.عبدالسلام محمد خير يكتب: رمضان يفعلها (التميز بالدين)

د.عبدالسلام محمد خير يكتب: رمضان يفعلها (التميز بالدين)
الكل يدعو ويتفاءل ويحتفي بشهر شهرته(التغيير) المقترن(بالرحمة)..لعلنا نسارع فندرك هذا الخير و(حالنا لا يخفي)- كما يردد رافعوا الأكف صباحا ومساء..بلغنا رمضان والحمد لله،فتجددت أشواق أهل الحاجة لبلوغ المني بالدعاء وإن بدت لهم الأبواب موصدة..من
يدعو(موقنا) موعود بالبشري،بإذن الله..رمضان يعلمنا ما نحتاج،الدعاء والتراحم ليرحمنا الله.
*..رمضان فرصة لنتواصل لنتفهم(سر الرحمة) الكامنة فينا حين ندعو موقنين .. الدعاء وسيلة التقرب لله
لننجوا مما نعاني بالتراحم،بمد يد العون لغيرنا..الرحمة كامنة فى الشهر،مدخلها الدعاء الذي حث عليه القرآن الكريم بين آيات الصوم(وإذا سألك عبادي عني فإني
قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)-البقرة..الغاية من العبادة،صوما ودعاء(الرشد)الذي تستطاب به الحياة(وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)-الذاريات..
(يعبدون)الله، يسألونه جل وعلا فيجيبهم ويعطيهم ما سألوا– يقول أهل العلم.
*.. سيرة الأنبياء تتواتر لتعلمنا كيفية الدعاء،وأول ذلك أن نسبق الدعاء بعمل صالح..سيدنا موسي(سقا لهما ثم تولي إلي الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير
فقير)..قال المفسرون هذه ثلاثية(عمل صالح،حمد لله،ودعاء)..بعدها البشريات تتري بإذن الله..سيدنا موسي نال بعدها (النجاة،الزواج، العمل،فالنبوة)..سورة(القصص)تفصل في ذلك وتبشر رافعي أكفهم ممن قدموا عملا صالحا وأعانوا
غيرهم..الأمثلة لاتحصي،منذ بعث الله الأنبياء وإلي يومنا هذا،والحمد لله.
*..نبي الله زكريا عليه السلام بادر بعمل صالح،فإنهالت عليه الخيرات..إرتبط بميلاد السيدة مريم كوعد رباني:(فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها
زكريا)-آل عمران،والذي حدث هو أنه(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله)..ويهتف هاتف البشري ليسارع سيدنا زكريا،عليه السلام، بالدعاء لحظة أن باغته اليقين(إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)..إتجه لله
تعالي:(هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)-آل عمران،فخاطبه المولي عز وجل:(يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحيي)- سورة مريم..وهو ممن شهد لهم الحق عز وجل:(يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين)..كان
هذا سببا لينهال عليه الخير:(فاستجبنا له).(ووهبنا له يحيي).(وأصلحنا له زوجه)-الأنبياء.. سبحان الله.
*.. ولنا المثل الأعلي في خاتم الأنبياء والمرسلين،سيرته صلي الله عليه وسلم يزكيها القرآن الكريم مثالا
للإقتداء(وإنك لعلي خلق عظيم)- سورة القلم..إنه صلي الله عليه وسلم قدوة أمته ودليلها للصدارة،للتراحم،العمل الصالح،والدعاء المستجاب في رمضان وكل حين، سبيلا للتميز بالرشد، غاية الدين كله(لعلهم يرشدون)- البقرة.
*..(العمل الصالح)،(الدعاء المستجاب)،(الصوم المقبول)- ثلاثية مبشرة لمن إستقبل رمضان عن (يقين) بأنه كريم،مجدد للأنفس وللعزائم،مصدر للإلهام وللتميز وللخروج للناس بجديد يجبر الخاطر ويطوع الكون لعمل
الخير، لصالح البشرية في مواجهة ما بات يعتريها بلا ذنب جنته،ولا حول ولا قوة إلا بالله..رمضان كريم،به تتميز أمة الإسلام ليقتدي بها غيرهم.
* ..رمضان؟!..كم يأسر الأفئدة تميز الناس حولك بجديد والأجواء عصية..مشهد التسابق فى الخير مع مقدم الشهر المبارك يتسيد الوجوه،فكأنها ليست تلك التي كانت..الخاطر يذهب لأمثلة تبدأ من البيت،
فتجمعات(قدام البيوت)،تظاهرة(شارع مدني)لحظة الإفطار،كيس الصائم،تفقد الأهل،التواصل، المتعففين،المبادرة بالتسامح،قس علي
ذلك..هاجس(التميز بالعطاء) يغشي الكافة،والحمد لله.
*.. التميز فى رمضان يحمل الناس علي نسيان همومهم،يرتقي في مفهومه العام كقيمة رسالية عنوانها(التميز بالدين)..كتب عنه المتأملون في أطوار الهوية وأسرار التوافق..العالم يبهره المزاج العام لأهل
السودان وهم يتمسكون بمآثرهم فى الكرم والشهامة والشفافية..أجانب تفسحوا في البلاد إعترفوا بذلك في صحف داخلية وخارجية،بل في مؤلفاتهم..وربما في إستراتيجياتهم- فالحق أبلج.
*.. مسالة(التميز بالدين)مدار دراسات معاصرة.. في الخطاب العام..نزعة شفافة تعتري السياسة لتنفك مما أقعدها،وربما هو حلم قديم مما أوعزت به الثورة المهدية(الرسالية) وتركت الباب فيه مفتوحا.
*..الأمر متصل بالرسالات السماوية منذ عهد نوح(ما هذا إلا بشرمثلكم يريد أن يتفضل عليكم)- سورة (المؤمنون).
*..(أن يتفضل عليكم)-بالدين..هذا ديدن البشر..تأسرهم
نزعة روحية للتجلي فوق المآخذ والتميز بفعل يجبر الخاطر ..يفعلها رمضان..وكل رمضان وما بعده وأنتم بخير،متميزون.