الأخبارالسودانتقارير

 صراع أبناء الميرغني .. من ورائه وما تأثيره على المشهد السياسي…؟

تقرير | سنهوري عيسى

 صراع أبناء الميرغني .. من ورائه وما تأثيره على المشهد السياسي…؟

تقرير| سنهوري عيسى

طفح علي سطح الأحداث السياسية السودانية بوادر صراع خفي بين (جعفر ومحمد الحسن) نجلي مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الطائفة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، وتفجر هذا الصراع والخلاف حول المواقف المتباينة التى تبناه كل من (جعفر والحسن) من الأزمة السودانية ،

حيث أعلن جعفر الميرغني عن موقفه الرافض للتسوية الثنائية بين المكون العسكري وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي ورفضه لدستور لجنة المحامين بتوقيعه علي الاعلان السياسي لقوي الحرية والتغيير( الكتلة الديمقراطية) التى انتخبت لاحقا جعفر الميرغني رئيسا لها، بينما أعلن الحسن

الميرغني موقفا مضادا بتوقيعه علي الإعلان السياسي لقوي الحرية والتغيير( المجلس المركزي) والذي يؤيد التسوية الثنائية ودستور لجنة نقابة المحامين.
هذا التباين في مواقف (أبناء الميرغني)، أظهر انحيازا واضحاً من مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الطائفة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، الي موقف جعفر الميرغني في استقباله بمطار الخرطوم عقب عودته للبلاد حين رفض الميرغني وجود (الحسن الميرغني) ضمن مستقبليه

بالمطار، كما أعقبه بموقف آخر يؤكد فيه انحيازه الي جعفر الميرغني الذي أصبح رئيسا للحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، وبذلك يصبح جعفر هو خليفة الميرغني ومرشد الختمية المرتقب، بينما طرح موقف

الميرغني من (صراع نجليه جعفر والحسن) أسئلة عديدة تبحث عن إجابة في مقدمتها من وراء الصراع بين نجلي الميرغني.. وهل هناك قوي خارجية وداخلية وراء الصراع بين أبناء الميرغني.. وما فرص تجاوز هذا الصراع… وما أثر هذا الصراع على الأزمة السودانية…؟

جهات خارجية وداخلية وراء الصراع

وتري قوي سياسية ومحللون سياسيون، أن هنالك جهات خارجية وداخلية وراء الصراع بين نجلي الميرغني ، دفعت بالصراع الي العلن من( داخل البيت) ، لتؤثر به علي المشهد السياسي السوداني، وتري هذه القوي السياسية أن هذا الصراع بين نجلي الميرغني سيؤثر على الأزمة السودانية، بينما قلل محللون سياسيون من تأثير نجلي الميرغني علي المشهد السياسي السوداني، بل والتأثير داخل

حزبهما لجهة أن الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل حزب طائفي وصوفي يديره خلفاء متصوفة كبار في السن، بينما نجلي الميرغني (جعفر والحسن) بعيدين تماماً علي النشاط الصوفي والطقوس الصوفية الختمية والمريدين، بالتالي لن يؤثرا (أي نجلي الميرغني) داخل حزبهما ناهيك عن التأثير على المشهد السياسي السوداني، وبالتالي يمكن لبعض المنتفعين داخل الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل

استغلال صراع أبناء الميرغني لصالحهما وتحديد مواقفهم من الأزمة السودانية والمحاور الخارجية.
ويري محللون سياسيون، أن انحياز مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الطائفة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، الي موقف جعفر الميرغني الذي أصبح رئيسا لقوي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية يؤكد أن هنالك اصطفاف واضح من الطائفة الختمية مع اصطفاف اليمن والتيار الإسلامي

العريض، بينما بالمقابل هناك اصطفاف من طائفة الانصار مع اصطفاف اليسار الذي يكون الحرية والتغيير المجلس المركزي وصاحب دستور لجنة نقابة المحامين ليبدو المشهد السياسي السوداني بوضوح اصطفاف (أهل اليمن) ومعهم الطائفة الختمية، واصطفاف ( اليسار ) ومعهم طائفة الانصار .

اصطفاف اليمن واليسار

ويري دكتور حسن الساعوري المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية ، أن الصراعات بين (أبناء الميرغني) ستؤثر على المشهد السياسي السوداني بوضوح بسبب الاصطفاف الذي حدث لطائفة

الختمية مع ( اليمن) بعد الانضمام إلى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية واختيار جعفر الميرغني رئيسا لها، واصطفاف الأنصار مع (اليسار) الذي تقوده الحرية والتغيير المجلس المركزي المؤيد للتسوية الثنائية ودستور لجنة نقابة المحامين.

التقليل من تأثير علي الختمية

وقلل دكتور حسن الساعوري المحلل السياسي، من تأثير صراع نجلي الميرغني علي الطائفة الختمية، ويري دكتور الساعوري ، أن الطائفة الختمية طائفة صوفية تقوم علي النشاط الصوفي الذي يقوم به خلفاء وليس لنجلي الميرغني (جعفر والحسن) دور ونشاط صوفي مؤثر أو يؤثر على الطائفة الختمية،

بالتالي فإن الصراع بينهما (أي جعفر والحسن) غير مؤثر علي الطائفة الختمية، وانما تستغله بعض الجهات المستفيدة من الصراع في دعم مواقف للتأثير على المشهد السياسي السوداني، وهذه جهات منتفعة من الطائفة الختمية والصراع الحالي.

صراع البيت الواحد

ووصف الأستاذ علي يوسف تبيدي الناطق الرسمي بإسم الحزب الاتحادي الديموقراطي ( المركز العام) ، الصراع بين نجلي الميرغني (جعفر والحسن) ، بانه صراع البيت الواحد، ولكن ان يطفح للعلن بهذا

الشكل (أمر غير مقبول) في حين كل الأنظار كانت تتوجه لرؤية السيد محمد عثمان الميرغني وهو يعود لوطنه بعد سنوات ويرون فيه الحكمة والأمل، ورحب الجميع بعودته حتى الذين يختلفون معه.
واضاف تبيدي: كان أحد أطراف النزاع أن ينظر لهذا التقدير من الشعب السوداني الذي يرنو لعودة الميرغني بلهفة ويرون فيه حلا لحالة الاحتقان السياسي والاقتصادي والامني.

رسالة سالبة

ومضى الناطق الرسمي بإسم الحزب الاتحادي الديموقراطي إلي القول بأن: ماحدث ترك رسالة سالبة يجب أن يتدارك العقلاء ماحدث في مقبل الايام، لأن للميرغني برنامج اجتماعات ولقاءات وزيارات بالتأكيد مع كل الفعاليات الرسمية والشعبية وعكس الصورة الحقيقة لدور المراغنة الوطني والديني والسياسي.

تدارك خلاف البيت الواحد

واضاف : نحن للأسف لانستطيع أن نجزم أن هناك جهات خارجية تغزي الخلاف لأن هذا الأمر يجب تداركه داخل البيت الواحد اوالحزب الواحد، ونأمل أن يسمو أطراف النزاع فوق أي خلاف من أجل وطن يحتاج لهم وشعب طحنته الازمات وان يعيد الميرغني ترتيب الادوار لانه الأب الروحي والكبير

جهات خارجية وراء الصراع

ولكن المهندس عبدالله مسار ، نائب رئيس تحالف قوى الحراك الوطني، أن هنالك جهات خارجية وبعض الدول العربية وراء الصراع بين نجلي الميرغني والحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل الذي وصفه بان حزب سوداني عريق نشأ من اجتماع حزب الشعب الديمقراطي بقيادة الشيخ علي ورعاية السيد علي

الميرغني وحزب الوطني الاتحادي بزعامة الزعيم اسماعيل الازهري وهو من احزاب الاستقلال، كما عرف الحزب الاتحادي الديمقراطي بانه حزب وسط وحزب معتدل وايضا ظلت قياداته فاعلة وموثرة في الساحة السياسية السودانية.، كما هو حزب قائم علي الركنين (الطائفة والنضال).

واضاف مسار: إذن حزب بهذا الحجم والزخم وهذا التاريخ يجب ان لا تتقاذفه الامواج ولا اعاصير الفرقة والانقسام ولا تؤول أموره الي وراثة وخاصة وان جيل الاجداد والاباء ليس كجيل الاحفاد .

صراع مصالح ومطامع دول

ونوه مسار الي أن الحزب الآن يتصارع فيه الابناء الاشقاء ظاهريا ، ولكن هو صراع مصالح ومطامع دول وخاصة وان الأب الزعيم مازال حيا ان الصراع بين السيد جعفر الميرغني والحسن الميرغني ليس صراع

زعامة محلية لمن تؤول من الاشقاء بعد الأب السيد محمد عثمان الميرغني أطال الله عمره وليس صراع سياسي للزعامة فقط في ظل دورات القيادة وليس حظا شخصيا فقط ولكن يبدو ان الرياح الاقليمية

والدولية تهب علي الحزب الاتحادي الديمقراطي وإن أعاصير الصراع العربي تدور او تلامس هذا الحرب العريق، وعليه فان الصراع الان في الحزب الاتحادي يقع بين فكي دولتين عربتين.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى