سلفستر ستالون يطالب بنسبة من أرباح سلسلة أفلام “روكي”
في صرخة فنية لاذعة ومحاولة للمطالبة بحقوقه؛ نشر النجم سلفستر ستالون أمس الاثنين لوحة بالأبيض والأسود عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به على إنستغرام، ظهر فيها المنتج إروين وينكلر على هيئة ثعبان ذي لسان بشكل نصل سكين حاد، في إشارة لما يعتقده ستالون بأن وينكلر كذب عليه طوال العقود الأربعة الماضية.
وعلق ستالون على الصورة قائلا “صورة رائعة جدا لمنتج “روكي/كريد” (Rocky/ Creed) العظيم إروين وينكلر، من أحد أعظم فناني البلاد. بعد سيطرة إروين على “روكي” لأكثر من 47 عاما، والآن “كريد”. أنا حقا أرغب باستعادة القليل على الأقل من حقوقي، قبل أن تعطيها لأطفالك فقط. أعتقد أن ذلك سيكون لفتة عادلة من رجل بالغ من العمر 93 عاما”.
أصل الخلاف
ويعود أصل الخلاف إلى السبعينيات، حين كتب ستالون الجزء الأول من سلسلة أفلام “روكي” وقام ببطولته، مقابل صفقة بدت رابحة وقتها.
لكن، مع التوسّع الذي حظي به العمل وتحوله إلى سلسلة هائلة ضمت 6 أجزاء جميعها من تأليف وبطولة ستالون تبعها سلسلة “كريد” المشتقة من أفلام “روكي”، والتي صدر عنها جزآن حتى الآن، من بطولة ستالون الذي شارك بكتابة سيناريو الجزء الثاني وبلوغ إيرادات الأفلام الثمانية 1.7 تريليون دولار؛ زاد انزعاج ستالون الذي طالما كان قابعا في صدره لسنوات.
انزعاج وغضب شديدان تولّدا وتضخما بسبب تهميشه واقتطاعه خارج هذا الامتياز المربح لمدة قاربت نصف قرن، ومنح وينكلر الحقوق الكاملة لكل شيء. وهو ما وصفه ستالون بـ”الموضوع المؤلم الذي يأكل روحي”؛ لعجزه عن ترك شيء من روكي لأولاده.
لماذا الآن؟
وعند سؤال ستالون عما منعه من الدفاع بقوة للحصول على المزيد من حقوق الملكية لـ”روكي” بالأيام الأولى طالما أنه كان يشعر بالظلم والسرقة، صرّح أنه وبخلاف قلة خبرته، كانت تلك هي قواعد السلوك التجاري المُتّبعة حينذاك، إذ كان من الخطأ إزعاج المنتج صاحب “ريش الإوزة الذهبية” على حد تعبيره.
وفي حوار أجراه ستالون مع مجلة “فاريتي” (Variety) عام 2019، والذي أعرب فيه عن حزنه الشديد لعدم امتلاكه أي حقوق ملكية لـ”روكي”، أكد أن كل مقطع لفظي بالعمل، وكل خطأ نحوي كان من ابتكاره، حتى إنه وصف شخصية “روكي” بالأخ.
وتابع قائلا “إنه الصوت الوحيد الذي يُمكّنني من قول ما أريده من دون أن أبدو سخيفا أو مملا أو عاطفيا، لأن هذا هو روكي، رجل لا يستطيع الصمت، يتحدث ويتحدث مُخرجا ما في جوفه. وبسبب الطريقة التي يتحدث بها وسذاجته، يستمع له الجمهور”، مما يسمح له ككاتب تمرير كل ما لا تستطيع شخصياته الأخرى قوله أبدا على لسان روكي.
أما من جهة نظر وينكلر، فهو يظن أن ستالون عُومل بطريقة عادلة حين نال أجرا مناسبا مُقابل التمثيل والتأليف. بل إنه تفاجأ عندما علم بعدم رضا ستالون عن حصته بالامتياز، خاصة أنه حصل على أكثر من 10 ملايين دولار نتيجة مشاركته بأرباح “كريد 1″ و”كريد 2” جراء البطولة والمساهمة بالإنتاج.
أسعد رجل في العالم
رغم كل شيء يدين ستالون بالفضل إلى “روكي” في جعله أسعد إنسان في العالم على حد تعبيره، فقبل الجزء الأول لم يكن ستالون يملك سوى 100 دولار، حتى إنه اضطر إلى بيع كلبه لدفع إيجار شقته في هوليود، ولجأ إلى السفر الاقتصادي بالقطار مستغرقا 4 أيام للوصول إلى فيلادلفيا حيث موقع التصوير، قبل أن تنقلب حياته تماما.
فبمجرد عرض “روكي”، لم يعد ليشتري كلبه فحسب؛ بل أيضا صار اسمه معروفا في هوليود، كذلك أصبح مليونيرا لأول مرة بحياته. فرغم أن شروط الصفقة التي أبرمها مع شركة الإنتاج والتوزيع ” مترو غولدوين ماير” (MGM) نصّت على حصوله على 25 ألف دولار مقابل السيناريو وألفي دولار للتمثيل، إلا أنه حصل أيضا على 10% من صافي الأرباح.
وهو ما بلغ وقتها 2.2 مليون دولار، إذ حقق الجزء الأول وحده 225 مليون دولار من أصل ميزانية لم تتخط 960 ألف دولار. ومع ترشح العمل إلى 10 جوائز أوسكار من بينها ترشيحان لستالون نفسه، وفوز الفيلم بـ3 جوائز أوسكار، استطاع المطالبة برفع أجره، فحصل على 75 ألف دولار عن الجزء الثاني، و120 ألفا عن الثالث.
وأمام كل تلك الملايين التي جنتها الأجزاء الثلاثة، قرر ستالون المطالبة بالحصول على بعض الملكية كونه مبتكر الشخصية، فجاء الرد بالرفض، حيث أكد له منتجو العمل أن لا أحد لديه مثل تلك الامتيازات، ويكفي أنهم يمنحونه أجرا أعلى مع كل إصدار، وبذلك أصبحت إعادة فتح الموضوع أكثر صعوبة ولا منطقية مع كل جزء جديد يُعرض في دور العرض.