سواء من المنزل أم من المكتب.. هناك شركة ناشئة لذلك
إيرين : نيويورك تايمز
سان فرانسيسكو– قبل الوباء، باعت “إنفوي” (Envoy) -وهي شركة ناشئة في سان فرانسيسكو- برنامجا لتسجيل الزوار للمكتب، وقام نظامها بتسجيل دخول الضيوف وتتبع من كان يدخل المبنى.
وعندما ضرب وباء كورونا وأجبر الناس على العمل من المنزل، تكيفت إنفوي، وبدأت في تتبع الموظفين بدلاً من الزوار فقط، ومع ذلك نظام فحص يسأل الموظفون عن أعراض محتملة لكورونا المحتملة أو احتمالات التعرض لها.
والآن مع بدء الشركات في إعادة فتح مكاتبها وإعطاء المزيد من المرونة للموظفين، تقوم إنفوي بتغيير إستراتيجيتها مرة أخرى. فأحدث منتج لها -واسمه “إنفوي ديسكس” (Envoy Desks)- يتيح للموظفين حجز مكاتب عندما يذهبون إلى مقر العمل في شركتهم، في مراهنة على أن مساحات عمل الثابتة و5 أيام من العمل في الأسبوع، كلها أصبحت شيئا في الماضي.
إنفوي هي جزء من موجة من الشركات الناشئة التي تحاول الاستفادة من تحول أميركا نحو نموذج العمل المختلط بين البيت ومقر العمل. وتبيع الشركات الآن مخططات مكتبية أكثر مرونة، وبرامج وأدوات جديدة للاتصال بالفيديو، للمزيد من التواصل الرقمي بين فرق العمل، وتحاول إثبات أن عروضها سوف تسد الفجوات بين العمل الوجاهي والعمل عن بعد.
وتتنافس الشركات الناشئة على مركز لها، في وقت أعلنت فيه المزيد من الشركات عن خطط للعمل المختلط، حيث يُطلب من الموظفين الحضور لجزء فقط من الأسبوع، ويمكنهم العمل في المنزل باقي الوقت. وفي مايو/أيار، وجدت دراسة استقصائية أجرتها “ماكينزي” (McKinsey) شملت 100 شركة، أن 9 من أصل 10 مؤسسات خططت للجمع بين العمل عن بُعد والعمل في الموقع، حتى بعد أن كانت العودة إلى المكتب آمنة.
ومن المحتمل أن يكون بيع الأدوات للعمل عن بُعد عملا مربحًا، فقد أنفقت الشركات 317 مليار دولار العام الماضي على تكنولوجيا المعلومات للعمل عن بعد، وفقًا لشركة الأبحاث “غارتنر” (Gartner) التي قدرت أن الإنفاق سيرتفع إلى 333 مليار دولار هذا العام.
وقالت كيت ليستر رئيسة شركة الاستشارات “غلوبال وورك بلاس أناليتكس” (Global Workplace Analytics)، إن العمل المختلط والعمل عن بعد سيفيد الموظفين الذين لم تكن بيئات المكاتب مناسبة لهم. وهذا يشمل النساء والأقليات العرقية والذين لديهم مسؤوليات تقديم الرعاية وذوي الإعاقة، إلى جانب الانطوائيين والذين يفضلون ببساطة العمل في ساعات غير اعتيادية أو في انعزال.
لكنها حذرت مع آخرين من أن الانتقال إلى العمل المختلط يمكن أن يجعل الموظفين عن بعد “مواطنين من الدرجة الثانية”. وقالوا إن الموظفين الذين يفقدون الصداقة المتولدة من المقابلات الشخصية أو عفوية الدردشات في الردهة، قد ينتهي بهم الأمر إلى تجاوزهم في الزيادات والترقيات.
ويجادل مؤسسو الشركات الناشئة بأن ذلك تحديدا هو ما يجعل منتجاتهم مفيدة.
وراجيف أييانغار هو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “تاندم” (Tandem)، وهي واحدة من العديد من الشركات الناشئة في مجال البرمجيات، وقد أنشأت تطبيقات مكتبية تساعد المجموعات على التعاون بشكل أفضل مع بعضها بعضا، و تعيد خلق الشعور بأنك في مكتب.
وقال أييانغار إن منتج تاندم كان يحاول المساعدة في “الشعور بالتواجد”، وهو القدرة على معرفة ما يفعله زملاء الفريق في الوقت الحقيقي، حتى لو لم يكن الموظف مع زملائه في المكتب.
ويُظهر برنامج تاندم المكتبي -والذي يكلف 10 دولارات شهريًا لكل مستخدم- ما يعمل عليه كل عضو من أعضاء الفريق، حتى يعرف الزملاء ما إذا كانوا مثلا متاحين لإجراء مكالمة فيديو تلقائية داخل التطبيق. ويتم تحديث قائمة حالات المستخدم تلقائيًا للسماح للآخرين بمعرفة ما إذا كان زملائهم في العمل على اتصال أو أنهم يكتبون في محرر مستندات غوغل، أو ما إذا كانوا يقومون ببعض المهام الأخرى.
وتقدم “براغلي” (Pragli) و”ترايب” (Tribe) -وهما شركتان ناشئتان في مجال البرمجيات موجودتان منذ عام 2019- منتجات مماثلة. ويمكن للأشخاص استخدام منتج براغلي لعمل مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو دائمة يمكن للآخرين الانضمام إليها. وهو برنامج مجاني، على الرغم من أن الشركة تخطط لتقديم منتج مدفوع. ويعرض برنامج ترايب حالات المستخدم مثل: مشغول أو متاح؛ لتسهيل مكالمات الفيديو في المنصة. والبرنامج متاح فقط حاليًا من خلال دعوة.
وتحاول “أوول لابس” (Owl Labs) -وهي شركة ناشئة تأسست = عام 2017- أيضًا معالجة موضوع “الشعور بالتواجد”. فهي تصنع كاميرا فيديو بزاوية 360 درجة، وميكروفونا وسماعة صوت في منتصف طاولة المؤتمرات، وتقوم تلقائيًا بتكبير صورة الشخص الذي يتحدث.
وذكرت الشركة -التي قالت إن عملاءها تضاعفوا 4 مرات إلى أكثر من 75 ألف مؤسسة بسبب الوباء- أن الكاميرا التي تبلغ قيمتها 999 دولارًا، كانت وسيلة للموظفين عن بُعد للمشاركة في اجتماعات المكاتب من خلال القدرة على رؤية كل من يتحدث، بدلاً من العرض المحدود التي تتيحه كاميرا الحاسب محمول واحدة.
وقالت بعض الشركات إن منتجاتها يمكن أن تساعد الشركات على فهم استخدامها للمساحة، حيث يأتي عدد أقل من الموظفين إلى مكاتب.
أما “دينستي” (Density) -وهي شركة ناشئة في سان فرانسيسكو- فتصنع منتجًا يستخدم مستشعرات عمق يمكن تعديلها، مخصصة لقياس عدد الذين يدخلون منطقة أو يستخدمون مساحة مفتوحة. ويمكن للشركات بعد ذلك تحليل تلك البيانات لفهم مقدار المساحة المكتبية التي تستفيد منها بالفعل، وتقليص حجمها بحسب الضرورة.
وتخطط دينستي أيضًا لتقديم أدوات أخرى للعمل المختلط. ففي الشهر الماضي، استحوذت على شركة ناشئة للبرامج توفر نظامًا لحجز مساحات عمل ومكاتب.
وقالت إنفوي إن منتجها الجديد “ديسكس” قد اجتذب 400 شركة، بما في ذلك “باتاغونيا” (Patagonia)، وهو متجر ملابس بالتجزئة، وشركة الأفلام السينمائية “ليونزغيت” (Lionsgate).
وقال لاري غاديا، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفوي”: “تحصل الشركات التي تستخدمنا على بيانات أكثر دقة وموحدة في جميع مكاتبها على مستوى العالم”، وتابع “وبعد ذلك يتم استخدام هذه البيانات ليسترشد في تخطيط المساحات، مثل: هل نحتاج المزيد من الطوابق؟ هل نحتاج المزيد من غرف الاجتماعات؟ هل نحتاج المزيد من المكاتب؟ هل نحتاج المزيد من المكاتب لهذا الفريق الواحد؟”.
© مؤسسة نيويورك تايمز 2021
نقلتها للعربية صفحة ريادة-الجزيرة نت المصدر : نيويورك تايمز