عبدالمنعم شجرابي يكتب: ماركة اجتماعية
.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
ماركة اجتماعية
*** نفس المشهد المكرر والدائم .. الباب المفتوح .. الخرطوش الممد .. والأزيار على السبيل ( تنقط ) .. العنقريب تحت الشجرة والحمامات والقمريات والعصافير في الحبوب ( تلقط ) .. ونفس ( القامة والقيمة ) من هنا إلى هناك تتحرك .. نفسها فاطمة بت أحمد بابتسامتها الوضيئة ووجهها الصبوح على الكرسي القماش تجلس وعلى عصاتها تتوكأ
*** تثقل علي أثقالي ( وتكتم ) .. وبعد الاستغفار والمزيد والمزيد من الاستغفار لا أدري إن كنت أقود سيارتي أم هي التي تقودني إلى بت أحمد
*** لا أحد يناديها بالخالة .. ولا العمة .. ولا الحبوبة فالكل يخاطبها بت أحمد وكأن الأمر من باب ( العلامة التجارية ) و( الماركة الاجتماعية المسجلة )
*** قصدتها في نهار بالغ قبل أن اعتذر اعتذرت هي نيابة عني لنفسها قائلة امتحانات بنيتك مسكتك مني إن شاء الله تكون شغالة كويس .. ايوا .. الحمد لله قالت كويسه جداً ويوم الأربعاء الجاية بتنتهي امتحانات الشهادة السودانية بإذن الله
واصلت والله يا شجرابي ود خيتي ست الجيل ناس الكهربا أبداً ما استروا مع وليداتنا الممتحنين هم جوة الامتحان يقطعوها منهم ويرجعوا البيوت للمذاكرة وما يلقوها عذاب بس عذاب شديد وهسه أي بيت فيهو طالب ممتحن البيت يكون كلو ممتحن وبعد هم الامتحانات يجي هم النتيجة وبعد النتيجة هم القبول ومن هم لي هم والهم الأكبر هم الجامعات البقت بالمليارات ويا رب تصلح الحال وواصلت الحديث بشفقة حتى اشفقت عليها من شفقتها وعلى غير العادة تحركت بأقدام مثقلة لتأتيني ( بجك الحلومر ) الذي خطفته منها ( ودورت فيه كباية ورا كباية )
*** لم تتحدث بت أحمد عن ( حال البلد ) كما اعتادت ( وما جابت ) سيرة أولادها المغتربين ولا عن ( الخطوط العريضة ) لأحوال أهلها وجيرانها .. و( ما سألتني ) عن الهلال وجمعيته العمومية القادمة ( وما اذكرت ) صدارته للممتاز ( وغيبت ) الكلام عن رفاقي في ( بيت العزابة ) و( ما طالت ) المعيشة وهموما ومن جديد عادت للحديث عن امتحانات الشهادة السودانية ودون أن أشعر وبصوت لم أرفعه أمامها يوماً انتي يا بت أحمد عندك ولد ولا بت من أحفادك ممتحنين ..
أجابت ايوا كل البنات والأولاد الممتحنين أولادي وبناتي أسأل ربي رب العالمين ينجحم كلهم وينجح بيهم البلد
*** بت أحمد يملا جوفك صحة وعافية وتتباركي وجمعة عليك وعلى الجميع مباركة
.. كل جمعة وانتو طيبين ..