مقالات

علي سلطان يكتب: …ايام وليالي..قم للمعلم، معهد التربية شندي 1-3

علي سلطان يكتب: …ايام وليالي..قم للمعلم، معهد التربية شندي 1-3

ما أجمل في اليوم العالمي للمعلم الذي صادف امس .. ان نتذكر قائمة طويلة من المعلمين الذين درسونا منذ بدايات خطواتنا الأولى في سُلم التعليم.

مازال حيا وباقيا في الذاكرة، الأساتذة: قسم الباري وانور محمد عثمان وربيع وابوشوك الناظر، هؤلاء درسونا في معهد التربية شندي في المرحلة الأولية او مايعرف الآن بالأساس والابتدائي.

كان معهد التربية شندي صنوا لمعهد بخت الرضا في طرق و وسائل التدريس. وكان من أساتذة تلك الفترة الأساتذة محمد وردي والطيب عبدالله وكمال رزق.. واستاذ سيد الناظر.. رحمهم الله جميعا ممن مضوا الى رحاب الله ومن ظل حيا يرزق، لهم جميعا المحبة والاحترام.

لا انسى فضل الأستاذ قسم الباري علينا، فقد كان معلما ومربيا، أشهد له أنه حبب إلينا القراءة الحرة المكتبية، وعلمني الشجاعة الأدبية.. حيث أعطاني فرصة إلقاء خطاب التلاميذ في اليوم السنوي للتعليم في معهد

التربية شندي، أمام الأساتذة و و أولياء الامور.. و وضع لي (خدعة) انطلت عليّ، ولم إنتبه إليها رغم مراجعتي الخطاب مرات ومرات.. إذ كتب بعد البسملة.. ابائي التلاميذ.. اخواني الآباء.. وحين اعتليت المسرح واثقا منشرحا امام الميكرفون.. قلت:

بسم الله الرحمن الرحيم
ابائي التلاميذ.. اخواني الاباء.. فضج الجميع بالضحك.. ولكن كنت ثابتا، و واصلت القراءة.. و من وقتها فقد علمني معنى الإنتباه والتدقيق!!
مازلت أذكر تلك الأمسية بكل تفاصيلها.

اما الأستاذ أنور محمد عثمان.. الدكتور فيما بعد.. فقد كان رجلا مسرحيا، علمنا حب المسرح.. وكانت حصصه لطيفه رائعة.. وبعد سنوات التقينا معا، هو في المسرح وانا في الاذاعة، فكنت لا انسى من بعد الله، فضله في تعليمنا.

كانت طريقة التدريس في معهد شندي الثانوية حتى الصف الثالث.. أن ندرس الحصص الثلاثة الأولى في فصل واسع كبير، يضم كل تلاميذ الصف الأول ..ثم بعد الصحة الثالثة، يتم توزيعنا على مجموعات صغيرة في فصول صغيرة، لا يتجاوز عدد التلاميذ في الفصل الواحد

12 تلميذا، وكان يدرسنا طلبة المعهد، الذين يتخرجون من بعدُ عامين مدرسين، يوزعون في كل انحاء السودان.
كانت تجربة مفيدة لنا.. وكان لها أثر عظيم في اعدادنا بشكل ممتاز للمراحل التالية من التعليم.. كما إن الانشطة

اللا صفية متوفرة مثل الرياضة والعاب الجمباز والالعاب الحرة ومسابقات الجغرافيا والمسرح على الهواء الطلق. لقد كان التعليم وقتا ممتميزا وممتازا.

وقد استفدنا منه كثيرا.. تحية وتقديرا واحتراما لكل من علمنا حرفا واكسبنا معرفة في معهد التربية شندي. والرحمة والمغفرة لمن قضى نحبه.. ونسال الله العلي القدير ان يطيل عمر من بقي منهم.

معهد التربية شندي تحول فيما بعدُ الى جامعة شندي الحالية.
وقد انتهت تجربة تلك المعاهد في السودان، رغم انها كانت تجربة تعليمية رائدة.

التحية والتقدير والاحترام لكل المعلمين والمعلمات على امتداد الكرة الأرضية.. فهم الأحق بالإحترام والتقدير والمحبة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى