صديق البادي يكتب: الحرب ودرس فى النبل ومكارم الأخلاق من سلطان المسبعات جبر الدار
صديق البادي يكتب: الحرب ودرس فى النبل ومكارم الأخلاق من سلطان المسبعات جبر الدار
الشعب السودانى بكل ألوان طيفه السياسى والاجتماعى فوجئ باندلاع الحرب اللعينة الهمجية الاجرامية الانتقامية فى اليوم الخامس عشر من شهر أبريل عام 2023م والجميع يرفضونها ويتلهفون لايقافها نهائياً لأنهم ذاقوا ويلاتها وتجرعوا علقمها المر وهى أقذر حرب فى
تاريخ البشرية جمعاء وأكثرها انخطاطاً وسفالة وقد استغرقت زمناً طويلاً وهى الآن فى شهرها الثامن عشر وتتميز عن غيرها بأنها حرب تمددت فى مساحات واسعة فى عاصمة البلاد والولايات . وحرب البسوس مثلاً استمرت أربعين عاماً وكانت حرباً ثأرية محدودة
ومحصورة بين عشيرتين أو بالأحرى بين أسرتين ولم يحدث فيها ما يحدث فى السودان الآن . وشهد العالم حروباً كثيرة لم تحدث فيها سرقات ولصوصية وحرامية وقتلة وسفاكى دماء وقناصة وتشريد ونزوح للملايين لمناطق داخل القطر أو لدول أخرى فى الخارج وحدثت
جرائم اغتصابات وانتهاك للعروض فى هذه الحرب الشيطانية الابليسية اللعينة لم يشهد العالم لها مثيلاً . وعلى النقيض من هذه الحرب الكريهة البغيضة جرت فى السودان حروب كان فيها نبل وخلق رفيع ومثل وقيم ومعدن نفيس ( ليس مثل المعدن الرخيص الخسيس)
وقد حدث خلاف أدى لنزاع حدودى بين السلطنة الزرقاء وسلطنة المسبعات وأرسل السلطان بادى أبو شلوخ جيشاً بقيادة محمد ود مسمار اتجه نحو سلطنة المسبعات وتوغل داخل حدودها ودارت بين الطرفين حرب . وكان الجيشان يتحاربان نهاراً ويعود كل جيش لمعسكره قبل
مغيب الشمس وأوشك ما عند جيش السلطنة الزرقاء من الطعام والشراب أن ينفذ وعندما ينتهى فان مصيرهم جميعاً الهلاك والموت جوعاً وعطشاً ولما علم السلطان جبر الدار سلطان المسبعات بذلك قال لمن حوله ان هؤلاء هم ضيوفى لأنهم الآن فى ديارى ولنترك الحرب
ومسبباتها جانباً وان المروءة ومكارم الأخلاق تأبى عليًَ إلا أن أمدهم بالطعام والشراب . وقبل ان يعود ود مسمار وجنوده لمعسكرهم كان السلطان جبر الدار يرسل طعاماً وشراباً كافياً يوضع لهم فى معسكرهم خفية دون أن
يعلموا من أين أحضر لهم هذا الطعام والشراب ولما تكرر ذلك عدة مرات تأكد لود مسمار ان سلطان المسبعات جبر الدار هو الذى يفعل ذلك وقرر ايقاف الحرب وأرسل رسالة للسلطان بادى أبو شلوخ أوضح له فيها كل ما جرى
وطلب منه أن يوافيه برأيه وأوامره ليستمروا فى القتال أو يتوقفوا ورد عليه بادى أبو شلوخ ان سلطاناً بهذا الفيل والخلق الرفيع ليس من المروءة والأخلاق الاستمرار فى الحرب معه ومع جيشه وأمره بالتوقف وانهاء الحرب وجلس الطرفان واتفقا على كل شئ بالتراضى وساد بعد
ذلك السلام والوئام والاحترام المتبادل بينهما . ولك أن تقارن ذلك بالدموية والوحشية التى تحدث الآن ضد الشعب السودانى واهانة واذلال المواطنين الأبرياء العزل من السلاح بقتلهم او اعاقتهم بلا ذنب جنوه وسرقة ونهب عرباتهم وأموالهم وممتلكاتهم تحت التهديد
بالسلاح واخراجهم من منازلهم قهراً وقسراً وتم تشريد الملايين الذين نزحوا لمناطق أخرى آمنة داخل البلاد أو لأقطار وبلدان أخرى خارج البلاد أما الاغتصابات وانتهاك العروض والتعدى على الحرمات فهى كثيرة لا تحصى وتمت بطريقة فيها حقد أسود وتأبى الكلاب والوحوش
ممارستها وهناك قصص مشهورة ذاع صيتها ، وصمتت خشية الفضيحة أسر كثير من البريئات الطاهرات العفيفات اللائى اعتدى عليهن الذئاب والوحوش البشرية وليس لهن ذنب فيما حدث . والغريب ان ابواق هؤلاء المعتدين تدعى انهم يسيطرون على اجزاء كبيرة من
السودان وهذه ليست سيطرة ولو انهم اكتفوا بمواجهة الجيش والمستنفرين ودخلوا فى اية مدينة أو قرية واحتلوا مكاتب الدولة وأقاموا فيها لكان ذلك أخف دون أن يعتدوا على المواطنين بنهب وسلب عرباتهم وأموالهم وممتلكاتهم مع الضرب بالسلاح فى الأرجل لكل من يمتنع
ويعترض على تسليمهم ما يملكه واذا تمادى أكثر فانه يقتل فهل نسمى هذه سيطرة أم نسميها وجود اجرامى بقوة السلاح . وعلى سبيل المثال فان المعتدين عندما دخلوا مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار لو اكتفوا باحتلال
رئاسة الولاية والمؤسسات الحكومية دون الاعتداء الآثم على المواطنين الأبرياء العزل من السلاح لوصفناهم بأنهم موجودون دون ان يمارسوا سلطة ولكنهم فور دخولهم سنجة كان أول عمل قاموا به هو الهجوم الاجرامى الآثم على بيوت المواطنين الأبرياء العزل من السلاح ونهب
وسرقة عرباتهم وأموالهم وممتلكاتهم تحت تهديد السلاح مع الضرب المبرح واضطر الكثيرون للنزوح خارج مدينتهم وغرقت احدى المراكب واستشهد غرقاً من فيها فهل نعتبر هذا سيطرة ام نسميه وجود اجرامى وحدث ذلك فى السوكى وفى مدينة الدندر فقد أهانوا وأذلوا المواطنين ونهبوهم أموالهم وعرباتهم وممتلكاتهم
واخرجوهم من مدينتهم ومن لا يخرج فانه يضرب ضرباً مبرحاً حتى يخرج وينزح فهل هذه سيطرة ام وجود اجرامى وهذه مجرد نماذج لما يحدث فى كل السودان .
وهناك مسألة محسومة وهى أن الدولة السودانية لها سيادتها ولها جيش واحد يمكن أن تكون له اذرع مساعدة تؤدى مهاماً مهمة بتكليف منه وتعمل تحت قيادة الجيش وإمرته ( والعين لا تعلو على الحاجب ) ولا يمكن لدولة تحترم نفسها وسيادتها أن يكون فيها جيشين وهذا خطأ
فادح من ضمن الأخطاء العديدة التى حدثت فى عهد الفترة الانتقالية الهمجية التى كان السودان فيها شبه مستعمر وسادت فيها المراهقة السياسية والتدخلات الاجنبية ومن أكبر أخطاء تلك الفترة الغفلة وعدم الانتباهة وترك الحبل على القارب والسماح بالتمدد
الاخطبوطى للدعم السريع بلا رقيب او حسيب وقيام جيشين فى الدولة أصبحا عدوين لدودين . والشعب يعترف بجيش واحد فقط هو الذى كون قبل قرن من الزمان والولاء له والوقوف خلفه ممتد منذ ذلك الزمان والشعب يتعامل معه كمؤسسة قومية وهو ليس جيش
فلان أو علان أو فلتكان وهو جيش السودان واعداؤه يصفونه بأنه جيش الكيزان وجيش الاخوان والفلول وهذه ادعاءات كاذبة مضللة والشعب يعترف بالجيش كمؤسسة قومية واذا كان لأعداء الجيش تصفية حسابات
ورواسب وأحقاد قديمة مع من يصفونهم بالفلول فعليهم تصفية حساباتهم معهم بعيداً عن الجيش المؤسسة القومية الراسخة منذ اكثر من قرن من الزمان . ويساند الجيش عدد كبير من المستنفرين والمساندين من شتى ألوان الطيف السياسى ومن بينهم من ينتمون للحركة
الاسلامية ويؤكد هؤلاء انهم يساندون الجيش بدوافع صادقة لوجه الله سبحانه وتعالى دفاعاً عن الارض والعرض وسيادة الوطن وليست لهم مطامع شخصية او مصالح. وحضر عدد منهم من الخارج وتخلوا عن
وظائفهم ورواتبهم الكبيرة وامتيازاتهم ولم سيأذنوا من أحد فى الداخل حين حملوا السلاح وساندوا الجيش ولم يفوضوا أحداً من خلفهم ووراء ظهرهم لصرف فواتير سياسية باسمهم فهذا امر لا يعينهم فى شئ . وعلى أعداء الجيش أن يتركوا الفزاعة الوهمية التى يكثرون
ترديدها جيش الفلول وما ادراك ما جيش الفلول ويفعلون ذلك لاستعداء الآخرين والعالم عليهم . والحلقة القادمة أقف فيها على الاوزان الحقيقه لبعض القوى والاحزاب السياسية خفيفة الوزن الجماهيرى ( وزن الريشة ) واقف عند من يصفهم اعداؤهم بالفلول وما هو
حالهم ومآلهم بعد انطواء صفحة حكم النظام السابق . واقف عند الكيانات السياسية ذات الاسماء الطنانة الرنانة الفخيمة من الطرفين ويدعى كل واحد انه يمثل كل الشعب السودانى دون تفويض منه وبعضها لا يوجد الا فى الفضائيات والميديا ويكثر من التصريحات والبيانات
دون وجود لها وسط الشعب السودانى المكون من أربعين مليون نسمة وهذه الكيانات الوهمية مثل المواطن شبه المعتوه الذى كان يعانى نفسياً من مرض العظمة ويتوهم انه مارشال ويتزيأ بزى عسكرى ويملأ كتفيه وصدره
بالنجوم والوشاحات والنياشين التى يعدها من الدلاقين ويقف عند احدى صوانى الحركة ويحرك عصاة المارشالية ويخاطب بعظمة جمهوراً لا وجود له الا فى خياله ويقف بعض المارة الذين يضحكون عليه أو يأسون لحاله .
والحل دون خوض فى التفاصيل وتفاصيل التفاصيل يبدأ بتنفيذ مقررات جدة بلا ابطاء وتأخير واذا توقفت الحرب وهى قطعاً ستتوقف طال الزمن أو قصر ولن تستمر الى الابد فان الواجب الوطنى يملى ضرورة اقامة فترة
انتقالية جديدة (لنج ) تجب ما قبلها من فوضى وهوان ولا تقل فترتها عن خمسة أعوام ويقودها رجال دولة أقوياء من الطراز الأول من الخبراء والتكنقراط من أصحاب المؤهلات الرفيعة والخبرات التراكمية وقوة الشخصية والاستقلالية وعدم التبعية والذيلية لأية جهة
داخلية أو خارجية وان يتولوا قيادة الجهاز التنفيذى للدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها وان يتولوا قيادة وعضوية الجهاز التشريعى وان تتولى القوة ذات الشوكة
السلطة السياديه والمهام الدفاعيه والأمنيه مع ضرورة تحديد الاختصاصات والفصل بين السلطات ومنع اية ازدواجية وتداخل بين السلطات السيادية والسلطات التنفيذية والسلطات التشريعية ويمكن ان تتكامل ادوارهم .
ومن مهام الجيش الوطنى كركيزة صلبة وأساسية للدولة وللوطن أن يتصدى ويواجه كل من يخل بالأمن القومى وسلامة الوطن ويتمرد على الدولة ويعبث بمقدرات وموروثات الوطن .
ونأمل أن تقف الحرب اللعينة ( ودعك الآن من وساطة الرئيس الافريقى فلان او الرئيس علان أو المؤتمر الخماسى أو ….الخ ) ولماذا لم يقوموا بوساطتهم هذه من قبل فى الفترة الطويلة من عمر الحرب اللعينة ولم
يتحركوا الا بعد أن تغيرت موازين القوى فى الميدان ولماذا يتقرب اليهم ويلتصق بهم ويهمس معهم بعض المتلهفين لكراسى السلطة وهم يحلمون بالمحال وبعض الذين يتحدثون عن ضرورة جلوس الطرفين للتفاوض
ويرددون ان الحل السياسى هو الافضل فانهم يريدون ان يتفق الطرفان لاعادة قسمة السلطة كما كانت بينهما قبل اندلاع الحرب وهذه اضحت من المستحيلات كالغول والعنقاء والخل الوفى واذا استعرنا ألفاظ ذلك المسؤول
الانقاذى السابق فان هذه ( لحسة كوع ) أما اعادة الفترة الانتقالية بشخوصها وبتركيبتها القديمة فهذه ( لحسة كوعين )ولابد أن يترك المتصارعون على السلطة وكراسيها من كل الاطراف أطماعهم لتبدأ فى الوقت المناسب فترة انتقالية جديدة قوامها عمالقة من أقوى وأصلب العناصر الوطنية كما أشرت لذلك آنفاً .
والسلطات الامريكية أدانت مؤخراً القونى حمدان دقلو واتهمته بانه هو الممول للدعم السريع بالاسلحة والعربات والمؤن وغيرها لتستمر الحرب وتتهمه بأنه هو الداعم لاشعال الحرب فى الفاشر وهو الشقيق الاصغر لحميدتى وقبله أدانت الادارة الامريكية أخاهم لأبيهم عبدالرحيم
وهى مجرد ادانات أمريكية اعلامية ( من الطوق ولى فوق ) ولن تتخذ ضدهم اجراءات وادانات وعقوبات تنفذها فى الوقت الراهن لأنها لا زالت تستعملهم أدوات فى مشروعها الكبير الدولى والاقليمى والمحلى لتدمير
السودان وتمزيقه واضعافه وفى الوقت المناسب بالنسبة لها ستقلب لهم ظهر المجن وتتعامل معهم كمجرمى حرب وتأخذ منهم كل ما تم انفاقه فى الحرب القذرة وتجرد آل دقلو من كل أموالهم وذهبهم ولن تترك لهم دولاراً او
جراماً من الذهب والمقصود من اتهام القونى والتشهير به اعلامياً عبر الفضائيات والاذاعات والميديا على نطاق واسع هو صرف الأنظار عن رئيس تلك الدولة المكلف بأن تظل نار الحرب القذرة مشتعلة ( واقول رئيس الدولة لأن الدولة التى يرأسها والشعب هناك أبرياء مما حدث )
والاعلان الامريكى باتهام القونى يطعن بالتمويه فى ظل الفيل تحاشياً لطعن الفيل …. ومؤخراً ظهر قائد الدعم السريع وألقى كلمة تم تناقلها وتداولها والتعليق عليها على نطاق واسع ودعك من كل شئ يتعلق به وهو كثير مثير وبثروته القارونية الاسطورية كان بالمال وهو سلاح
خطير يتمدد تمدداً اخطبوطياً وكان يتحدث كثيراً ويخوض فى كل شئ على سجيته وطريقته العفوية وكانت احاديثه تجد مشاهدين ومستمعين كثيرين يفعلون ذلك من قبيل التسلية والترفيه والترويح عن
النفس حتى لو كانت كلام الطير فى الباقير. وسمعته قبل يومين فى مقطع منتشر وهو يغنى ( بالرطانة التى لا يعرفها ) كما يغنى سائر المغنيين الآخرين والمؤكد ان ذلك تم بطريقة الذكاء الاصطناعى والمؤكد ان حديثه الاخير ( بجلايطه العديدة ) ألقاه بنفسه وبذات صوته وطريقته
المعروفة ولم يتحدث انسان آخر بدلاً عنه وأنا غير متأكد ولكنه ربما كان غير قادر على الحركة او النهوض من سريره وتحدث ونشر حديثه بعد ذلك بعد إعمال طريقة الذكاء الاصطناعى فيه . وكل المؤشرات والدلائل تؤكد انه
الآن فى ضيافة ( ذلك الرئيس ) وبالاحرى هو الآن فى قبضته وتحت سيطرته ولا يسرح ويمرح كما كان يفعل هنا ايام تمدده الاخطبوطى . واذا اراد مثلاً ان يتحدث عن ضرورة ايقاف الحرب فانه لن يستطيع وإذا اتته صحوة ضمير وهبت عليه نسمات من الاجواء القرآنية
العطرة عندما كان يدرس بالخلوة واراد ان يعتذر عن الجرائم الوحشية اللا انسانية التى تم ارتكباها فانه لن يستطيع ان يفعل ذلك وهو فى هذا الحبس والقيد الحريرى ( قبل التخلص منه بعد ذلك بطريقة ما )
والمطلوب منه الآن والمأمور به منهم بلسان الحال او المقال ان يهدد ويتوعد بان تكون الحرب اكثر اشتعالاً فى الفترة القادمة بزيادة التسليح وتجنيد المرتزقة ( واللسان لسانه والكلام هو كلام ذاك الرئيس العدو اللدود للسودان ) وهاجم قائد الدعم السريع بطريقة ليس فيها حصافة قبلية الشايقية .
وفى تقديرى انه قال ذلك ويقصد به الربط بينهم وبين مدينة مروى ومن يسكنها من الشايقية وقد هزم فى مروى هزيمة كاسحة ساحقة عندما كان يريد ان يسيطر على مطارها قبل تنفيذ انقلابهم ومخططهم الآثم ولعلهم يريدون الثأر من مروى بأية طريقة ويفعلوا فيها بطريقة
اكثر حقداً وبشاعة ما فعلوه فى المناطق التى اجرموا فيها وقتلوا وعوقوا ونهبوا وسرقوا وانتهكوا الحرمات ( ولكن هيهات ولن يستطيعوا ) ومن حديثه يتضح انهم يضمرون حقداً وشراً لولاية نهر النيل والولاية الشمالية
برمى الدانات والمسيرات والتخفى والدخول للهجوم و الاجرام بطرق ماكرة ….الخ هيهات ان يفعلوا ذلك ولكن الحذر والاستعداد واليقظة واجبة وانتبهوا أيها السادة .