محلية ولا الحكومة الاتحادية ان تتخلى عن العوائد والضرائب والجمارك وغيرها من المكوس.. مازال السودانيون يتذكرون كيف فعل الاتراك والانجليز باجدادنا لجباية الضرائب.. وكم من رجل اذلوه وكسروا كرامته وظهره.. وامعنوا في اذلاله..!
السودان جسد مريض تتعدد فيه و تتشابك الأجهزة الطبية وتتعدد الادوية ولكنه عليل سقيم.. رجل افريقيا المريض بلا منازع..!!
وقريبا سيوصي الرقيب علينا المتحكم في امرنا من حفدة اولئك المستعمرين بنزع الاجهزة عن الجسد المريض فقد مات اكلينيكيا..!!
مايدهشني ويزيد ضغطي ويفقع مرارتي ان كل السياسيين في هذا البلد وعدد من المسؤولين يغدون في ثياب الحملان والنعاج البريئة التي لا تؤذي أحدا بل نفسها تتعرض للاذي.. وتابع تصريحاتهم وكانهم من كوكب آخر او هم ضيوف علينا.. لنسمع قولهم:هذا البلد.. وهذا التخبط وهذا الانقلاب وهذه الفوضي وهذه المؤمرات.. الخ هم يقولون كذلك وكانهم أبرياء او متفرجون ولكنهم شركاء في ذلك بل هم صانعوه.. ولكنهم دائما يبدون ابرياء ومسالمين و حادبين على مصلحة الوطن.
لا أحد منهم يتحمل مسؤولية الخطأ.. ولا احد يقدم الوصفة الناجعة ليس لانهم لا يقدرون بل لان هناك محاصصات وهناك مفاهمات ومكايدات.. وهناك الكثير تحت التربيزة كما يقول الفريق اول محمد حمدان دقلو.

وهناك الكثير الكثير المخفي في اللقاءات السرية والاجندة الخفية.. ولكن جميعهم سيعضون بنان الندم مثلنا حين يجدون أنفسهم في مهب الريح دون سياسة ولا مناصب ولا جاه ولا وجاهة ولا جمهور يصفق لهؤلاء الساسة ولا (ظروف) محسنة خضراء فاقع لون خدارها..!!! حين يستنفدون اغراضهم.. وقتها سيدركون حجم التعاسة والمعاناة والفشل والاذعان..!!
لكَ الحـَمدُ مهما إستطالَ البـــلاء
ومهمــا استبدَّ الألـم
لكَ الحمدُ إن ٌ الرزايـا عطـــاء
وإنٌ المَصيبــات بعض الكـَـــرَم.
*سفر ايوب – بدر شاكر السياب*

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى