عبدالمنعم شجرايي يكتب : زواج السر
.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
زواج السر
*** في إحدى مرافقاتي للهلال في رحلاته حللنا مدينة مدني الجميلة والتي اعتادت أن تستقبل الهلال في كل زياراته استقبال الغزاة الفاتحين ولا عجب فالمدينة الخضراء قلعة من قلاع الهلال الزرقاء ..
حللنا بفندق أمبريال وفي اليوم الثاني للزيارة أغلقت باب غرفتي وبينما أهم بتناول مفتاحها للاستقبال لفتني شاب من كتفي وسلم مرتبكاً وأشار إلى شابة جالسة بعيداً في الركن اليماني من بهو الفندق قائلاً دي عروسي وعليك الله ما تكلم زول أنا اتزوجت في السر .. قلت له أنا ما بعرف غير اسمك الأول وكل علاقتي بيك أننا بنتلاقى مرة مرة في سوق بري وما عارف أي شي عن تفاصيل حياتك وما بعرف زول بعرفك عشان اكلمو لكن أقول ليك حاجة كبكبتك دي بتكشفك بطل كبكبة واركز .. المهم بعد أسبوع واحد لاقاني السيد العريس وناداني من بعيد وقال والله زي ما قلت كبكبتي كشفتني وما قادر أرجع البيت القديم ولا طايق الجديد
*** جاءت زوجة إلى صحيفة صوت الشارع تسأل عني نصحني زميلي وديع خوجلي بعدم مقابلتها لأنها كما قال متأبطة شراً واحتمال تكون شايلة سكين أو مسدس لقتلي وهو ما عارف السبب اتوكلت على الحي القيوم متخذاً الحيطة ثم الحيطة ثم الحيطة ثم الحذر وكانت صفحة الاتهام ضدي أنني وكيل زوجها في زواجه الثاني وبعد المداولات والأخذ والرد طلعت براءة و( لا علاقة لي بمسرح الجريمة ) وظللت أتابع صفحة الحوادث بكل الصحف وأظن أن خبر الزوج الذي أشعلت عليه زوجته النار كان صاحبنا ذاتو وبلا شك فخبر قتل الزوجة لزوجها المتزوج حديثاً عليها عادي جداً
*** دخلت مرة على مسؤول كبير باتفاق مسبق لإجراء حوار صحفي معه فوجدت ( وشو يلعن قفاه ) واعتذر عن الحوار فقسماً قلتها مازحاً يا سعادتك انت داير تعرس تاني ولا شنو فبابتسم ابتسامة صفراء وحكى لي أن زوجته اكتشفت أمس أنه متزوج ولديه طفلين وهسه ما عارف يقع وين
*** ختاماً زواج السر وإن كان سراً فإنه سينكشف ولو بعد حين والمرجو عدم إزعاج العزابة بالزواج الأول ولا الثاني
من كتابي تحت الطبع
( بيت العزابة ) ..
