علي سلطان يكتب خفض الفقر والحرث في البحر
علي سلطان يكتب خفض الفقر والحرث في البحر
خفض معدلات الفقر في السودان وكأنه حرث في بحر.. مازلنا نردد مقولة.. لوكان الفقر رجلا لقتلته.. ونحن الرجال الفقراء نقتل كل يوم دون ان يرمش لنا ولقاتلينا جفن..!
هل تنجح الورش واللجان و(القومة والقعدة) في خفض الفقر. وليتنا لو قلنا خفض عدد الفقراء.. لكان في ذلك بصيص امل..!
الحديث عن خفض الفقر ومعدلاته والتنمية المستدامة.. حديث قديم يتجدد سنويا.. وتوصيات تصدر ثم تحفظ في الادراج وفي الكمبيوترات.. واعتقد انه يعاد تدويرها في كل ندوة او روشة..!
اتشكك كثيرا في جدية ما يعقد من ندوات و ورش عمل.. لانني اعرف العقلية والطريقة التي يتعامل بها موظفو ومنظرو الخدمة المدنية وادارات التخطيط والمشروعات فيها.. وهي طريقة آلية عقيمة ما تزال سائدة منذ عقود.. يتوارث موظفو الخدمة المدنية برنامج عمل لا يحيدون عنه.. فالخطة السنوية او لخمس سنوات لافرق هي خطط مبتسرة يتم وضعها بسرعة وتعجل للحاق بالميزانية ولتقديمها لمجلس الوزراء الذي يلاحق الادارات المختلفةوفي الوزارات خاصة إدارات التخطيط ولذلك تكون المشروعات غير ذات قيمة.. مثلا:العام المقبل
ثلاث ورش عمل وثلاث ندوات وعدد 2 منتدى وثلاثة ملتقيات. عدد 2سمنار..ثم يتم تفصيل ذلك لاحقا وفق مايستجد من معطيات و وفق الميزانية المرصودة التي قد يتم تخفيضها الى اقل من 40٪ او اقل..!
كل الندوات والورش والملتقيات هي سعي حثيث لا غبار عليه لنيل الحوافز.. فالحافز هو مطلب مهم لكل موظف للخروج من دائرة الفقر مع ضآلة المرتبات لموظفي الدولة كافة المدير والخفير.
واذكر مقولة قديمة قالت:إن سبب انهيار الاتحاد السوفياتي هو عدم وجود الحوافز ..!
والان لن يستطيع اي موظف في الخدمة المدنية من الصمود دون الحوافز ونثريات السفر.. ولذلك لم يكن مستغربا ان يصرح والي الخرطوم قائلا إن الموظفين كلهم فقراء.. وهذه حقيقة مؤكدة..!!
ليست هناك احصائية دقيقة لعدد الفقراء او لنسبة الفقر التي قيل إنها تتجاوز 80٪من عدد السكان.. وهناك احصائية تفيد بان 45٪ او ازيد هم تحت خط الفقر.. اذن هناك فقر وفقر مدقع وبؤس لا يصدق.
ويتزايد عدد الفقراء كل دقيقة مع خفض معدلات الفقر التي لا نرى لها اثرا يذكر بعد..!