عبدالمنعم شجرابي يكتب: حقوق الحيوان
.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
حقوق الحيوان
*** ما كنت في حاجة لأهاتفها بموعد قدومي وما كنت استئذنها فقد تعودت أن اهبط عليها ( زائر وغائر ) معاً فاستمتع بسعادة اللقيا في وجهها الصبوح وببشاشتها وجمال ترحابها فهي كذلك دائماً منحازة ( للزيارة ) مرحبة ( بالمقيل ) مفضلة ( المبيت ) ولا تمانع حتى في الإقامة ( وياها ) بت أحمد التي أعرفها وتعرفونها
*** ظننت ( الكهربا قاطعة ) وهي تتوسد يدها فوق الوسادة على ( العنقريب الهبابي ) على ظل يتمدد في الحوش الكبير بين الحائط العالي والشجرة المتدلية الفروع قبل أن استدرك ألا علاقة لها بالكهرباء وأن هذا ( مزاجها ) جلوساً واتكاءة
*** موعد الإفطار يقترب ( وجرستي ) تتصاعد وعطشي ترتفع معدلاته ( لحلومر ) بت أحمد فهو ( لا حصريا ) على رمضان وبلا انقطاع تقدمه طوال أيام السنة وفي رمضان أحلى
*** فطرنا وذهب الظمأ وابتلت العروق .. وجلسنا وبيننا الكبابي ترتفع عليها ( الجكاك ) وصينية أخرى تزينها ( الجبنة ) يحاصرها ابناؤها ( الفنجايبن ) والجمال يحف المكان وبت أحمد ( تشيل وتكب ) وأنا ( اشيل واكتح ) وكأن ( البطن مابطني ولا حقتي ولا بعرفا ) وبت أحمد بقدر ما ( ايدا طاعمة ) كلامها طاعم يجئ ذلك من المامها وثقافتها واطلاعها وقبل ذلك حفظها لعدة أجزاء من القرآن الكريم
*** فاجأتني قائلة انت يا شجرابي ود خيتي ست الجيل أمبارح وانت تهدي باقة الورد في اضرب واهرب للناس البيشيلو الناس في عرباتم داير تحرض الناس على الحكاية دي ويا ود اختي البلد بقت ما آمنة والناس البتقيف ليهم كان ناس طيبين ولا مجرمين انت ما بتعرفهم دحين العاقل يحافظ عل نفسو وزول الزول ما بيعرفو يتحفظ منو والله يصلح الحال
*** فجأة وقفت بت أحمد بلا استعانة بعصاتها وبقفزة شابة قائلة شفت عليك عملية إخلاء الأوكرانيين لحديقة الحيوانات بخاركييف تمت كيف الناس خدرت الأسود والفيلة والنمور وشحنوها .. ياسلام يا سلام الناس الراقية المتحضرة في الحرب بيعرفوا الحيوان وحقوق الحيوان ومسكين إنسان العالم الثالث وربي كريم عليهو إنسان السودان
*** بت أحمد ربنا يملا جوفك صحة وعافية ويرحم أمهاتنا جميعاً الأحياء منهن والأموات
جمعة مباركة
وكل جمعة وانتو طيبين
