سنهوري عيسى يكتب:عام جديد بدون موازنة .. هل من عودة لما قبل الاستقلال …..؟
سنهوري عيسى يكتب:عام جديد بدون موازنة .. هل من عودة لما قبل الاستقلال …..؟
لأول مرة في تاريخ السودان بعد استقلاله منذ 66 عاماً ، يحل علينا العام الجديد بدون موازنة عامة للدولة يبني عليها الجميع آماله وتطلعاته ويستبشرون بما تحمله من بشريات ويتحسبون الى ما تحمله من تحديات وأعباء جديدة علي معاش الناس .
لعل الرعيل الأول من رواد الإستقلال تحسبوا إلي بداية السنة المالية والاستعداد لها بإعداد موازنة عامة للدولة حتي قبيل نيل الاستقلال في يناير 1956م ، حيث تم إعداد اول موازنة عامة للدولة للفترة من يونيو 1955 إلى يونيو 1956م ، اي قبيل خروج المستعمر لتكون تلك أول موازنة لحكومة وطنية برئاسة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، وأول موازنة عامة للدولة السودانية تحقق فائض قدمها الراحل حماد توفيق حماد اول وزير مالية بعد الاستقلال ، وكان وقتها يتم إعداد الموازنة الجديدة وتبدأ السنة المالية في يونيو من كل عام نتيجة لأن الموازنة كانت تعتمد على الموارد الذاتية وقطاعات الإنتاج الحقيقي في الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، لذلك كانت تستهدف الموازنة العامة قطاع الزراعة وبداية الموسم الزراعي في يونيو بتوفير كل متطلبات الزراعة خاصة وأن الإقتصاد الوطني كان يعتمد على زراعة المحاصيل النقدية كالقطن والسمسم والفول السوداني وحب البطيخ والكركدي والصمغ العربي وغيرها من المحاصيل النقدية… ولكن تغير اعداد الموازنة وأصبحت السنة المالية تبدأ في يناير بدلاً عن يونيو وتلك قصة أخري لا يسع المجال لذكر إيجابياتها وسلبياتها ، وأن كانت السلبيات تطغي علي الإيجابيات لاسيما وأن الإقتصاد الوطني مازال يعتمد على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني ولم تجد الزراعة الاهتمام اللازم من موازنة السنة المالية التي في يناير من كل عام .. كما أن أعداد الموازنة الجديدة للعام 2022م بعد مرور 66 عاما علي الاستقلال جاء معتمدا على الموارد الذاتية بعد ايقاف المانحين والبنك الدولي لدعمهم ومساعداتهم للسودان ..
ومن هنا فإن العودة إلي بداية السنة المالية في يونيو من كل عام تبدو ضرورية لتجاوز الوضع الراهن والماثل الآن خاصة واننا استقبلنا العام الجديد بدون موازنة، وتفاجانا بزيادة في تعرفة الكهرباء تفاقم من الأعباء على المواطنين وقطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي، كما أن الوضع السياسي والامني يجعلنا ننتظر المزيد لخلق مناخ سياسي مستقر لإعداد موازنة جديدة تحمل طموحات وتطلعات الشعب السوداني وتستوعب مطالبات الحراك الشعبي في الشوارع والتوصل الي توافق وطني وتشكيل حكومة مدنية من كفاءات وطنية.
وندعو من هنا الي التفكير جديا في أن تبدأ السنة المالية للدولة في يونيو ، كما كان قبل الاستقلال ، ونعود إلى عهد جيل الرواد ،جيل الزعبم الازهري والراحل حماد توفيق لاسيما وأن هذا الجيل الوطني كان يعيش الحاضر ويخطط للمستقبل وبناء الدولة السودانية، وهذا الجيل اليوم يسعي إلي ذات الهدف وهو بناء الدولة المدنية بالسودان.
قد تبدو العودة إلى ما قبل الاستقلال وجيل الرواد وأن تبدأ السنة المالية في يونيو ، صعبة في نظر الكثيرين ولكن واقع الحال يدعونا إلى التفكير في التغيير وتقييم الأداء والنظر إلى المستقبل وتقليب المصالح الوطنية … كما أن الكثير من الخبراء يرون أن تجاوز الوضع الاقتصادي رهين بالعودة إلى الزراعة وربط الزراعة بالصناعة والانتاج الي الصادر والاعتماد على الذات ، وهذا يحتاج إلى موازنة موجه إلى الإنتاج، وما يتطلبه الإنتاج من حشد الموارد والتمويل ومداخلات الإنتاج في مواعيدها لإنجاح عملية الإنتاج ، وكما يقولون (الزراعة مواقيت) والعودة إلى الاقتصاد الزراعي والانتاج يبدأ بالعودة إلى بداية السنة المالية في يونيو من كل عام.
اللهم هل بلغت فاشهد.