صلاح الدين عووضه يكتب : المستهبلون !
صلاح الدين عووضه يكتب : المستهبلون !
والاستهبال معروف..
ومنه الاستهبال السياسي الذي بات جزءاً محفوظاً من مشهدنا السياسي..
ولكن الاستهبال الذي نعايشه الآن لم يسبق له مثيل..
هو أسوأ انواع الاستهبال السياسي في بلادنا منذ نيلها استقلالها..
وأصحابه يمارسونه دون أدنى قدر من الحياء…أو الإحساس…أو الضمير..
ونستشهد على ذلك ببعض الأمثلة..
فحميدتي – مثلاً – شتموه أيام الإنقاذ ؛ ثم شكَّروه عقب سقوط الإنقاذ..
بل ووصوفه بالضكران الذي خوف الكيزان..
ثم شتموه مرة أخرى بعد فض الاعتصام ؛ وقالوا إنه أحد المتسببين في مجزرة ساحة القيادة..
ثم شتموه مرة ثالثة إثر بيان البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر..
ثم نسوا كل شتائمهم له هذه وعادوا ليشكِّروه بأشد مما فعلوا من بعد سقوط الإنقاذ..
وما ذلك إلا لأنهم نجحوا في استمالته إلى صفهم..
فصار في نظرهم ثورياً لا يشق له غبار ؛ مثله مثل كمال عمر رغم كوزنته كاملة الدسم..
فكل من يظاهرهم فهو ثوري ؛ ولو كان مولغاً في الكوزنة..
وكل من يعارضهم فهو كوز ؛ ولو كان ذا تاريخ نضالي طويل ضد الإنقاذ هذه..
وهذا قمة الاستهبال السياسي..
فهم لا مبادئ لهم أصلاً ؛ وكل ما يهمهم هو السلطة..
ولو أعانهم عليها الشيطان نفسه فهو ثائر – وثوري – رغم أنف المنطق والحقائق والشواهد..
والبرهان قبلوا به بعد رفضهم ابن عوف..
وقالوا إنه ثوري وليس كوزاً كابن عوف هذا ؛ واحتفلوا – واحتفوا – به في ميدان القيادة..
وقاسموه السلطة…وشاركوه إياها..
وطوال فترة سلطتهم هذه كانوا يقولون أن علاقتهم معه سمن على عسل..
فلما انقلب عليهم أضحى كوزاً على طول..
فهم مستهبلون ؛ لا مبادئ لهم…ولا قناعات…ولا أخلاق..
والأسوأ من ذلكم أنهم لا ذاكرة لهم…أو يفترضون في الآخرين أنهم بلا ذاكرة..
وفي الأمثال يقولون إن كنت كذاباً فكن ذا ذاكرة حديدية..
تماماً كما نسوا فشلهم الذريع إبان فترة حكمهم ؛ ويتحدثون الآن عن فشلٍ لا يُقارن بفشلهم..
ويهددون بوقف معونات خارجية لم يكن لها وجودٌ أصلاً..
فطوال فترة حكمهم لم يتلقوا دعماً خارجياً واحداً ؛ وفشلت كل مؤتمراتهم لجلب دعم أجنبي..
وآخرها مؤتمر باريس..
ولكنه الاستهبال السياسي في أبشع تجلياته ؛ فهم مستهبلون لدرجة التقزز الموجب للاستفراغ..
والآن يصفون هذه الحرب بأنها كيزانية..
فهي حرب بين حميدتي الثوري – الثائر – والبرهان الذي اكتشفوا أنه كوز..
اكتشفوا ذلك على حين فجأة..
اكتشفوه بعد أن كانوا فرحوا به…واحتفوا به…وطافوا ساحة القيادة به..
وليس هذا وحسب ؛ وإنما الذين حول برهان كلهم كيزان..
كباشي كوز…وياسر العطا كوز…وإبراهيم جابر كوز ؛ بل الجيش كله كيزان..
ويخوض حرباً كيزانية ضد الثائرين…الثوريين..
وإن كان للحرب هذه جانبٌ إيجابي واحد فهو يتمثل في تخليصنا من هؤلاء المستهبلين..
وإلى الأبد