الأخبارالثقافيةالسودان

طرب لها جمهور الشعر ..ختام مهرجان الشعر العربي وقراءات شعرية باذخة في مهرجان الخرطوم السادس

العهد أونلاين : اميمه المبارك

طرب لها جمهور الشعر ..ختام مهرجان الشعر العربي وقراءات شعرية باذخة في مهرجان الخرطوم السادس

العهد أونلاين : اميمه المبارك

انطلقت الدورة السادسة لمهرجان الخرطوم للشعر العربي والذي استمر لمدة 3 أيام برعاية سمو حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ورئس دايرة الثقافة عبدالله العويس حيث شارك في المهرجان شعراء من خارج البلاد مع كوكبه من شعراء السودان .

وقدم خلال ألمهرجان في يومه الأول فعاليات متنوعة ترتبط بين الشعر الماضي في السودان والحديثة وكان هنالك وجود مغاير صنعت ملفا خاصا للمهرجان في يومه الأول. بينما تزين اليوم الختامي من أيام مهرجان الخرطوم للشعر العربي بكوكبة من الشعراء المشاركين في المهرجان.

وتسندُ ظهرك يا وطني
فوق أعمدة الكهرباء
وصمت (البنابرْ)
وتجلسُ مبتسماً تحت لالوبةِ العم صابرْ
وأنت على الطقسِ
والجُرْحِ صابرْ
ترد السلام على المارّة المُسرعينْ
وقد شِخْتَ يا وطناً
قد تعوّذ باليافعينْ
فعُدْ لشبابك
يا وجهَ أُمّي وكابرْ
فالبثورُ بوجهِ الرواكيبِ شاختْ
ولكننا يا حبيبي
كبعض الرمال هنا
لا نشيخْ

هكذا ابتدر الشاعر الدبلوماسي بحر الدين عبدالله قراءات الأمسية، وتجلى في التغني بمفردات قصائده فكان فاكهة الاستهلال التي أخذ بها الجمهور إلى أجواء الأمسية، بينما في قصيدته (يوم الجمعة عبير الجدّات) يقول:

والجدَّةُ توقِد نار بليلتها
يوم الجمعةِ وتُجمّع في ركن المنزلِ
أوراق (النِّيمْ)
وتُسبّحُ باسمِ إلهٍ برٍّ وودودٍ وكريمْ
والجدَّةُ توقِد نار بليلتها
كي ترفع عن ظهر شقاوتنا
اللعَناتْ

أما الشاعر عمار حسن سعد الدين فأشعل القاعة بتفرد الإلقاء وتميزه، وقدم قراءاته في صورة مدهشة الشاعرية فكان مما قرأ

سأكتبُ الشعرَ كي أحيا بهِ أبدا
لأدخلَ الدهرَ من بوابةِ الشهدا
روحي مصابٌ، عيوني في تقلُّبِها
مدَّت سماها وما مدَّ النهارُ يدا
مذ كانَ لي في شتاءِ الروحِ صومعةٌ
جدارُها من جلودٍ رُتِّقَت حَسَدا
كانَ الرمادُ حكايا في غيابَتِهِ
ليلٌ يُعانقُ فجرًا ثَمَّتَ اتحدا
ينسلُّ نورٌ يقولُ: الآنَ قلتُ: أنا؟
أومى إليَّ فصرتُ الشاعِرَ الصمدا

ضيفة المهرجان من جمهورية تونس الخضراء الشاعرة سمية اليعقوبي أبهرت الجمهور بارتداء الثوب السوداني، وأيقظت غبطة الانبهار لدى جمهور الشعر بقصائدها فضجت القاعة إعجابًا بما قرأت، فتقول سمية:

عَلَى جُفُونِي أقامَ اللَّيلُ موْطِنَهُ
وَسَوَّرَ العَينَ سُهْدٌ خِلْتُهُ كُحْلاَ
وَشَفَّ دَمْعِي إِلى أَنْ لاَ أَرَاهُ، هَمَى
ومَا عَلَيهِ/ سِوى بالمِلْحِ/ قَدْ دُلَّا
نَبِيَّةٌ دَمْعَتِي الأُولَى ومُذْ وُلِدَتْ
أُحِيلَ جَفْنِي إذَا هزَّتْ، لهَا نَخْلاَ
سَجَّادُهَا الخَدُّ، قامتْ للصلاةِ بهِ
بِلاَ وُضوءٍ، لأَنَّ الماءَ مَن صَلَّى

الشاعر الطبيب محمد الهادي آدم الضي نظم قصائده فقرأها على مسامع الجمهور، والتي تتفرد حروفها في مِرآة الوَحْي ومعارج الْأَوْجَاع حيث يقول فيها:

رُوحِي تَصِيح الْآن مِثْل النَّاعِي
فتهزني حَتَّى يَغِيبَ سَمَاعِي
وتضج بِي كَالْجُرْح يَنْزِف متعباً
وأَنَا أصارع ظلمتي بشعاعي
وأُزِيل عَن قَلْبي غُبَار خَطِيئَةٍ
ظَلَّت تُرددُ إنْ يحين وَدَاعِي
فَأَسِيرُ كالقديس كُلِّي طَاهِرٌ
والْبَعْض يَرْجُو عَثْرَتِي و خِداعِي

أما الشاعرة فاطمة عبد اللطيف محمد الخير فانطلقت قصائدها بين الحريق والبريق و (طموح الأنثى) فتقول:
مسُّ المحبةِ يا فتَّاقةَ الأملِ
وردُ الأنوثةِ مفطورٌ على الخجلِ
لكِ الجنونُ حليفٌ كلما احترقت
من الشموعِ فراشاتٌ لدى الغَزَلِ
إلى الفرادةِ كم يرقى عبيرُ فمي
وللفراشِ سماءُ الحرفِ فارتجلي

الشاعر الطبيب د. ناشد أحمد عوض الكريم في قراءة نصه “يقطينه الأزلي” يقول:

لا زَالَ يُؤْمِنُ
أنَّ السَّهْوَ
مْنْطِقُهُ،
وللشُّجُونِ
مَخاضٌ يُشْبِهُ
المَطَرَا..
ما زَالَ يَتْبَعُ
مَـزْقَ الـبَرْقِ
مُعْتَقِداً؛
أنْ للسَّمَاءِ
أيـادٍ
تَرْسُمُ القَمَرَا.

الشاعرة ابتهاج محمد نصرالدين الوالي تبث في قصائدها قلق الفراشة والتفاتة عاشق مترقب فتقول:

كلُّ الوشائجِ من دمي وفصيلتي
والواهبون تقهقروا فلهذا…
صرتُ التفاتةَ عاشقٍ متفلتٍ
وصُلِبتُ في سِفرِ النوى يا هذا

بينما يسافر الشاعر مجتبى عبدالرحمن مضوي محلقًا بنصه الموسوم بـ(نص مبتور) و (قراءةٌ مختلفة لنصٍّ متكرر) حيث يقول في نصه الأول:

كنتُ برغمِ ما يُحكى..
أمدُّ يدي لهذا النورِ
كانَ الحبُّ
من يمضي بكلّ دموعهِ البلهاءِ
في نفقٍ سديميٍّ
وكنتُ أغيبُ في جيلٍ من الأسمنتِ
أحجبُ عن مسامِ الرملِ
شكل الجنةِ الأولى
لأنكرَ ضعفي الطينيّ
في الحدثِ الذي قد كانْ

واختتم قراءات الأمسية الشاعر الإعلامي والروائي محمد الخير إكليل بنصوصه المعنونة بـ (كدأبك هازئًا بالمُعطيات و مُوجَزُ الحُبُور) فيقول في الثانية:

بِرَغمِ كثافَةِ العَقبَاتِ شبَّ هُنَا
بَصِيصٌ خَافتٌ يَمتدّ
فِي سَهوِ الثوَانَي للذُّرَى
هَل شادَ للسَّاعَاتِ مَا يُجدِي
وَإحسَاسٌ ترجّلَ بالنِّيَاتِ
مَضَى لِرَأبِ الصَّدْعِ
لو حَقنُوا ولو جَنَحُوا ولو ألقَوْا
بَعِيدًا فِي الغِيَابِ ثقافَةَ اللَّحدِ

برع عريف الأمسية محجوب محمد دياب في تقديم وصلات القراءات الشعري، حيث استصحب في تقديمه التطواف العقاد وحديثه عن الشعر، كما تطرق لتناول جلال الدين الرومي، واستحضر حديث الشاعرة سمية اليعقوبي في إحدى حواراتها الصحفية، وحضر الشاعر

ياسر عبدالقادر الغائب عن البلاد من خلال تقدمة العريف بمجتزأ من إحدى قصائده، واختتم الأمسية بصورة تذكارية وثقت للحضور الجماعي والشعراء المشاركين.

يستمر المعرض المصاحب خلال أيام المهرجان، حيث يتضمن مشاركة عدد من دور النشر المحلية، إلى جانب معرض فوتوغرافي توثيقي يتضمن أبرز ملامح الإنجازات والفعاليات التي نظمها بيت الشعر منذ تأسيسه.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى